أنماط الاستجابة المناعية TYPES OF Immune Response

a.kannouta.kannout عضو ماسي
أنماط الاستجابة المناعية TYPES OF Immune Response
*الاستجابة المناعية الأولية The primary response :
يلي دخول مستضد غريب للجسم (لأول مرة) فترة من التلكؤ (lag period) أو الكمون (latent period) تمتد لعدة أيام قبل أن تكشف الأجسام المضادة في المصل
فترة الكمون latent period أو التلكؤ هذه (تسمى أحيانا فترة الحث induction period) تختلف، فهي قد تستغرق فترة من عدة ساعات إلى عدة أيام اعتمادا علي نوع المستضد وكميتة وطريقة دخوله للجسم، بالإضافة إلى نوع العائل وصحته وحساسية الاختبار المستخدم في الكشف عن الجسم المضاد، ففي العادة يظهر الجسم المضاد (أي يمكن الكشف عن وجود الجسم المضاد في المصل بالطرق المخبرية) خلال فترة من 5 إلى 10 أيام من وقت دخول المستضد للجسم، مع ملاحظة بأن فترة التلكؤ والكمون هذه لا تمثل الفترة اللازمة لبداية إنتاج الأجسام المضادة، ففي الواقع تبدأ الخلايا المنتجة للأجسام المضادة في إنتاج الأجسام المضادة خلال 20 دقيقة من وقت دخول المستضد للجسم وتعرف الخلايا المنتجة للأجسام المضادة علي المستضد، ألا أن الخلايا المنخرطة في إنتاج الأجسام المضادة في البداية تكون قليلة وبالتالي تكون كمية الأجسام المضادة قليلة ولهذا قد تمر عدة أيام قبل أن يكون بالإمكان الكشف عن وجودها في المصل وعامل آخر قد يساهم في عدم الكشف عن وجود الأجسام المضادة في المصل هو ربما أن الأجسام المضادة المنتجة في البداية تجد بقايا المستضد في الدورة الدموية وبالتالي ترتبط بها مكونة معقد مناعي، مما يجعل الكشف عن الأجسام المضادة في هذه الحالة صعب بالاختبارات المصلية المعتادة وبالتالي لا يمكن الكشف عن الأجسام المضاد ألا بعد عدة أيام من دخول المستضد للجسم عندما تكون هناك كمية كبيرة من جزيئات الأجسام المضادة الحرة في المصل، كما أنة عندما تكون كمية المستضدات التي دخلت إلى الجسم كبيرة فهذا أيضا يساهم في إطالة فترة التلكؤ.
- في نهاية مرحلة الكمون تكون استجابة الأجسام المضادة مرئية، كما أن عيار الجسم المضاد يزداد تدريجيا في فترة بعض أيام إلى بعض أسابيع حتى يصل العيار إلى مرحلة استقرار نسبي، تم يبدأ في الهبوط التدريجي إلى أن يختفي أو يثبت عند مستوي معين من التركيز في المصل . تكون الاستجابة المناعية الأولية في صورة أجسام مضاد من نوع IgM الذي بعدة فترة وبشكل تدريجي تحل محلها أجسام مضادة من نوع IgG الذي يبقي هو السائد.
LAG PERIOD is the time between the exposure of the host to an antigen and the appearance of detectable immune response.
*الاستجابة الثانوية The secondary response :
بعد التعرض للمرة الثانية لنفس المستضد الغريب فأن الاستجابة المناعية ضده من قبل العائل تختلف كليا عن الاستجابة الأولية، حيت تكون فورية وقوية والتي تتمثل في سرعة ظهور الخلايا الكفوءة مناعياً (خلايا الذاكرة) والتي تنتج عنها زيادة في كمية الأجسام المضادة المنتجة (أي زيادة كبيرة في عيار الجسم المضاد). - إذا كانت الأجسام المضادة لازالت موجودة في المصل عند حقن الجرعة الثانية من المستضد، فأن الكمية تقل أو تختفي بسرعة بسبب سرعة التفاعل بين الأجسام المضادة الموجودة سابقاً في المصل والمستضد المحقون حديثاً للمرة الثانية مشكلاً معقد مناعي بين المستضد والجسم المضاد (وهذه المرحلة تسمي مرحلة الطور السالب Negative phase). الاستجابة الثانوية تكون عادتاً في شكل أجسام مضادة من نوع IgG مع أنة قد يحدث إنتاج كميات قليلة من الأجسام المضادة من نوع IgM.
- تعتبر كمية الجرعة المحقونة من المستضد مهمة جداً، فإذا كانت الكمية قليلة لا تحدت زيادة في الاستجابة المناعية لأن الأجسام المضاد المنتجة سابقا قد تكون كافية لإزالة المستضد وبالتالي لا يتوفر محفز للخلايا المنتجة للأجسام المضادة، أما إذا كانت كمية الجرعة كافية لأحداث استجابة مناعية فستحدث استجابة مناعية ثانوية أو ما يعرف باستجابة الذاكرة أو الداعمة ((The memory, anamnestic or booster response.
