تناذر اللب المجهد ( stressed pulp syndrome )

الرجل البخاخالرجل البخاخ عضو ماسي
تم تعديل 2008/12/06 في المداواة اللبية Endodontics
بواسطة د.وائل سلامة
هل يشيخ اللب السني ويصاب بالوهن والإجهاد مع مرور الزمن كما حال الإنسان , وماهي العوامل التي تؤشر على هذه الشيخوخة إن وجدت . وما الأهمية السريرية لهذه الحالة في الممارسة السنية العامة .


لا ترتبط جميع العوارض الألمية التي تنقلها الألياف العصبية الحسية الموجودة في اللب السني والمدعوة بالألياف C بأذية حديثة أو التهاب حاد للب السني .
ففي الأشخاص الأكبر سنا ً يشاهد الألم اللبي المنتشر بشكل متزايد في الأسنان المتبقية عندهم والتي تم علاجها وترميمها تحفظيا ً لعدة مرات وبترميمات واسعة خلال سنوات حياتهم الماضية .
إن الفيزيولوجية الإمراضية للأسنان الهرمة هي واحدة من جوانب التدهور التدريجي البطيء للأسنان مع مرور الزمن .
تحت هذه الظروف يصاب السن المرمم عدة مرات بالإجهاد وغالبا ً ما يحدث ضمن نسيجه اللبي تشوش في الجريان الدموي , مما يؤدي في النهاية إلى تموت اللب نتيجة فقر الدم الموضعي (ischemic necrosis ).
إن الألم اللبي الناجم عن اللب المجهد والمنتقل عبر الألياف العصبية اللبية من نوع C يكون مماثلا ً تماما ً للألم اللبي المشاهد في التهابات اللب الإستحالية . علما ً أن الألياف اللبية C تكون ذات تركيز عالي في الثلث الذروي من اللب السني وهي من أكثر أنواع الألياف العصبية في اللب مقاومة ً للتموت لذلك تستمر بعض أليافها الحية بنقل السيالة الألمية رغم تموت معظم النسيج اللبي .
ويحدث الألم عندما ترفع السوائل والأطعمة الحارة الضغط داخل التجويف اللبي إلى مستويات تنبه الألياف العصبية C .
وتكون هذه العملية بطيئة ً جدا ً كما أن الإستجابة الألمية المتأخرة للحرارة تجعل ربط الألم بالمنبهات الحرارية أمرا ً صعبا ً .
ومع الوقت فإن المعالجة السنية التحفظية أو تغيرات الضغط في الحيز اللبي يمكن أن تحفز الأعراض الألمية في الأسنان المصابة بأمراض لبية استحالية . ويمكن للمريض أن ينخدع بنمط الألم السني الذي يبدو ظاهريا ً بأنه ألم عفوي ومنتشر إلى مناطق أخرى من الوجه مما قد يخدع أيضا ًطبيب الأسنان عند وضع التشخيص معتقدا ً أن الألم ناجم عن التهاب لب غير ردود .
وتتأتى الأهمية السريرية لهذه الحالة من كون التشخيص فيها ربما يكون صعبا ً ومشوشا ً , وينبغي على الطبيب إجراء معالجة أقنية جذرية لكل سن مصاب بتناذر اللب المجهد في حال أردنا تتويج هذا السن أو استخدامه كدعامة في تعويض ثابت ( وبمعنى آخر ينبغي إجراء معالجة أقنية جذرية لكل سن مرمم بترميمات واسعة ويراد تتويجه عند مريض كهل حتى في حال لم يبد أية أعراض ٍ عند إجراء التعويض ).
وقد بينت بعض الدراسات ( Berganholtz ) و ( Felton ) أن الأسنان التي تكون دعامة لترميم ما ( تاج أو جسر ) أكثر عرضة ً للتموت اللبي 15% من الأسنان غير المتوجة التي تتعرض للتموت بنسبة 3% .
وتزداد هذه النسبة كلما تعرض السن لعلاجات تحفظية أكثرعددا ً على مر السنين , كما أنها تزداد أيضا ً كلما كانت الترميمات أكثر اتساعا ً وتتزايد نسبة التغيرات المرضية في الأسنان التي تخضع لترميمات مغطية كاملة .
wael_4812187f1.jpg
a - أدى تحضير السنين 17 , 15 بهدف التغطية الكاملة في سياق وضع جسر خزفي إلى تموت السنين , وتشاهد الشفافية الشعاعية حول الذرى بشكل واضح .
b - تم إزالة الجسر وإجراء معالجة جذرية للسنين المصابين .
c - تم وضع جسر جديد في أسرع وقت ممكن بعد انتهاء المعالجة الجذرية لتأمين ختم تاجي محكم للأسنان وتظهر الصورة بعد 3 أشهر وجود عملية ترميم عظمي جيد لمنطقة حول الذرا .
wael_4812187f2.jpgيشير الفحص السريري لهذا المريض إلى جيب ناز إلى الوحشي من السن 36 . ولا يؤكد الفحص السريري فيما إذا كان هذا الجيب ناجما ً عن جذر متبقي بعد قلع السن 37 , أو بسبب آفة على السن 36 . تم إجراء التصوير الشعاعي بعد وضع قمع كوتا بركا داخل الجيب مما أظهر بوضوح أن الجيب متعلق بأفة حول ذروة السن 36.
wael_4812187f3.jpgصورة شعاعية ذروية للسن 46 تظهر ثلاث مناطق شفافية شعاعية منفصلة حول ذرا الجذرين الانسي والوحشي وضمن مفترق الجذور .
وهذا نتيجة لانتقال الانتان من اللب المتموت عبر الثقب الذروية للجذور وعبر الاقنية الثانوية لمفترق الجذور , مما أدى لحدوث التهاب نسج حول ذروة وحول سن مزمن .

wael_4812187f4.jpg

تم علاج جذور الأسنان 14, 15, 16 بحشوات أقنية قبل التتويج لأنها رممت تحفظيا ً أكثرمن مرة . ولم يتم وضع أية أوتاد جذرية رغم التهدم الواضح , وإنما تم الاعتماد على حجرة اللب وعلى المادة الرابطة للعاج لعمل وتثبيت قلوب من مادة الكومبوزيت قبل التتويج وهي ما تدعى بقلوب ناير (Nayyar core ) .
منقول من موقع dentalgates