التغيرات الرمية المتأخرة الحصول

Dr.AhmadDr.Ahmad مدير عام
تم تعديل 2008/11/15 في الطب الشرعي Forensic Medicine
التغيرات الرمية المتأخرة الحصول


التعفن الرمي ( Puterfaction ) أو التفسخ الرمي
تعريف : هو الظاهرة الرمية التي تطرأ على جثث المتوفين نتيجة غزوها بالجراثيم سواء من داخل الجثة أو من خارجها مما يؤدي إلى تحلل الأنسجة والأحشاء ويتم بواسطة:
1- الانزيمات المتحررة من الخلايا ( تحلل ذاتي)
2- الجراثيم اللاهوائية في الامعاء( متعايشة) وجراثيم هوائية في المسالك المختلفة
3- الجراثيم المرضية ( انتان دموي )
4- فعالية الحشرات والقوارض
- تسير العمليات سوية متزامنة مع بعضها ولكن عمليات التفسخ لا تحدث بنفس السرعة في كل الأنسجة بسبب خاصية كل نوع من الخلايا وأيضا" يعتمد على عوامل خارجية ( حرارة ورطوبة الوسط المحيط ) .وفي النتيجة التحلل والتقسخ ¬ يؤدي إلى انحلال المركبات العضوية إلى أبسط حتى تصل للعناصر الأولية – فالبروتين يتحلل إلى حموض أمينية ثم يعطي ¬ نتائج نهائية مثال كبريت هيدروجين، ميتان، نشادر، هيدروجين، CO2 ،وماء .
- الدسم يتحلل إلى حموض دسمة وغليسرول وبعدها إلى CO2 وماء مشابهة للسكريات
Autolysis :
- نقص الأوكسجين الذي يحدث مع توقف الدوران يؤدي لاضطراب في عمل الخلايا , بعض الخلايا تفقد عملها بسرعة وبعضها يستمر بعد الوفاة بعملها مثل ( نازعة الهيدروجين حمض Bursztynowy ) تستمر حتى 48 ساعة بعد الوفاة وجميع الأنزيمات محللة للبروتين
- بعد دقائق من الوفاة يبدأ تحلل الجهاز العصبي المركزي ثم بعدها خلايا الكبد – ثم القنوات الكلوية ( وهي أكثرها حساسية لنقص الأوكسجين )
- أكثر ظهورا"هو تحلل الكريات الحمر حيث يمكن مشاهدتها بعد 2-3 ساعات ويستمر وخلال 48 ساعة الدم كله محلل حيث يصبح كشف الزمرة الدموية بالطرق البسيطة غير ممكن وصعب جدا" .
- مع التحلل تزداد نفوذية جدار الأوعية الشعرية يؤدي لتلون باطن الأبهر و دسامات القلب – ( اختراق لون الدم للطبقة المصلية والمخاطية ) وكذلك لون الصفراء يخترق جدار الحويصل الصفراوي ويعطي لون أصفر أو مخضر للأعضاء الداخلية .
- بعد التحلل في البرتوبلازما الخلوية يظهر تحبب و تحوصل يؤدي إلى انبثاق النواة وتحطم الكروماتين النووي وبالتالي الى تخلخل الرباط بين الخلايا وانخلاع الخلايا للبطانة المصلية أو المخاطية وبالتالي يقود إلى أخطاء تشخيصية.
- انخلاع خلايا بطانة طرق تنفسية يذكر بمنظر مفرزات قيحية وعكرها تشخص كالتهاب رئة أو جنب, عيانا" نشاهد التحلل أولا" بالأعضاء الغنية بالأنزيمات وخاصة بحالات البروتين مثل المعدة – البنكرياس والأمعاء ¬ ( تبدلات مشابهة لتبدلات مرضية ) , فمخاطية جهاز الهضم تصبح زلقة ورقيقة ومنبسطة وملونة بالدم يعطي منظر ( التهاب نزفي )
- البنكرياس تتحلل بسرعة بالمقطع نشاهد تلون بالدم بشكل بقع ممكن أن تشخص التهاب تموتي نزفي
- النسيج الدماغي أيضا" يتلين بسرعة وخصوصا" عند الوالدان وصغار الأطفال حيث ممكن الشك بحدوثها قبل الوفاة
- الأعضاء ذات اللب ( البارنشيم ) مثل الكبد والكلية والطحال تظهر بالتحلل وكأنها كبرت وسطح المقطع فيها عاتم وملون دمويا" ( المظهر يبدو وكأنه التهابي نزفي أو تنكسية
- أطول فترة تحلل تحدث في عضلة قلبية سليمة و( الرحم غير الحامل – غدة البروستات ) وامكانية تحديد الجنس بعد سنة مثلا– الغدة الدرقية – عقدة لمفية - أوتار غضاريف - عظم .
- حالة خاصة للتحلل وهو ( تعطن Maceraciye الجنين في بطن أمه ) بعد وفاته في أخر الحمل حيث الجلد الميت والأعضاء الداخلية تصبح بلون أحمر عاتم ملونة بالهيموغلويين والجلد كامل متسلخ مقشور منخلع . وهو يمثل نوع من التحلل اللاجرثومي .
أهم الصفات المميزة له للتميز :
هو غياب رائحة العطن الخاصة بالإضافة لانتشار التفسخ بشكل متساوي في كل الجثة ومراحلها هي :
1- يحدث تجعد أبيض للبشرة – ثم يحصل حويصلات تنزلق بسهولة كاشفة تحتها اللون الحقيقي للجلد بشكل متساوي أحمر واضح – الجلد رطبة متلينة بدون تلون واضح للأخضر لون العطن
يمكن ربط هذه المراحل والمظاهر مع زمن الوفاة :
1- حويصلات على اللحافة الخارجية والجلد ملون بلون الدم ¬ الوفاة حصلت تقريبا" قبل 24 ساعة من الولادة
2- تبدلات واضحة ومنتشرة – الحبل السري منتفخ على شكل حبل أحمر متسخ ¬ الوفاة 2-14 يوم قبل الولادة .
3- تبدلات العطن واضحة جدا" وتشمل عدا الطبقة الخارجية الأعضاء الداخلية والمفاصل والعظام وتكون الوفاة حصلت قبل الولادة 2-6 أسابيع
ولكن يجب القول أنه على أساس درجة العطن لا يمكن الجزم بقوة عن زمن الوفاة قبل الولادة نتيجة الطلاء الدهني, وسرعة العطن تعتمد على العديد من العوامل أهمها كمية وتركيب السائل الأمينوسي ، عادة يحصل قذف محصول الحمل بعد 4 أسابيع من الوفاة، بعدها ممكن حصول اضطرابات تخثر لدى الام.
التفسخ :
ينتج التفسخ عن فعالية البكتريا والتي تكون متعايشة في جهاز الهضم وعلى الجلد وجهاز التنفس وبعد الوفاة تتكاثر بسرعة وتحوي أنزيمات حالة للبروبين ¬ تؤدي لتحطيم العناصر العضوية . وبداية التفسخ وسرعة تطورها يعتمد على عوامل مثل :
1. درجة حرارة الوسط المحيط – الوسط الملائم 20-37 م Ü أبكر بالصيف وتأخر بالشتاء – ويتوقف قي درجة حرارة الصفر لتوقف نمو الجراثيم أو عندما تزيد عن 45 درجة، وقد تختلف من جزء لأخر في نفس الجثة (جثة جنب شوفاج).
2. الرطوبة حيث تكاثر الجراثيم يتم في درجة حرارة معينة ¬ لذلك تتحنط الجثة لدى فقدان السوائل – وزيادة التفسخ لدى جثث مسحوبة من الماء
3. الهواء – يسرع التفسخ أكثر من الماء والجثث المدفونين بالتراب
4. العمر والبنية – حديثي الولادة أبطئ من الكبار – والنحيلين أبطأ من البدينين
5. سبب الوفاة ( التهاب عام ونوع العلاج واستعمال الصادات تسرعها في أماكن تمزق الأنسجة وخروج الدم – استعمال الصادات يبطئ التفسخ – الأجزاء المبتورة تتعفن ببطئ
قام العالم كاسبر بوضع قاعدة توصل إليها نتيجة دراسته وأيدتها دراسات أخرى لتبيان شدة وسرعة حصول التفسخ وعلاقته بالوسط المحيط للجثة وتنص القاعدة :
- إن درجة التعفن التي تصل إليها الجثة خلال أسبوع واحد من وجودها بالهواء تعادل درجة تعفن الجثة مضى عليها أسبوعان في الماء وثمانية أسابيع في التراب.
- قاعدة كاسبر : الجثة تتعفن بالهواء أسرع بمرتين من الموجودة في الماء والجثة في الماء أسرع بأربع مرات من الموحودة في التراب ( جافة )
- الانتشار : يبدأ التفسخ بجهاز الهضم أولا" في منطقة الأعور يعطي لون أخضر في جلد المنطقة الحرقفية اليمنى وتظهر بعد حوالي 48 ساعة من الوفاة وسبب التلون تحول الهيموغلويين إلى سلفاهيموغلويين بتأثير كبريت الهيدروجين ثم ينتشر اللون لكامل البطن وبالتدريج لكامل أنحاء الجسم .
- عملية التفسخ تتنتشر بسرعة مع لحظة وصول البكتريا للأوعية الدموية حيث يوجد طعام جيد للبكتريا ولذلك تتكاثر بسرعة وتنتشر بسرعة على طول الأوعية الوريدية إلى كل أعضاء الجسم لذلك تظهر شبكة الأوعية الوريدية على الأطراف والجذع بلون أحمر مخضر بشكل أحزمة (بشكل تعرقات الرخام ) وتسمى شجرة التعفن الوريدية ويبدأ بعدها اصطناع غازات التفسخ التي تنفخ الأمعاء والبطن حتى مستوى أعلى من الصدر ، ان ارتفاع ضغط الغازات بالجسم يسبب انتفاخ كيس الصفن بشدة وخروج اللسان من الفم مع سائل رغوي مائل للسواد وبروز العينين من جوف الحجاج وحتى ممكن خروج الجنين من رحم الحامل
- تتميز رائحة الغازات في التفسخ أنها كريهة ( كبريت الهيدروجين H2S -آزوت NH3 ، Co2 ) وهي قابلة للاشتعال لما تحويه من الميتان والهيدروجين
- عدا ذلك تدخل الغازات تحت الجلد ( وذمة تحت الجلد ) مما يؤدي لضخامة الجثة وتغير معالمها وصعوبة التعرف عليها, ويصبح لون الجثة بالكامل أحمر متسخ وحتى سوداء مع خليط مخضر وتسمى ( عملاق كاسبر )
- تتلف كل الأعضاء ويتحرر الماء من الخلايا وبالتالي تجمعها بالمنطقة المنخفضة ( خلاصة العطن ) لونها أحمر متسخ بلون الدم تملأ أجواف الجسم وتؤدي لحصول حويصلات على الجلد كل ذلك يؤدي لضياع تركيبة الأعضاء الداخلية ويصبح تشخيص التغيرات المرضية غير ممكن
- هناك بعض الأجزاء تكون مقاومة للتفسخ وتحفظ تركيبها التشريحي رغم تطور وتقدم التفسخ مثل ( بؤرة تصلب – بؤر سلية – التهاب رئة ليفي – سرطان – الكسور ، تخثر أوعية ، ندبة بعد الاحتشاء – تليف سلي وجبني – عقد متكلسة )
- ومن هنا يجب عدم التراجع عن القيام بتشريح الجثة أثناء وجود التفسخ .
- التفسخ خلال 2-4 سنوات تؤدي لإذابة الجثة مع بقاء العظام فقط وبعض الأربطة الغضروفية وبعض الأوتار
- بعد 5-10 سنوات يبقى فقط عظام معزولة من الدهن و السمحاق واذا كانت أرض ناشفة في القبور أوالرمال ممكن أن تستمر العظام لعشرات السنوات.
- بالمراحل المتقدمة للتفسخ وتشكل الحويصلات على الجلد Ü حيث تسقط البشرة بشكل كامل بما يشبه القفاز نتيجة انسلاخ الجلد .
- ان تفسخ جثث مدفونة في أكفان قماشية تحت الارض في قبور ( عند المسلمين) يتم تقريبا حسب البيان التالي:
أ‌- بعد 24- 36 ساعة تظهر بقعة خضراء مقابل الأعور أو حول السرة ويظهر كثير من الاوعية المنتشرة بالبطن والصدر وتتعتم القرنية وتتلين مقلة العين
ب‌- بعد 2-5 أيام ، نلاحظ خروج زبد رغوي مدمى من الانف والفم، وانتفاخ البطن والصفن وانتشار اللون الاخضر وظهور نفاطات غازية تحت الجلد وتبرز العينين مع وجود رائحة كريهة .
ت‌- بعد 5- 10 أيام تسيل مقلة العين ويتساقط الجلد الهش والاظافر والشعر وتظهر اليرقات الدودية حول الفم والانف ثم تنحل الانسجة وتسيل في التراب, ثم تبقى العظام وحدها بعد حوالي 6- 12 شهر.
- ترتيب التعفن بالاعضاء يكون بدرجة متفاوتة : فمثلا بطانة الامعاء ولب الكظر والبنكرياس تتحلل خلال ساعات من الوفاة , البروستات والرحم ممكن ان تميز حتى بعد سنة , الدماغ حالا يصبح ملون وهش ورمادي محمر خلال اسبوع ويتميع خلال شهر، النزف السحائي ووجود ورم دموي يستمر لفترة طويلة، القلب وسطيا مقاوم وفحص الاوعية الاكليلية عن تصلب يبقى حسنا لعدة أشهر، الانسداد الكامل بخثرة قبل الوفاة تستمر لفترة طويلة .
- بشكل عام الجثة خارجا" بمناخ معتدل تتحول إلى عظام خلال 12-18 شهرا" مع بقاء الأوتار والغضاريف – وإلى عظام مجردة عارية خلال ثلاث سنوات – طبعا" مع وجود استثناءات تعتمد أساسا" على الوسط المحيط ( مهاجمة الحشرات والحيوانات الضارية أو تحولهن إلى مومياء أو تصبن
- التفسخ بالماء – ممكن قاعدة كاسبر غير دقيقة ولكن مؤكد بطء التفسخ للجثث بالماء ربما بسبب انخفاض درجة الحرارة وحماية الجثة من قبل الحيوانات القارضةوالحشرات , تطفو الجثة بسبب تشكل الغازات والرأس للأسفل بسبب اختلاف التفسخ بمناطق الجسم( لاتتشكل الغازات بالرأس مثل الصدر والبطن)
- التفسخ بالجثث المدفونة وهو أبطأ أنواع التفسخ ولذلك هام جدا" نبش الجثة وحتى بعد سنوات, وانتشار التفسخ يعتمد أيضا" على:
1- فيما إذا دفنت الجثة مباشرة بعد الوفاة قبيل بدء التفسخ Ü تطور أبطأ للتفسخ
2- حرارة منخفضة تبطئ أيضا من سيره.
3- غياب الحيوانات والحشرات القارضة
4- نقص الأوكسجين ( دفن الجثة بعد بدء التفسخ Ü التفسخ أسرع )
5- الدفن العميق Ü يحفظ الجثة أكثر – طبيعة التربة ( رملية أو كتيمة )
6- الكفن حيث الدفن داخل تابوت من الخشب المصفح – أي نوع من الكفن ممكن أن يؤخرالتفسخ
7- العامل الهام المساعد بإبطاء التفسخ هو غياب الحيوانات القارضة وثانية إذا الجثة دفنت قبل أن تضع الحشرات البيوض.
وأخير لا يمكن وضع جدول خاص بزمن التفسخ

مهاجمة الحشرات والحيوانات للجثة :
تهاجم الحشرات المختلفة كالذباب بأنواعه والنحل والصراصير الجثة وتتعاقب عليها بشكل منتظم حسب درجة التفسخ فتساعد بالقضاء على الجثة وافنائها، طبعا" يضاف اليها الحيوانات القارضة – جرابيع – قطط – كلاب – نمور – كل الحيوانات المفترسة حسب الفصل والمنطقة مكان توزع الحيوانات حيث تكون الجثة مقسمة إلى أجزاء ومبعثرة مترافقة بعلامات عض الأسنان .
- يغزو الذباب الأزرق الجثة في بادئ الأمر ( وهو يحب اللحم الطازج ) ويضع بويضاته على شكل عناقيد (30 – 150 عنقود) حوالي 300 – 2000 بويضة على الجثة بعد الوفاة مباشرة وممكن على الاحياء في مرحلة الاحتضار أو اذا كان الانسان أو الحيوان مجروح أو مصاب في زوايا العين و الأنف و قرب الأذنين والشفتين و تحت الإبطين و بين الأصابع و إذا كانت الظروف مؤاتية تفقس بعد 1-2 يوم ( وقد تفقص بأسرع من ذلك بحرارة مرتفعة ) لتخرج يرقات بيضاء مصفرة 6 ملم يشبه منظرها نشارة الخشب تتغذى على أنسجة الجثة و يصبح طولها 1 سم ثم تبدأ بالشرنفة تكون بنية اللون و تكون عالقة بالجثة أو تتساقط حواليها و بعد فترة تخرج الذبابات الصغيرة ويعيد دورة الحياة ، بشكل عام تأخذ الدورة كلها حوالي 4 أسابيع ( 18 – 24 يوم )
بيضة –2يوم- يرقة- 10-12يوم – شرنقة – 10-14 يوم ذبابة جديدة ( 4 اسابيع ) .
تفيد الدراسات ومراحل تطور الحشرة في نموها في تحديد زمن الوفاة ولكن يستحسن أخذ رأي أخصائي حشرات .
- ويجب ان نتذكر ان الذباب الأزرق ( الطول 6-14 ملم مع تلون البطن بالأزرق) وهي لا تطير بالظلام تضع بيوضها فقط بالنهار – لذلك الجثة الموجودة في الليل أو الصباح وعليها بيوض غالبا" تكون ميتة من اليوم السابق , وفي حالة الحرارة تحت 12 مئوية مستبعد وضع البيوض.
- ذباب المنزل مختلف عن الأزرق إذ تفضل وضع بيوضها على لحم متفسخ تماما" ( نفايات – سماد ) البيوض أصغر بكثير وبيضاء أكثر منها صفراء . تفقص خلال 8-12 ساعة. أول طور حوالي 36 ساعة والطور ثاني 1-2 يوم والثالث 3-4 يوم .
الدورة كاملة حوالي 14 يوم وأقل من ذلك بحرارة أعلى
- عالم الحشرات لديه قوائم وجداول خاصة أي ممكن أخذ الموجودات حول الجثة إلى عالم الحشرات لفحصها والمساعدة بتحديد زمن الوفاة.