الاستجابة المناعية الثانوية تكون ناتجة عن الذاكرة المناعية (immunologic memory)، التي يعتقد بأنها تحمل بواسطة الليمفاويات الصغيرة.
تختلف الاستجابة المناعية الأولية عن الثانوية في آلاتي-
1- وقت التلكؤ في الاستجابة الثانوية اقل بكثير من وقت التلكؤ في الاستجابة الأولية.
2- تمتاز الاستجابة المناعية الثانوية بسرعة إنتاج الأجسام المضادة وبمستويات عالية وتدوم لفترة أطول.
3- الجرعة اللازمة لأحداث الاستجابة الثانوية اقل بكثير من الجرعة اللازمة لأحداث الاستجابة الأولية.
5- تكون الأجسام المضادة المنتجة في الاستجابة الثانوية غالبا من نوع IgG.
تعتمد قوة الاستجابة المناعية الثانوية علي الفترة بين الجرع المعطاة من المستضد ، بحيث يجب أن لا تكون الفترة قصيرة جداً ولا بطويلة جداً وفي الحالتين تحدت قلة في الاستجابة المناعية. ويعود السبب في ذلك إلى أن المستضد يزال كليا في الحالة الأولى وفي الثانية قد يحصل بسبب هرم الخلايا المتخصصة بالمناعة (أي خلايا الذاكرة) ، مع ملاحظة بأن هذا لا ينطبق على كل الحالات فقد تستمر ظاهرة الذاكرة المناعية لعدة سنين وبذلك تبقي الاستجابة المناعية ضد ذلك المستضد الغريب لفترة طويلة ، ربما لطول فترة الحياة كما يحصل في بعض الإصابات الفيروسية والجرثومية وبالتالي لا يوجد وقت محدد لأحداث أو استثارة الاستجابة الثانوية.
هناك عدة عوامل تحدد قدرة العائل على تكوين استجابة مناعية وتحديد شدة أصابته بالمرض ، من هذه العوامل ما هو خاص بالعائل، مثل الحالة الصحية العامة للعائل وجنسه وعمر حيث أن الإصابة غالبا ما تكون اشد في طرفي العمر (أي في الطفولة والشيخوخة) كما أنها تعتمد أيام علي قدرة وقوة الجهاز المناعي للعائل وأن كان قد تعرض في السابق لذات المرض أو لا ، الليمفاويات العوامل الخاصة بمسبب المرض (المستضد) والتي يكون لها تأثير على شدة المرض فمنها قدرة مسبب المرض على اختراق الحواجز الطبيعية للعائل كالجلد والأغشية المخاطية ..الخ، ومقدرة مسبب المرض على التصدي لدفاعات العائل الطبيعية والمكتسبة مثل وجود محفظة أو إفراز مواد واقية أو القدرة على التملص من الجهاز المناعي ، كما أن لطريقة دخول ونوع وكمية جرعة مسبب المرض دور في تحديد قدرة دفاعات العائل على التصدي له.
أن هذا النوع من الاستجابة المناعية تعتبر استجابة مناعية خلطيه لأنها تعتمد فالتخلص من الجسم الغريب على تكوين أجسام مضادة نوعية ضد الجسم (المستضد) الغريب.

كيفية حدوث الاستجابة المناعية الخلوية -
إذا تم جراحياً إزالة قطعة من نسيج حي (مثل الجلد) لحيوان ما (كلب مثلاً) وتم غرسها في حيوان آخر من نفس النوع (كلب آخر) ولكن لا يوجد بينهما توافق ، فأن الرقعة المغروسة تبقي حية لعدة أيام (حوالي 10 أنة) ومبدئياً تبدو خلالها هذه الرقعة سليمة وتتكون لها أوعية دموية تربطها بالعائل. ولكن بعد أسبوع واحد الأوعية الدموية المتكونة تبدأ في الانحلال (degenerate) ،مما يؤدي إلي توقف تزويد الرقعة المغروسة بالدم مؤدياً إلي موتها ورفضها من قبل العائل. عملية الرفض تلك تكون بطيئة وتسمى First-set reaction. ولا يحدث الرفض بسبب وجود صعوبات جراحية في عملية غرس الرقعة وإنما تشير إلي وجود آلية في جسم الحيوان المستلم يتم بها تميز آدني اختلاف في الخلايا الغريبة عن الخلايا الذاتية للعائل (المستلم) ، مما يؤدي إلي التخلص من الرقع الغريبة بسرعة لا يتوفر الآلية تكمن في الجهاز المناعي للمستلم ، وحتى الخلايا الذاتية التي أصبحت غير طبيعية ولو بشكل بسيط من الناحية التركيبية ربما يميزها الجهاز المناعي على أنها غريبة ويقوم بإزالتها. أن الاستجابة المناعية ضد الخلايا الغريبة من خلال رفض الطعم المغروس تؤكد وجود جهاز إشراف (surveillance) في جسم العائل يقوم بتميز وإزالة الخلايا الغريبة أو الذاتية الغير طبيعية. وإذا ما تم اخذ رقعة أخرى من ذات الحيوان المعطى الأول ونقلت إلي الحيوان المستلم الأول ، فأن الرقعة الثانية لن تبقى لأكثر من