الآفات البيضاء السليمة غير الشائعة

الطلاوة المشعرة المرافقة للإيدز
HIV- Associated hairy leukoplakia

المرضى المصابين بفيروس العوز المناعي البشري ( فيروس الإيدز ) قد يتطور لديهم آفات بيضاء مُمَيَّزة سريرياً و نسيجيَّاً . الطلاوة المشعرة مَظهرٌ مهم للإصابة بفيروس العوز المناعي البشري , و على الرغم من ذلك ليست هي المظهر الوحيد تماماً للإصابة بفيروس العوز المناعي البشري , و من ناحية ثانية فإن الإصابة بالطلاوة المشعرة نادرة جداً .
المظاهر السريرية
الطلاوة المشعرة عادةً ما يكون لها تَمَوُّجَات عمودية أو سطح خشن الوبر أشعث . تكون الطلاوة ملساء ناعمة , غير مؤلمة عادةً , و أكثر ما تكون الإصابة مُتوضِّعَةًً على الحواف الجانبية للسان . غالب الإصابات لدى الذكور اللوطيِّين .
التشريح المرضي
تُظهر الطلاوة المشعرة فرط تقرن أو نظير تقرُّن أو كلاهما معاً , مع سطح خشن أو ذو حواف بارزة , أو نادراً , امتداد شبيه بالشعر للقرنين. هنالك غزوٌ ثانوي للسطح بخيوط المبيضات البيض و هو شائعٌ نسبيَّاً و لكن لا يوجد هنالك أو يوجد القليل من الإرتشاحات الالتهابية في الطبقة تحت الغشاء المخاطي . الأكثر أهميَّة هو وجود koilocytes (الخلايا المقعرة) , التي هي عبارة عن خلايا شائكة مُتَفَجِّية (ذات فجوات ) منفوخة , نوى سوداء محاطة بهالة واضحة .
نسيجياً : هنالك سماكة في البشرة و سماكة في الطبقة السطحية من نظير القرنين , تحتها حيث توجد طبقة ذات اصطباغ باهت من الخلايا المقعرة . و بسبب أن هؤلاء المرضى مكبوتي المناعة على نحوٍ كبير فإنه لا يوجد رد فعل التهابي تجاه خيوط المبيضات البيض الكثيرة الموجودة في الطبقة السطحية للبشرة .
فيروس إيبشتاين بار Epstein-Barr virus ( EBV ) هو قُفيصَة مستضدَّة capsid antigen( محفظة الفيروس المولدة للأضاد ) من الممكن تحديدها و التعرُّف عليه في التهجين الموضَّع في نوى خلايا البشرة . الجُسيمات الفيروسية المُشابهة لـ EBV من الممكن رؤيتها من خلال المجهر الإلكتروني . هذه النتائج يبدو أنها وحيدة و استثنائية للطلاوة المشعرة , و أرجحيَّة أن يكون EBV هو السبب تمَّ استيحائه من خلال التقارير التي تُشير إلى أن الطلاوة المشعرة تستجيب للمعالجة بالأسيكلوفير acyclovir أو مشابهاته .
التدبير
من الضروري تأكيد التشخيص بالخزعة . في حال غياب الأعراض , فإن معالجة الطلاوة المشعرة من الممكن أن تكون غير كافية أو مُبرَّرة أو غير شافية , و بشكلٍ خاص إذا ما تم أخذ جرعات متقطِّعة و من الممكن أن تتراجع عفوياً .
الطلاوة المشعرة ليست آفة ما قبل سرطانية لكنها تُشير إلى حالة متقدِّمة من عوز المناعة , و السرعة في التقدم للإصابة بالإيدز و الإنذار السيئ.
الملامح السريرية للطلاوة المشعرة:

