الالتهاب Inflammation

a.kannouta.kannout عضو ماسي
الالتهاب Inflammation
هو عبارة عن استجابة مناعية طبيعية لا نوعية تقوم بها الأنسجة الحية كرد فعل تجاه الإصابة (الجرح injury) والتهيج (irritation).تعتبر هذة الاستجابة آلية حماية هامة وحيوية جداً لأن بواسطتها العوامل الدفاعية مثل الجلوبيولينات المناعية والمتمم والخلايا الأكولة تستطيع الوصول إلي موقع غزو الجراثيم أو النسيج المعطوب والالتهاب . يعتبر اساسياً وضرورياً لبقاء الكائن الحي على قيد الحياة. فبدون الالتهاب لا تكون هناك حماية ضد تأثيرات المنبهات الخارجية المؤدية ولا عملية إصلاح النسيج المتضرر، ولكن في بعض الأحيان يبتعد الالتهاب عن الدفاع عن الجسم ويكون اكثر ضررا للجسم من العامل الضار نفسه والذي سبب التهاب. والأمثلة على ذلك تفاعلات فرط الحساسية وتفاعلات الذاتية المناعة الالتهاب.
تكون استجابة الالتهاب في صورة مجموعة من التفاعلات الدموية والوعائية والخلوية والكيماوية التي تحدث عبر مرحلتين ؛ الأولى تسمي المرحلة الوعائية (Vascular phase) والمرحلة الثانية تسمي المرحلة الخلوية (Cellular phase). وينتج عن تلك التفاعلات الأعراض التقليدية (the classic signs of inflammation) التالية في موقع الالتهاب:
1- آلـــم Pain : بسبب توسع الأوعية الدموية وتهيج الأطراف العصبية بسبب زيادة الضغط عليها وإطلاق حامض اللكتيك (lactic acid) والهستامين من الخلايا العدلة (neutrophils) والخلايا الحبيبية الأخرى المشتركة في تفاعل الالتهاب.
2- احمرار Redness : بسبب توسع الأوعية الدموية الشعيرية وتجمع الدم في موقع الإصابة.
3- تورم Swelling : بسبب زيادة النفاذية الناتجة عن زيادة المسافات بين خلايا الأوعية الدموية الغشائية مما يؤدي إلى تسرب البلازما وتجمع السوائل ، وكذلك بسبب تجمع كمية كبيرة من الدم في النسيج الملتهب.
4- حرارة Heat : بسبب توسع الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم.
5- العجز الوظيفي للعضو أو النسيج المصاب أحيانا Sometime loss of function ، بسبب التورم و تحطم النسيج
تصنيف الالتهاب :
يصنف التهاب بطرق مختلفة. فهو قد يكون يصنف على انه معتدلاً (mild) أو شديد (sever) وذلك حسب طبيعة المادة المثيرة للالتهاب، أو يصنف بالاستناد إلى فترة امتداد الالتهاب (duration) فهو قد يكون حاد (acute) أو تحت حاد (subacute) أو مزمن (chronic) . وفترة امتداد الالتهاب تحددها شدة المثير .
المرحلة الوعائية ( Vascular phase ):
تحدث مباشرة بعد حدوث الإصابة (الجرح) وذلك من خلال إطلاق نواتج المرحلة الفـورية (immediate phase product) وهي الهستامين (Histamine) من الخلايا الصارية (البدينة) (mast cells) والبازوفيل (Basophils) والسروتينين (serotonin) مـن الصفائح الدموية. هذه المواد الكيماوية تطلق خلال دقائق مـن حدوث الجرح مؤدية إلى توسع الأوعية الدموية (Vasodilatation) في موقع الإصابة (إعطاء) مما يؤدي إلي زيادة تدفق الدم إلى موقع الالتهاب مكـونا زيادة في كمية الدم في موقع الالتهاب (Hyperemia) ، مسبب احمرار وحرارة وهذا يؤدي إلى رشح (leakage) محتويات سوائل البلازما إلى خارج الأوعية الدموية الشعيرية ، تكون نتيجتها حصول تورم وآلم. هذه التأثيرات قد تطول بإطلاق نواتج المرحلة المتأخرة (late phase product) التي تحدث خلال 6 إلى 12 ساعة بعد حدوث الجرح المسبب للالتهاب وتشمل هذة النواتج نواتج جهاز المتمم C3a و C4a و C5a والكينين (Kinin) والتجلط (Coagulation) والجراثيم و النتروفيل (Neutrophils) ووحيدات النواة (Monocytes) والليمفاويات (Lymphocytes).
سائل النتح Exudate :
