المستحضرات الحقنية المستخدمة لتصحيح خلل توازن الماء والكهارل-1-

a.kannouta.kannout عضو ماسي
تعطى محاليل الكهارل وريدياً لتلبية الحاجات الطبيعية من السوائل والكهارل، أو لتعويض العوز الأساسي أو الخسارة المتكررة وذلك في حال عدم قدرة المريض على تناول كميات كافية منها عن طريق الفم، أو كان يعاني من الغثيان أو القياء، وفي حال تعذر الإعطاء الوريدي لهذه المحاليل يمكن إعطاء حجوم كبيرة منها بالحقن تحت الجلد.

يجب تقييم طبيعة خلل التوازن الكهرلي وشدته بشكل مفرد لكل مريض وذلك اعتماداً على السيرة المرضية والفحص السريري والكيميائي الحيوي، ويجب الانتباه إلى أن حالات نفاد الصوديوم، والبوتاسيوم، والكلور، والمغنيزيوم، والفوسفور، والماء يمكن أن تظهر بشكل مفرد أو مشترك، ويمكن أن تترافق أو لا تترافق هذه الحالات مع اضطرابات في التوازن الحمضي الأساسي.

يمكن تسريب المحاليل المعادلة للتوتر بشكل آمن في وريد محيطي، أما المحاليل ذات التركيز الأعلى (مثل محلول الغلوكوز 20) فيفضل أن تعطى ضمن قثطرة مستقرة في وريد واسع.

1ـ الصوديوم الوريدي:
تستخدم محاليل كلور الصوديوم المعادلة للتوتر لمعالجة نفاد الصوديوم الذي ينتج عن عدة حالات مثل التهاب المعدة والأمعاء، والحماض الكيتوني السكري، والعلوص، والحبن.

تحدد تراكيز محاليل كلور الصوديوم المستخدمة بالطريق الوريدي بعدة عوامل: العمر، والوزن، والحالة السريرية للمريض، وحالة الإماهة.

في حالات النفاد الشديد يمكن إعطاء 2ـ3 لترات من محلول كلور الصوديوم 0.9 بالتسريب خلال 2ـ3 ساعات، ومن ثم تسرب بمعدل أبطأ، ويجب الانتباه إلى تجنب الإعطاء المفرط، ويوصى بتقييم ضغط الوريد الرقبي، وفحص قاعدة الرئتين لتحري وجود فرقعات crepitations، ويكون من المفيد مراقبة ضغط الوريد الأذيني الأيمن (المركزي) لدى المسنين وفي الحالات الشديدة.

يصحح الانخفاض المزمن لصوديوم الدم بتقييد الوارد من السوائل، ولكن عند الحاجة إلى كلور الصوديوم يجب أن يتم تصحيح العوز ببطء لتجنب ظهور متلازمة زوال الميالين الحلولية osmotic demyelination syndrome، ويجب ألا يتجاوز ارتفاع تركيز كلور الصوديوم في البلاسما مقدار 10 ملمول/لتر خلال 24 ساعة.

يمكن استخدام محلول لاكتات الصوديوم المركب (محلول هارتمان Hartmann's solution) بدل محلول كلور الصوديوم المعادل للتوتر خلال الجراحة أو في التدبير الأولي للمرضى الذين تعرضوا لإصابات أو جروح.

توصف محاليل كلور الصوديوم والغلوكوز عندما يكون هناك نفاد مشترك للماء والصوديوم، إذ إن مزيج محلول كلور الصوديوم المعادل للتوتر مع محلول الغلوكوز 5 بنسبة 1/1 يسمح لكمية من الماء الخالية من الصوديوم بدخول خلايا الجسم التي تعاني من التجفاف في حين يبقى ملح الصوديوم مع حجم من الماء (يحدده عيار الصوديوم الطبيعي في البلاسما) خارج الخلايا.

