نظرية العدوى البؤرية

إن البحث في مجال طب النسج الداعمة يشير إلى ولادة أفكار جديدة في مفهومِ الإصابة الموضعية.
في عام 1900، طور وليام هنتر , (طبيب بريطاني) ، لأول مرة فكرة أن الكائنات الحية المجهرية الفموية كانت مسؤولة عن مجموعة واسعة من الحالات العامة التي لَم يعرف بسهولة بكونها خمجية في الحالة الطبيعية .

لقد ادعى أن ترميم الأسنان المتسوسة بدلاً من قلعها ينتج عنه الوقوع في فخ التعرض لعوامل الإصابة الجرثومية تحت الترميمات .

بالإضافة إلى نخر الأسنان و التموت اللبي و الآفات حول الذروية ، ميز هنتر أيضاً التهاب اللثّة والتهاب النسج الداعمة كبؤر للإصابة و دعا لقلع الأسنان في هذه الحالات لإزالة مصدر التسمم .
اعتقد هنتر بأنّ الأسنان كانت مسؤولة عن العدوى الخمجية بشكل أولي بسبب تركيبها وعلاقتها بالعظم السنخي. لقد ذكر أن درجةَ التأثيرات العامة الناتجة عن التسمم الفمويِ تعتمد على شدّة الإصابة الفموية ودرجة المقاومة الفردية .

لقد اعتقد أيضاً بأنّ العضويات الفمويةِ تملك تأثيرات معينة على الأنسجة المختلفة وبأنَّ هذه العضويات تفعل فعلها بإنتاج السموم، التي ينتج عنها درجة منخفضة من "العدوى الثانوية" والتي تنتج التأثيرات الجهازية خلال الفترات المطولة.

أخيراً، اعتقد هنتر بأنّ الاتصال بين التسمم الفمويِ والحالات الجهازية الناتجة يمكن أن يرى بإزالة التسمم المسبب من خلال قلع السن وملاحظة التحسن في الصحة العامة .
وبسبب أنها تفسر مجموعة واسعة من الاِضطرابات التي لم يكن لها تفسير معروف في ذلك الوقت، أصبحت نظريةَ هنتر مقبولة جداً في بريطانيا وفي النهاية في الولايات المتحدة، مؤدية إلى قلع الأسنان بالجملة .
ساءت سمعة نظرية العدوى البؤرية في الأربعينات والخمسينات عندما أخفق القلع واسع الانتشار، وفي أغلب الأحيان لكامل الأسنان، في تَخفيض أو إزالة الحالات الجهازية التي كانت تربط بشكل مفترض بالأسنان المصابة .
هذه النظرية، بينما كانت تعرض تفسيراً محتملاً للاِضطرابات الجهازية المحيرة , فإنها كانت مستندة على القليل جداً، إذا لم تكن بدون , أي دليل علمي . هنتر والمدافعون الآخرون عن النظرية كانوا غير قادرين على توضيح كيف يمكن للتسمم الفموي البؤري أن ينتج هذه الأمراض العامة. هم كانوا أيضاً غير قادرين على تَوضيح الآليات التفاعلية المحتملة بين الصحة الفموية والعامة. علاوة على ذلك، فإن
التدخل المقترح لقلع السن في أغلب الأحيان لم يكن له أي تأثير على الحالات العامة والتي يسعى المرضى للشفاء منها .
على أية حال، لقد شجعت أفكار هنتر على البحث الشامل في علم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة.