الأورام اللثوية عند العرب

محمد حلبيةمحمد حلبية عضو ماسي
لحم زائد تسميه الأوائل أبولس، فينبغي أن تعلقه بضارة أو تمسكه بمنقاش وتقطعه عند أصله وتترك المدة (25) تسيل أو الدم ثم تضع على الموضع زاجاً مسحوقاً أو أحد الذرورات القابضة المجففة فإن عاد ذلك اللحم بعد العلاج فكثيراً ما يعود فاقطعه ثانية واكوه فإنه لا يعود بعد الكي (26) «.

&وأما الرازي فيتناول ورم اللثة بشكل مختلف إذ يقول :

» إن كانت اللثة وارمة بورم حار فعليك بالفصد وإمساك الخل والماورد ودهن ورد في الفم (27) «.

&ويعرض المجوسي موضوع اللحم الزائد بشكل مشابه للزهراوي إذ يقول:

» أما بولس فإنه لحم زائد ينبت في جوانب الأسنان وعلاجه أن يعلق بمنقاش أو بسنارة وتقطع بالمبضع، فأما فارولس فهو خراج صغير ينبغي أن يشق بمبضع حتى تخرج منه المدة أو يقوَّر ثم يتمضمض بعده بخل وماء وشيء من شراب ثم بعد ذلك بماء ورد ودهن ورد ومن بعد ذلك يتمضمض بماء وعسل ويكبس في الموضع ما بين المبلول والناشف (28) «.
&ثم يتكلم في موضع آخر عن أورام اللثة فيقول :

» إذا ظهر في اللثة بثر أو ورم ورأيت الدم يخرج منها فاستعمل فصد القيفال أو الحجامة فإن عادت العلة فاقطع لصاحبه عرق الجهارك أو تفصد العرقين اللذين تحت اللسان، وأنق بدنه بدواء مسهل كالمطبوخ وأمر العليل أن يتمضمض بالسماق الممروس في ماء الورد وغذه بالأغذية اللطيفة وبلحوم الفراريج معمولة بماء الرمان (29) «.


& وأما ابن سينا فيعطي علاجاً دوائياً للحم اللثة الزائدة فيقول :

»فصل اللحم الزائد في اللثة : يجعل عليه قلقنت ومر فإنه يذهبه ويزيله (30)«.

& ثم يتكلم ابن سين عن ورم اللثة فيقول :

» اللثة تعرض لها الأورام بسبب مادة تنزل إليها في أكثر الأمر من الرأس وقد يكون بمشاركة المعدة وقد يعرض لها أورام في ابتداء الاستسقاء وعروض سوء القنية لما يتصعد إليها من الأبخرة الفاسدة ويستدل على جنس المادة باللون واللمس وقد يكون منه ظاهر قريب سريع القبول للعلاج وغائر بعيد بطيء القبول للعلاج، وقد يكون مع حمى.
المعالجات : إن كانت المادة فضلة حارة استعمل الاستفراغ وفصد الجهارك وعولج في الابتداء بالممضمضات المبردة وفيها قبض مثل ماء الدرر واللبن الحامض، وماء الآس .
vفإن كان الورم الحر غائراً ويسمى باروليسر ولا يتحلل بالأدوية بل يتقيح فربما احتيج إلى علاج الصديد وربما أدى جوهره إلى إنبات لحم جديد فإذا قاح استعمل عليه الزنجبار والعفص أو قشور النحاس مسموقة بالخل.
vوإذا كانت اللثة لا تزال تنتفخ وترم ولا تبرأ احتيج إلى كي بأن يؤخذ الزيت المغلي بصوفه ملفوفة على ميل مراراً حتى تضمر وتبيض .
vوإذا كان الورم من رطوبة فضلية وجب في الابتداء أن يتمضمض بالأدهان الحارة وبالعسل والزيت والرب ثم يستعمل المحللات القوية المذكورة كثيراً (31) «.


