السموم المعدنية-الزئبق والفوسفور-

a.kannouta.kannout عضو ماسي
تم تعديل 2009/03/27 في علم السموم Toxicology
(2)التسمم بالزئبق: يستخدم الزئبق في صناعة أجهزة قياس الضغط الجوى وضغط الدم وقياس الحرارة كما يدخل في صناعة السبائك وحشو الأسنان وكان الشائع قديماً إعطاؤه للمرضى المصابين بالانسداد المعوي (intussusception) بقصد العلاج. ومن أشهر مركبات الزئبق العضوية مركب ميثيل الزئبق المستخدم كقاتل للفطريات في حفظ الحبوب من التعفن لحين زراعتها.

امتصاص مركبات الزئبق: يشكل بخار الزئبق عند درجة حرارة الغرفة وعلي وجه الخصوص في الأماكن المغلقة خطراً صحياً علي الأفراد في المختبرات وعيادات الأسنان وأماكن العمل المتداول فيها الزئبق في صورته العنصرية. فاستنشاقه يسبب تسمماً بهذا السم المعدني وتبدو أعراضه بعد امتصاصه بقدر كبير عن هذا الطريق. وأملاح الزئبق تمتص بسرعة من الأمعاء بالإضافة إلي أثرها المهيج علي الأغشية المخاطية لكل من المعدة والأمعاء. وللأسماك والكائنات البحرية قدرة خاصة علي تركيز أملاح الزئبق في أجسامها من المياه الملوثة بهذه الأملاح ويكون استهلاك هذه الأسماك كغذاء مصدراً من مصادر التسمم المزمن بالزئبق كما حدث في خليج ميناماتا باليابان وسمي التسمم الناتج بداء ميناماتا.

أعراض التسمم بالزئبق: التسمم الحاد بالزئبق الناشئ عن تعاطي أملاحه يظهر في شكل التهاب معدي معوي حاد مصحوب بإسهال شديد وانهيار، وبتمام هذه المرحلة الحادة يبدأ أثر امتصاص الزئبق على أنابيب الكلية مسبباً نخراً بهذه الأنابيب وانقطاع البول وفشلاً كلوياً. أما عند استنشاق بخار الزئبق في حالته العنصرية فأول ما يظهر من الأعراض هو شكاوى غير محددة كفقدان الشهية والأرق والتعرق بكثرة ثم يبدأ ظهور أعراض الخلل السلوكي المتصف بعدم ثبات الحالة العاطفية كأن يظهر علي المريض علامات خجل شديد أو نوبات بكاء أو فقدان ثقة بالنفس ومخاوف غامضة وعدم قدرة علي أداء أبسط الأعمال أو نوبات من الغضب تنقلب إلي عدم اكتراث مصحوب بالأرق أو فقدان الذاكرة. أما في حالات التسمم المزمن بالزئبق فتظهر الأعراض علي شكل التهابات باللثة وزيادة إفراز اللعاب ورعشة باليدين تتضح في تغير شكل الكتابة بالنسبة للمتسمم وفي الحالات الشديدة تكون حالة المريض ذهانية (psychotic) صرفه مع ميول انتحارية وهلوسة.

أما في حالة التسمم بميثيل الزئبق فقد تظهر الأعراض بعد فترة من الزمن تمتد إلي ستة أسابيع نظراً لكون هذا السم تراكمياً. والأعراض الرئيسية للتسمم بهذا المركب هي تنميل بالأطراف وخذل (paresis) وترنح (ataxia) مخيخي وقصور بصري في صورة تضيق مركزي بمجال الرؤية ويكون الترنح من الشدة بحيث يعوق المشي والقيام بأية أعمال ولو بسيطة.

معالجة التسمم بالزئبق: في حالات التسمم الحاد بأملاح الزئبق فإن عقار البال (BAL) يجب أن يعطى (بجرعة 2,5-5 مجم/كجم من وزن الجسم) بالحقن العميق في العضلات كل 4 ساعات لمدة يومين، ثم 2,5 مجم/كجم مرتين في اليوم الثالث، ثم مرة واحدة يومياً لمدة أسبوع، وحيث إن هذه المادة الإستخلابية تسبب إعادة توزيع الزئبق في الجسم مع فرصة زيادته في الدماغ، لذا تبرز أهمية خفض مستوى الزئبق المار بالكليتين وذلك عن طريق إزالة مركب الزئبق مع البال بالغسيل الدموي (hemodialysis) وخاصة في مرضى انقطاع البول، وتتقهقر الأعراض الدماغية للتسمم بالزئبق عقب إبعاد المريض عن مصدر التعرض. وقد يعطى المريض دواء البنيسيلامين للمساعدة على إفراغ الزئبق في البول، وتقدر جرعة البنيسيلامين ب250 مجم إلى 2 جم بالفم يومياً.

[FONT=&quot](3)التسمم بالفوسفور:[/FONT][FONT=&quot] يعتبر الفوسفور الأحمر آمناً نسبياً حيث إنه قليل السمية، أما الفوسفور الأصفر والمستخدم في صناعة الألعاب النارية وصناعة سموم القوارض فهو شديد السمية للغاية. وتعاطي جرعات صغيرة يؤدى إلي غثيان وقيء وإسهال شديد وانهيار نتيجة انخفاض ضغط الدم وزيادة حموضة الدم وتلف شديد بالكبد مصحوب بيرقان ([/FONT][FONT=&quot]jaundice) وفشل حاد بالكبد وإذا كان التعاطي عن طريق الفم فإن غسل المعدة من الأمور المنصوح بها مع العلاج المكثف حيث يجب معالجة الفشل الكبدي معالجة مناسبة. أما مركبات الفسفور العضوية فأشهر مركب الباراثيون المستخدم كمبيد حشري وسيذكر بالتفصيل تحت بند المبيدات الحشرية. [/FONT]