علم السموم-مقدمة-

a.kannouta.kannout عضو ماسي
تم تعديل 2009/02/17 في علم السموم Toxicology
يهتم علم السموم بدراسة الآثار الجانبية الغير مرغوبة للمواد الكيميائية أو الأدوية عند زيادة جرعاتها بحيث تصل إلى جرعات سمية مميتة، بحيث يسلط الضوء على الأعراض التي تنتج عن ذلك وطرق العلاج وإنقاذ حياة الشخص وكذلك الطريقة التي تتصرف بها تلك المادة الكيميائية داخل الجسم لتصل لذلك التأثير المميت، وأضف إلى ما سبق معرفة نوع السم أو المادة الكيميائية عن طريق تحليله أو بالتعرف على بعض الأعراض المميزة التي تظهر على الشخص

المادة العلمية في حد ذاتها دسمة جداً ولكنها رائعة لتخرج صيدلي متميز ومتخصص في السموم دوره لا يقل أهمية عن غير في الفريق الطبي، هي مادة مميزة للكادر الصيدلي يدرسها الأطباء والصيادلة فقط لا غير، ليكون دور الصيدلي في ذلك الفريق تقديم المعلومات الضرورية حول المادة الكيميائية، خاصة وأنه الأكثر معرفة بتقنية عملها داخل الجسم وخط سيرها حتى الخروج وطبيعيتها الكيميائية، بحيث يستطيع تقديم المعلومات الصحيحة للتخلص من تأثيرها وبأكثر الطرق أماناً وتأثيراً، ولكن ذلك لا يمنع أن يكون الجميع على علم ببعض أساسيات ذلك العلم الرائع بما يفيدهم في حياتهم ويومياتهم، فيصبح مثقفاً قادراً على التصرف في الحالات الطارئة في حدود أسرته وأبنائه، كما أود أن يحاول الجميع الحصول على دورات بسيطة في الإسعافات الأولية وأسسها ودورات أخرى في إنقاذ الحياة، ليس بالضرورة أن تكون من الكادر الطبي لتكون على علم بها




مما سبق يمكننا استنتاج أن السموم قد تكون سامة في حد ذاتها أو قد تكون مادة مفيدة كدواء مثلاً ولكن تم تناوله باستهتار أو بجرعة عالية تصل إلى LD50، وهي جرعة الدواء المميتة وهي مميزة لكل دواء وتكون عالية جداًتحسباً لأي خطأ في الجرعة، فمثلاً ليس الدواء ذو جرعة قرص واحد مميت عند جرعة قرصين. قد يكون التسمم عن طريق الخطأ أوالجهل كما في حالة الأطفال أو قد يكون رغبة في الانتحار مثلاُ.

عند زيادة جرعة الدواء يدخل الجسم بجرعات عالية بحيث يصعب التعامل معه فيسبب السمية، كالأسبرين مثلاً الذي تتراوح جرعته بين 75mg-350mg بحيث يصبح ساماً عن تعاطيه بجرعة تصل إلى 10gm تقريباً، فهو في جرعته العادية خافض للحرارة ومسكن للآلام ومانع للتجلط ولكن عند ارتفاع جرعته لتلك الأرقام الخيالية يتعذر على الجسم التعامل معه وإخراجه من الجسم فتظهر أعراض التسمم التي سنتناولها بالتفصيل لاحقاً.

قد لا يكون الدواء في حد ذاته ساماً ولكن تلك المواد الناتجة عن تعامل الجسم معاه عند محاولة إخراجه بعملية Metabolism هي السامة كما يحدث في حالة Paracetamol (البنادول) أو في حالة الكحول Methanol مثلاً، فقد ارتبطت كلمة Metabolism لدى طلبة الصيدلة في سنواتها الأولى بأنها عملية مفيدة للتخلص من الدواء في الوقت المناسب، ولكن الحقيقة أن بعض المواد بعد تعرضها لتلك العملية تصبح سامة وليس العكس.

فمثلاً يمكنك إعطاء البنادول لأي طفل بأمان أكثر من أي شخص بالغ لأنه لا يملك تلك الكمية الكبيرة من الإنزيمات الضرورية لتحويل البنادول وتكسيره إلى مواد سامة، على عكس الشخص البالغ الذي يملكها بوفرة، بينما دواء آخر كـ chloramphenicol يعتبر في حد ذاته ساماً بالنسبة للأطفال وليس ما ينتج عن تكسيره، وذلك لأن الأطفال لا يملكون تلك الإنزيمات اللازمة لتكسيره والتخلص منه بكميات كافية.

فالعملية نسبية ولكن أردت أن أوضح أن Metabolites الناتجة ليست دائماً غير سامة وليست دائماً سامة ولكن ذلك يعتمد على طبيعة الدواء وعلى عمر ونوع الشخص كذلك هل هو ذكر ام أنثى، فالرجال لهم قدرة أعلى على هدم الدواء وبذلك فإن أي دواء يعتبر ساماً بعد تكسيره فهو سام للرجال أكثر من النساء والعكس، فالدواء السام في شكله الأولي قبل عملية Metabolism هو سام للنساء أكثر من الرجال، وتذكروا أنني أتحدث عن الدواء في جرعاته العالية السامة وليس في الحد الطبيعي منها.

أي مادة سامة تدخل الجسم يجب أن تكون خطة علاجنا مركزة على النقاط التالية:

محاولة منع استمرارية تعاطيها بإبعاد المصاب عنها

محاولة منع استمرارية امتصاصها بواسطة الجسم

محاولة مساعدة الجسم على إخراجها بتهيئة الظروف المناسبة له ليقوم بما يعرف بـ Metabolism