يوم أو يومين تم ترفض من قبل المستلم . عملية الرفض السريعة هذه تسمى Second-set reaction ، وهكذا نجد أن عملية الرفض الأولى نسبياً تكون ضعيفة وبطيئة وهى تكون مماثلة للاستجابة المناعية الاولية للأجسام المضادة (الاستجابة الخلطية) ، بينما الاستجابة ضد الرقعة الثانية تحرض استجابة رفض سريعة جداً وقوية مماثلة للاستجابة الثانوية للأجسام المضادة. أن عملية رفض الطعم أو الرقعة مثل استجابة الأجسام المضادة تكون نوعية وتعتمد على الأولية حيث أما Second-set reaction يحدث فقط إذا كانت الرقعة الثانية منقولة من ذات المتبرع الأول الذي نقلت منه رقعة أدت إلي حدوث الـfirst-set reaction كما أما الأولية المتكون عن الرقعة الأول تؤدي إلي تذكر أحداث التعامل مع الرقعة الثانية من قبل الجهاز المناعي للعائل حتى لو تم إعادة غرس رقعة من المعطى الأول الذي قام جسم العائل برفض رقعته الأولى بعد عدة اشهر أو حتى عدة سنوات من بعد الرفض الأول وأيضا يكون الرفض قوي وسريع للرقعة الثانية. مثل هذا النوع من الاستجابة المناعية هي استجابة مناعية خلوية أو ما يعرف أحيانا بالمناعة المتوسطة بالخلايا التي تقوم بها الخلايا التائية. مع ملاحظة بأن الاستجابة ضد الرقع لا تكون استجابة خلوية فقط ولكن تتكون أيضا استجابة مناعية خلطيه (أجسام مضادة) تلعب دور مهم في عملية الرفض والتخلص من الرقع الغريبة عن العائل.
أعداد المستضد Antigen Processing-
في الواقع أن الآلية التي أشير أليها أعلاه في استجابة جسم العائل المناعية ضد المستضدات الغريبة لا تتم بهده البساطة ، وإنما يسبق ذلك أعداد وتقديم للمستضد لتتعرف عليه الخلايا المحدثة للاستجابة المناعية وكذلك لو أن كل المستضدات الغريبة تتم بلعمتها وتحطيمها كليا بواسطة الخلايا الأكولة فليس هناك حاجة لحث المناعة وأحداث استجابة مناعية ولذلك على الأقل جزاء بسيط من المستضد يبقى لاستثارة الخلايا الحساسة للمستضدات الغريبة لأحداث استجابة مناعية لها . البلعميات الكبيرة تعتبر من أهم الخلايا التي لها القدرة على أعداد المستضد (antigen processing) لغرض أحداث استجابة مناعية فاعلة . أن أعداد المستضد يتطلب تقديمه بصورة مناسبة لعدد من الخلايا الحساسة للمستضدات مثل الخلايا التائية المساعدة إذا كان المستضد خارجي (exogenous antigen) ، أو للخلايا التائية السامة إذا كان المستضد داخلي (endogenous antigen) . يتم أعداد المستضد الخارجي على ثلاثة مراحل ، في المرحلة الأولى تقوم البلعميات ببلعمت المستضد الغريب مما يؤدي إلي تحطمه إلي جزيئات ببتيدية قصيرة (تتكون من حوالي 10 إلي 20 حامض أميني) ، والمرحلة الثانية يتم فيها ارتباط الجزيئات الببتيدية القصيرة للمستضد مع الصنف الثاني من مركبات التوافق النسيجي الأكبر (MHC class-II) ، وأخيرا تحمل تلك الجزيئات الببتيدية المرتبطة مع الـMHC class-II إلي سطح الخلية مما يؤدي إلي التعرف علية بواسطة الخلايا التائية المساعدة (T-helper cell) والتي بدورها تقوم بتحفيز (تنشيط) الخلايا الليمفاوية البائية الحاملة لمستقبل المستضد على التكاثر (عمل نسيله) وإفراز أجسام مضادة نوعية لذلك المستضد. الليمفاويات إذا كان المستضد داخلي مثل البروتينات التي تكونها الفيروسات داخل الخلية التي تصيبها ففي هذه الحالة الجزيئات الببتيدية للمستضد ترتبط مع الصنف الأول لمركبات التوافق النسيجي الأكبر (MHC class-I) ، ثم يحمل إلي سطح الخلية مما يؤدي إلي التعرف علية من قبل الخلايا التائية السامة والتي بدورها تقوم بقتل وتحطيم والتخلص من الخلية المصابة بالفيروس بشكل مباشر.

التعليقات

  • jwanitojwanito عضو مميز
    تم تعديل 2009/08/21
    تحية طيبة من بعد إذنك دكتور سأضيفه لى المجلة العدد 2
  • jwanitojwanito عضو مميز
    تم تعديل 2009/08/21
    تحية طيبة من بعد إذنك دكتور سأضيفه لى المجلة العدد 2
  • dr.joandr.joan عضو ماسي
    تم تعديل 2009/08/22
    شكراً أبو حميد على الإفادة ..