عادة تكون علامة هامة للإصابة بفيروس الإيدز عند الذكور الشاذين جنسياً ( اللوطيِّين ).
عادة تشكل بقع طرية متجعدة متموجة غير مؤلمة تتوضع على الحواف الجانبية للسان
يتم تشخيصها من خلال الخزعة
نسيجياً نشاهد خلايا متقعرة ضمن طبقة الخلايا الوصل (أو ضمن طبقة الخلايا المشوكة).
تلاحظ أضداد لفيروس (إيبشتاين بار) ضمن نوى طبقة الخلايا البشرية و يمكن عزلها من خلال التهجين
الإصابة بها تشير إلى عوز و اضطرابات مناعية متقدمة و إنذار سيئ و لكنها ليست حالة قبل سرطانية
يمكن لها أن تشفى تلقائيا و العلاج عادة غير فعال

الطلاوة المشعرة في حال غياب الإصابة بفيروس الإيدز
من النادر مشاهدة الطلاوة المشعرة عند غير معوزي المناعة , حتى أنها نادرة جداً عند المرضى المؤهلين مناعياً . و عند هكذا مرضى يبدو بأن الحالة تتراجع عفوياً .
الوحمة الإسفنجية البيضاء White sponge naevus
الوحمة البيضاء الإسفنجية شذوذٌ تطوري يورَّث كصفة سائدة مرتبطة بالصبغيات الجسمية .
المظاهر السريرية
المظهر مُمَيَّز . يكون الغشاء المخاطي المصاب عبارة عن طبقات من تَقَرُّن أبيض اللون أملس و ناعم و مُتَثَخِّن أو مُتَسَمِّك على نحوٍ شاذ غير منتظم و منثني و مُطَوَّى و تمتد الإصابة في مناطق من الغشاء المخاطي الفموي غير مُعَرَّضة للاحتكاك . لا توجد هنالك حدود واضحة مُحدَّدة بوضوح للآفة و حوافها تندمج و تتلاشى بشكل تدريجي ضمن النسيج الطبيعي المجاور . من الممكن أن يُصاب أيضاً الشرجanus و المهبل vagina .

التشريح المرضي
هناك فرط تنسج في البشرة . مع شكل موحَّد للأشواك و للحواف الوعائية العصبية حدود سفلية ناعمة ملساء . فرط نظير تقرن خشن و وذمة داخل الخلايا مع أغشية خلوية شاذة بشكل واضح مُسبِّبَةً مظهراً ما يدعى بمظهر النسيج الشبيه بالسلة . لا يوجد هنالك خللٌ في التَّنَسُّج و الخلايا الالتهابية نموذجياً تكون غائبة في الأدمة .
التدبير
من الممكن تمييز المظهر بسرعة و سهولة , و بشكلٍ خاص عندما تكون هنالك إصابة واسعة في النسج المخاطية الفموية . وجود قصة إصابة عائلية سابقة يؤكِّد الإصابة عمليَّاً . إذا ما كان هنالك أيُّ شك , فإن تأكيد التشخيص يكون بالخزعة . الحاجة الأساسية هي طمأنة المريض عن الطبيعة السليمة غير الخبيثة للحالة .







الملامح السريرية للوحمة الإسفنجية البيضاء

حالة وراثية تنقل بالصبغي الجسمي و هي حالة سائدة ( صفة قاهرة )
تكون بشكل طبقات ثخينة بيضاء اللون ذات سطح خشن تصيب كامل المخاطية الفموية
مناطق بيضاء تفتقر للحواف الواضحة الحدود
نسيجياً : فرط تصنع البشرة مع مظهر النسيج الشبيه بأمواج نسيج السلة
لا يُشاهد فيها سوء تصنُّع أو التهاب
لا توجد معالجة سوى طمأنة المريض
الصَّدَفِيَّة ( داء الصَّدَف ) Psoriasis
الصدفية مرضٌ جلدي شائع تُقدَّر الإصابة بحوالي 2 % من السكان . يبدو بأن لويحات الصدفية الفموية نادرة جداً لكن قد يكون هنالك ترافُقْ ما بين erythema migrans الحمامى المهاجرة للسان (اللسان الجغرافي geographic tongue) أو باقي المخاطية مع الصدفية الجلدية .
يجب أن يؤخذ التشخيص بعين الاعتبار و يتم التفكير به عندما تكون هنالك الصدفية الجلدية . يختلف و يتنوع مظهر الآفات الفموية من لويحات شافة (نصف شفافة) إلى تلك الحمامى المهاجرة. الآفات قد تكون غير عرضيَّة .
يتم تأكيد التشخيص من خلال الخزعة لكن المظهر النسيجي للصدفية و الحمامى المهاجرة تكون في بعض الأحيان متشابهة جداً .