óóó
المداخلة العلمية

» البثعة ( EPULIS): آفة شبيهة بالأورام تنشأ على اللثة و لها قاعدة عرضية تمتد ضمن النسج ما حول السنية .
تعالج البثعة : بالاستئصال الجراحي لكن معدل النكس ( 5 % ) و يؤدي قلع السن المرتبط بالبثعة إلى تقليل النكس .
تقسم البثعات إلى عدة أقسام أهمها :
1)البثعة ذات الخلايا العرطلة ( الورم الحبيبي المحيطي ذا الخلايا العرطلة ) : تتألف من ألياف غرائية و أعداد غزيرة من الأوعية الدموية الشعرية ، فهو ورم نازف .
2)البثعة الليفية ( الورم الليفي اللثوي ).
3) البثعة متسعة الأوعية أو ( الورم الحبيبي القيحي ): تتألف من ألياف غرائية و أوعية دموية و رشحة التهابية غنية تغلب عليها الكريات البيضاء (32) «.
& نلاحظ أن الزهراوي والمجوسي أشارا إلى البثعة بوضوح وقاما باستئصالها جراحياً لكن الزهراوي فصَّل في نوعي البثعة فقال :
( تترك المد تسيل منه أو الدم ) إشارة إلى النوع الأول من البثعة الذي يسيل منه الدم والنوع الثالث من البثعة الذي يسيل منه القيح والدم .
وأما الكي بعد الاستئصال فهو إجراء خاص بالزهراوي لم يجرب حديثاً في هذا الورم الليفي .
& وكذلك فقد أشار المجوسي إلى الخراج اللثوي : الذي ينشأ عن اندخال أجسام أجنبية ضمن الميزاب اللثوثي حول السني متظاهراً بتجمع مفرزات قيحية بشكل انتباج مؤلم . يعالج حديثاً : بالتجريف اللثوي الواسع الذي يسهم في تفجير الخراج ومن ثم إزالة الأجسام الأجنبية والكتل القلحية المسببة له مع تغطية دوائية مناسبة .
& ونلاحظ أن المجوسي أشار إلى شق الخراج ثم أشار أن يقوَّر أي أن يجرَّف مما يشبه من حيث النتيجة عملية التجريف اللثوي .
& أما بالنسبة للضخامة اللثوية الالتهابية فقد اشترك معظم الأطباء العرب : إلى ضرورة الفصد ومنهم الرازي والمجوسي وابن سينا، كما أنهم وضعوا وصفات دوائية نباتية مرافقة للفصد كالسماق وماء الرمان وماء الآس واللبن الحامض ورغم اختفاء الفصد من الطب الحديث لكن المعالجات النباتية والمضامض التي وصفها الأطباء العرب جديرة بالبحث عن فوائدها العلاجية في تقبيض اللثة أو تطهيرها وقتل الجراثيم اللثوية المسببة للإلتهاب .
& اقترح ابن سينا لعلاج الخراج اللثوي الناكس إجراء الكي بالزيت المغلي بعد غمس صوفة فيه ووضعها على اللثة مراراً .
قد يكون النجاح الذي لاحظه ابن سينا من هذه الطريقة بقتل الجراثيم بفعل حرارة الزيت المغلي، إضافة إلى أن عملية الكي للنسج اللثوي ستؤدي إلى انكماش لثوي بعد الشفاء مما قد يحسن حالة المريض لأن اللثة المتضخمة تشكل بيئة مناسبة لنمو وتكاثر الجراثيم
و بالنهاية أكررأقتراحي تخصيص قسم خاص بطب الأسنان عند العرب لأنهم سبقوا الغرب بعدة قرون و لتجاوز جهلنا بهم

التعليقات

  • dr.joandr.joan عضو ماسي
    تم تعديل 2008/04/18
    الله يسلم إيديك على المعلومات الطبية الغنية دكتور (بس كمان طول بالك علينا شوي لان نحن في حالة يرثلى لها)
  • الرجل البخاخالرجل البخاخ عضو ماسي
    تم تعديل 2008/04/18
    ألف شكر ................. أحلى عمار