السموم المعدنية-الزرنيخ والحديد

a.kannouta.kannout عضو ماسي
تم تعديل 2009/03/30 في علم السموم Toxicology
(4)التسمم بالزرنيخ: أشتهر الزرنيخ علي مدي قرون طويلة بأنه أوسع السموم استخداماً في قتل الآخرين وقد نشأت هذه السمعة من كونه يتمتع بصفات ثلاث وهي:

أولاً: أن مركباته تكاد تكون بلا طعم ولا رائحة أولون مميز حيث يسهل تقديمها في مختلف الأطعمة والمشروبات دون أن تثير الريبة.

ثانياً: ظهور أعراض التسمم بالزرنيخ يبدأ بعد فترة قد تطول إلي حد يبتعد فيه الجاني عن المجني عليه

ثالثاً: أن الأعراض التسممية الناشئة عنه تختلط مع كثير من الأمراض المعوية السارية بحيث لا تثير شكاً لدي الطبيب المعالج.

وقد فقد الزرنيخ هذه السمعة بسبب سهولة الكشف عن وجوده حتى بعد تحلل جثة المتسمم تحللاً كاملاً إذ يمكن الكشف عنه في عظامه أوقي التربة أسفل الجثة.

ويستخدم الزرنيخ في مبيدات الطحالب والقوارض والدهانات وورق الحائط وفي صناعة السيراميك والزجاج ومن أخطر مركبات الزرنيخ سمية ثالث أكسيد الزرنيخ وهو مسحوق قابل للذوبان في الماء والجرعة القاتلة منه تتراوح بين 60إلي 20 ملليجرام ويتم امتصاصه عن طريق الأمعاء ببطء حيث تظهر الأعراض بعد فترة زمنية تتراوح من ربع ساعة إلي عدة ساعات. وهناك صورة أخري وهي غاز الأرسين ويتم امتصاصه عن طريق الاستنشاق إلي الدم مباشرة وتشكل كميات ضئيلة منه في الهواء المحيط خطراً شديداً إذ تؤدي إلي التسمم الحاد في صورة تحلل كريات الدم ويتولد الغاز من معالجة المعادن المحتوية علي شوائب الزرنيخ بالأحماض أثناء تنظيفها.

أعراض التسمم بالزرنيخ: عند التسمم بالزرنيخ بالفم يكون هناك إحساس بطعم قابض يعقبه بعد ابتلاعه فترة كمون لا يظهر بها أعراض تتراوح ما بين 15 دقيقة إلي بضع ساعات حسب محتوي المعدة من الطعام ونوعه، إذ يؤخر وجود طعام دهني امتصاص الزرنيخ لفترات طويلة بينما يعجل الامتصاص تعاطي الزرنيخ علي صورة محلول في مشروب ساخن. وتبدأ أعراض التسمم علي شكل قيء شديد وإسهال شديد (يشبه الكوليرا) ينشأ عنه جفاف سريع وانهيار. ويصل أيون الزرنيخ الممتص إلي الأعضاء والأنسجة الداخلية للجسم ليفسد عمل النظم الإنزيمية المعتمدة في عملها علي مجموعات السلفهيدريل (sulphhydryl groups).

أما في حالات التسمم المزمن بالزرنيخ فإن الأعراض التي تظهر علي المتسمم تشمل بالإضافة إلي القيء والإسهال المذكورين في الحالات الحادة، وجود هزال شديد وطفح جلدي مع زيادة في سمك الجلد ولا سيما في راحة اليدين وباطن القدمين (hyperkeratosis) واعتلال عصبي متعدد (polyneuropathy)، ويتم التأكد من الإصابة بقياس مستوى الزرنيخ بالبول حيث يندر أن يتعدى مقداره 0,3 ملليجرام باللتر. ويتم التشخيص بدقة أكثر بقياس محتوى الشعر والأظافر من الزرنيخ.

أما في حالات التسمم بغاز الأرسين فإن الأعراض تظهر على شكل انحلال كريات الدم الحمراء، فيشعر المريض برعشة وبآلام خاصة في موضع الكليتين ويتلون البول بلون قاتم وينشأ عن انحلال الكريات فشل بالكليتين وقد يتضخم الكبد والطحال بحيث يمكن تحسسهما. هذا وقد يتسبب التعرض المزمن للزرنيخ على مدى سنوات طويلة في زيادة الاستعداد لحدوث السرطان وخاصة الجلد ولكن قد ينشأ في أعضاء أخرى.

معالجة التسمم بالزرنيخ: يعتمد العلاج بالإضافة إلى وقف زيادة التعرض للزرنيخ إلى تخليص الجسم من الزرنيخ عن طريق الاستخلاب (chelation) بمادة البال (BAL) أما في حالات التسمم بغاز الأرسين فلمواجهة منع حدوث مزيد من التلف بالكلية يجب عمل غسيل دموي (hemodialysis) وقد يلجأ إلى تبديل الدم (exchange transfusion) بسحب وتعويض المريض بدم حديث.

(5)التسمم بالحديد: تعتبر أملاح الحديد مهمة جداً في علاج حالات فقر الدم (anemia) والتسمم بها شائع خاصة بين الأطفال وتعتبر الجرعة السامة 30 ملليجرام/كجرام.

أعراض التسمم: تظهر الأعراض في خمس مراحل، المرحلة الأولي وتبدأ بعد ساعتين من التسمم بآلام في البطن مصحوبة بغثيان وقيء وإسهال وهبوط في الضغط ومن الممكن أن تنتهي هذه المرحلة بغيبوبة. أما المرحلة الثانية وهي مرحلة هادئة حيث يعافي المريض وذلك لترسيب أملاح الحديد الموجودة في البلازما قي الكبد مما يؤدي إلي انخفاض مستوي الحديد في الدم وبعد 10 ساعات تبدأ المرحلة الثالثة بحموضة الدم (acidosis) وارتفاع في درجة الحرارة وانخفاض في مستوي السكر في الدم (hypoglycemia) وزرقة (cyanosis). وبعد 2 إلي 4 أيام من التسمم تبدأ المرحلة الرابعة بتنخر في الكبد (hepatic necrosis) ومن الممكن أن يؤدي إلي فشل كبدي (hepatic failure) وبعد أسبوعين إلي أربعة أسابيع تبدأ لمرحلة الخيرة من التسمم حيث يحدث انسداد معوي (intestinal obstruction).

تشخيص التسمم بالحديد: يتراوح مستوي الحديد الطبيعي في الدم بين 50 إلي 150 ميكروجرام /ديسيلليتر دليل علي التسمم مما يبادر بالعلاج بديفيروكسامين (deferoxamine) ومن الممكن أن تظهر أقراص الحديد في البطن بعمل أشعة أكس (xray).

المعالجة: وقف الامتصاص بالتقيؤ وذلك في عدم وجود قيء أو عمل غسيل معدي باستخدام كربونات الصوديوم (Na bicarbonate) بنسبة 20جرام/ ليتر واستعمال مسهلات كسلفات الماغنسيوم (magnesium sulfate) حيث يساعد علي إخراج كمية من أقراص الحديد. تخليص الجسم من الحديد عن طريق الإستخلاب بمادة ديفيروكسامين (deferoxamine) بجرعة 15 مجم/ كجم/ساعة عن طريق الوريد وذلك كل 12 ساعة في اليوم ويجب أن يلاحظ لون البول الذي يتحول إلي لون برتقالي مائل إلي الحمرة مما يدل علي إخراج المادة المستخلبة ويستمر العلاج بديفيروكسامين حتى يعود البول إلي اللون الطبيعي.