قد يظهر نفاد مشترك لكل من الصوديوم، والبوتاسيوم، والكلور، والماء كما في حالات الإسهال الشديد أو القياء المعند، وتتم الإعاضة في هذه الحالة بالتسريب الوريدي لكلور الصوديوم 0.9 والتسريب الوريدي للغلوكوز 5 مع كمية مناسبة من البوتاسيوم.

2ـ البوتاسيوم الوريدي:
يشكل التسريب الوريدي لكلور الصوديوم وكلور البوتاسيوم المعالجة الأولية في تصحيح الانخفاض الشديد لبوتاسيوم الدم، وفي الحالات التي لا يتمكن المريض فيها من تناول كميات كافية من البوتاسيوم عن طريق الفم.

يمكن إعطاء البوتاسيوم عن طريق محاليل التسريب المحضرة الجاهزة، ويمكن إعطاؤه بشكل محاليل مركزة تحضر بمزج أمبولات كلور البوتاسيوم الحاوية على 1.5 غ من الملح (20 ملمول من البوتاسيوم العنصري)/10 مل مع 500 مل من كلور الصوديوم 0.9 وتعطى بالتسريب الوريدي البطيء خلال 2-3 ساعات، ويمكن إعطاء تراكيز أعلى من كلور البوتاسيوم في حالات النفاد الشديدة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب المختص وتخطيط كهربية القلب في الحالات الصعبة.

تفيد القياسات المتكررة لتركيز البوتاسيوم في البلاسما في تحديد الحاجة إلى تسريب كميات إضافية، والوقاية من فرط بوتاسيوم الدم الذي يتطور بشكل خاص لدى مرضى القصور الكلوي.

يجب عدم استخدام محاليل الغلوكوز في المعالجة الأولية لإعاضة البوتاسيوم لأن الغلوكوز قد يسبب تراجعاً إضافياً في تركيز البوتاسيوم البلاسمي.

3ـ البيكربونات واللاكتات:
تستخدم بيكربونات الصوديوم للسيطرة على حالة الحماض الاستقلابي الشديد (كالحماض المرافق للفشل الكلوي). تترافق هذه الحالة من الحماض عادةً بنفاد الصوديوم ويكون من الضروري أولاً تصحيح هذا النفاد بتسريب محلول معادل للتوتر من كلور الصوديوم شريطة ألا يكون هناك إصابة كلوية أولية وألا تكون درجة الحماض شديدة بحيث تتسبب بقصور الوظيفة الكلوية، ويكفي لتجديد قدرة الكلية على توليد البيكربونات في مثل هذه الحالات إعطاء محلول معادل للتوتر من كلور الصوديوم.

يمكن في حالات الحماض الكلوي أو في حالات الحماض الاستقلابي الشديد من أي منشأ (على سبيل المثال باهاء الدم أقل من 7.1) تسريب محلول 1.26 من بيكربونات الصوديوم مع محلول معادل للتوتر من كلور الصوديوم عندما يبقى الحماض غير مستجيب لتصحيح نقص الأكسجة أو نفاد السوائل، وقد يكون من الضروري إعطاء حجم كلي يصل حتى 6 لترات (4 لترات من كلور الصوديوم وليترين من بيكربونات الصوديوم) للمرضى البالغين.

قد تتطور في حالات الصدمة الشديدة الناجمة عن التوقف القلبي حالة من الحماض الاستقلابي لا تترافق بحدوث نفاد للصوديوم ويفضل في مثل هذه الحالات إعطاء حجم صغير من محلول عالي التوتر من بيكربونات الصوديوم (50 مل من محلول 8.4 بالطريق الوريدي)، ويجب عندها مراقبة باهاء البلاسما.

تستخدم بيكربونات الصوديوم بالتسريب الوريدي أيضاً في التدبير الإسعافي لفرط بوتاسيوم الدم.

لا تستخدم محاليل التسريب الوريدي للاكتات الصوديوم في حالات الحماض الاستقلابي، وهي تحمل خطر حدوث حماض لبني خاصةً في الحالات الشديدة وعند وجود قصور في الوظيفة الكبدية وضعف في النفاد النسيجي.