التقرن الفموي بسبب الفشل الكلوي
Oral keratosis of renal failure
الآفات الفموية الشبيهة بالطلاوة هي اختلاط عَرَضي و غير مُفَسَّر للفشل الكلوي الطويل الأمد
سريرياً تكون اللويحات ملساء ناعمة , ذات سطح محزَّز و هي نموذجيَّاً متوزِّعة و منتشرة بشكلٍ متناظر .
المظهر قد لا يكون مميَّزاً بشكلٍ كافي يسمح بالتشخيص بدون معرفة مُسبقة للأمراض التي يعاني منها المريض . المظهر النسيجي يكون في بعض الأجزاء مُشابهاً المظهر النسيجي للطلاوة المشعرة .
الخزعة مفيدة أيضاً لدى مريض القصور الكلوي لأنها تُخلِّصه من اللويحات الجرثومية الملتحمة التي من الممكن أن تتطور لديه .
يسبب غسيل الكلية الفعَّال dialysis أو زرع الكلية transplantation التخلص من هذه الآفات . لا توجد هنالك معالجة موضعية ضرورية أو من المحتمل أن تكون فعَّالة .

الورم الأصفر الثؤلولي الشكل Verruciform xanthoma
آفة تكاثرية نادرة قد يكون لها سطح أبيض مصاب بفرط تقرن .
سريرياً أكثر ما يكون شائعاً في العقد الخامس أو العقد السادس من العمر . عادةً ما يُشاهد على اللثة لكنه قد يتشكل تقريباً في أي مكان من الفم . قد يكون أبيض اللون أو أحمر , قد يكون مُعنَّق ذو سويقة pedunculated أو لاطئة sessile , ذات سطح ثؤلولي , و يتراوح قياسها ما بين سنتيمتر واحد إلى عدة سنتيمترات . قد يتم تشخيصها سريرياً على نحوٍ خاطئ على أنها ورم حليمي papilloma أو طلاوة leukoplakia أو سرطان carcinoma , و لكن من الممكن تمييزها نسيجياً بسرعة و بسهولة . الورم الأصفر الثؤلولي الشكل آفة سليمة غير خبيثة و لا يوجد هنالك أي معرفة عن اشتراكه مع أمراض معيَّنه مثل فرط شحوم الدم hyperlipidaemia أو الداء السكري التي يرافقها عادةً تشكل الورم التوتي الجلدي cutaneous xanthoma formation .
التشريح المرضي : ينشأ السطح الثؤلولي عن التفاف البشرة التي تكون في النموذج الأبيض مُصابة بحالة فرط تقرُّن و قد يكون نظير تقرن .
يُعتَبَر الاستئصال الجراحي البسيط شافياً .

الطعوم الجلدية Skin grafts
من الممكن أن توضع الطعوم الجلدية في الفم لتغطية مناطق عارية و مكشوفة بعد استئصال آفة بيضاء مزمنة مثلاً . تبدو الطعوم الجلدية ذات حدود واضحة مميزة بوضوح ناعمة ملساء و شاحبة أكثر من المخاطية المحيطة . و من ناحيةٍ ثانية فإن الطعوم التي تكون على ظهر اللسان قد تصبح متموجة و مجعدة و أقلُّ سهولةٌ في تمييزها عن الطلاوة الناكسة

التعليقات