أن أهم خصائص المميزة الالتهاب الحاد هي تكون النتح (exudate). ويتكون سائل النتح كنتيجة لزيادة النفاذية عند حدوث التهاب الحاد مما يسمح بخروج بروتينات البلازما عبر جداران الأوعية الدموية .
يتكون سائل النتح تقريبا من ذات المكونات البروتينية الموجودة في البلازما بالإضافة إلى الخلايا الميتة في موقع إعطاء ومسببات إعطاء (الجراثيم والخلايا الميتة في موقع الإصابة والكريات البيضاء). ولذا فأن سائل النتح يحتوي علي مواد مضادة للبكتريا (antibacterial substances) وأجسام مضادة نوعية وأدوية (drugs) ومضادات حيوية (antibiotic) أن وجدت في البلازما إذا كان قد تناول الشخص أي منها.يعتبر سائل النتح مضادات للجراثيم تساعد علي قتل أو الحد من نشاط الجراثيم المسببة للالتهاب وتعمل كذلك على تخفيف حدة التهيج الناتج عن المواد الكيماوية أو سموم الجراثيم (dilute any irritating chemicals and bacterial toxins) في موقع الإصابة أيضا الفيبرونجين (fibrinogen) الموجود بالنتح يتحول إلى فيبرين (fibrin) بواسطة تأثير ترمبوبلاستين الأكولة (by the action of tissue thromboplastins) مؤديا إلى تكون جلطة الفيبرين (fibrin clot) مشكلة شبكة رفيعة (fine network) تعمل كاعازل لمنع دخول الجراثيم إلى المنطقة الملتهبة والمساعدة في عملية البلعمة.
المرحلة الخلوية Cellular phase :
زيادة تدفق الدم وفقدان السوائل الوعائية (البلازما) يؤدي إلى حدوث الاستجابة الخلوية للالتهاب وتشترك فيها كريات الدم الحمراء من خلال تكدسها (stacks = rouleax) في وسط الوعاء الدموي المصاب وفي هذا الأثناء تباشر الكريات البيضاء الهجرة نحو موقع الالتهاب وتتجمع وتلتصق بجدار الأوعية الدموية تم تتسلل إلى خارج الوعاء الدموي عبر خلاياه الغشائية. تجدب الكريات البيضاء نحو موقع الالتهاب بواسطة (الانجذاب الكيميائي Chemotaxis) نواتج الجراثيم أو جهاز المتمم أو مخلفات الخلايا المحطمة أو الملتهبة.
الخلايا العدلة (Neutrophils) تبداء حركتها نحو موقع الالتهاب بعد حوالي من 30 إلى 60 دقيقة بعد حدوث الجرح وتكون هي الخلايا الرئيسية والسائدة في موقع الالتهاب الحاد وبسبب سرعة هجرتها فأنها تصل أولا إلى موقع الالتهاب وتبداء في التهام الجراثيم وبقايا الخلايا المتحطمة أو المعقدات المناعية.
تعتبر كمية العوامل الجاذبة في موقع التهاب هي التي تحدد زمن استمرار هجرة الخلايا العدلة إلى موقع الإصابة والتي قد تستمر لفترة من 24 إلى 48 ساعة. الأنزيمات الحالة (Lysozyme) التي تفرزها الخلايا العدلة (Neutrophils) تعتبر عوامل جدب للخلايا البيضاء المتعددة النوى الأخرى (Basophils و Eosinophils) إلى موقع الالتهاب ، حيث أن الخلايا القعدة (Eosinophils) تشارك أيضا في التهام الجراثيم وبقايا الخلايا المتحطمة بنسبة اقل ولكنها تقوم في الأساس بتلطيف (Modulate) حدة الاستجابة الناتجة عن الالتهاب من خلال إطلاقها للعوامل المثبطة لبروتينات الالتهاب.
يلي هجرة الخلايا البيضاء متعددة النوى (PMNs) إلى موقع الالتهاب بعد حوالي من 4 إلى 5 ساعات من حدوث الالتهاب هجرة الخلايا وحيدات النواة (البلعميات الكبرى Macrophages) التي تصل ذروتها بعد حوالي من 12 إلى 48 ساعة وهذه الخلايا تعمل أيضا علي التهام وقتل الجراثيم وإزالة بقايا الخلايا الميتة في موقع الالتهاب.
مصير الالتهاب:
1- الشفاء التام وإعادة بناء الأكولة المعطوبة واستعادة الوظيفة الحيوية للجزء المصاب.
2- حدوث تليف أو تكون دمل أو تورم حبيبي (Granuloma) بسبب موت الخلايا الملتهبة وبالتالي فقدان الجزء المصاب لوظائفه الحيوية.
3- انتشار المرض أو تحوله إلى مرض مزمن وبالتالي إلى التهاب مزمن.

التعليقات

  • citymdcitymd عضو جديد
    تم تعديل 2010/10/11
    شكراً جزيلاً