تتمة رعاية صحة الحامل

ما هي الأدوية التي يمكن أن تأثرعلى الجنين؟
يلقى اللوم خطأ على كثير من الأدوية في أنها تسبب التشوهات وهذا آمر يصعب التأكد منه لأن ملايين النساء اللاتي يستخدمن كثيرا من الأدوية الضرورية انجبن الملايين من المواليد الطبيعيين الأصحاء وتذكرنا كارثة عقار الثاليدوميد التي حدثت في بداية الستينات بالتأثيرات الضارة المحتملة الكامنة في الأدوية وكلما ظهر تقرير جديد في الصحف أو على شاشات التلفزيون اجتاحت المجتمع موجة من الانزعاج والقلق.

والغالبية العظمى من الأدوية التي يصفها الأطباء مأمونة تماما ولكن القلق يساور الكثير من الأمهات عندما يضطررن لتناول أي دواء أثناء فترة الحمل وقد تم إدانة بعض المضادات الحيوية وبعض هرمونات السترويد في إحداث الشذوذات وقد يصحب استخدام العقاقير المضادة للسرطان حدوث بعض المشاكل ولكن القلق الأعظم سببه عقار الثاليدوميد ومن بين آلاف الأدوية التي يستخدمها المجتمع كل يوم في الوقت الحاضر توجد قائمة قصيرة من الأدوية تقدر بحوالي أربعة وعشرين عقارا يمكن أن يكون لها تأثير ضار على الجنين.

عموما لا ينبغي لأية سيدة أن تأخذ أي دواء أثناء المرحلة المبكرة من الحمل إلا بعد استشارة الطبيب أولا والأطباء على دراية كافية بالأدوية القليلة التي يمكن أن تسبب التشوهات من بين الغالبية العظمى من الأدوية التي يمكن استخدامها بأمان ولن يسمحوا بها للسيدات في المرحلة المبكرة من الحمل كما ينبغي أن لا تستخدم المرأة الحامل أية أدوية وصفت لأفراد آخرين من أسرتها أو وصفت لها في أوقات أخرى قبل الحمل لان هذا الأمر غاية في الخطورة وعليها أن تستشير الطبيب دائما.
الخطوط والتشققات في البطن


هذه الخطوط والتشققات ناتجة عن تمدد الجلد أثناء الحمل وهي تبدأ في منتصف الحمل وتزداد في الشهرين الأخيرين. وسبب تزايدها أسفل البطن مقارنة بالمناطق الأخرى هو أن هذه المنطقة أكثر تعرضا للتمدد أثناء الحمل وهي غالبا ما تصيب نسبة كبيرة من الحوامل قد تصل إلى 90% منهن ولكن درجة الإصابة بها تختلف من سيدة إلى أخرى فهناك من تزداد لديها هذه التشققات بطريقة سريعة جدا وكثيرة ومنهن من لا تتعدى إصابتها عدة خطوط، ويعود ذلك إلى نوعية جلد الحامل وقد تلعب الوراثة دورا في ذلك. وهي عادة لا تختفي بعد الولادة مباشرة أو مائة بالمائة ولكنها قد تزول كثيرا عما كانت عليه من قبل وفي غالب الأحيان تبقى آثارها مدة من الزمن ولذلك عليك:
  1. العناية بغذائك جيدا، وعليك الإهتمام بالبروتينات كثيرا واحرصي على تناولها فهي تساعد على المحافظة على الجلد بشكل جيد وبصحة جيدة.
  2. احرصي على تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات خاصة فيتامين سي وفيتامين د.
  3. حاولي المداومة على دهن الجلد بالكريمات أو الزيوت المغذية كزيت الزيتون أو زيت جوز الهند وغيرهما فالدهن والتدليك سوف يساعدان على ترطيب الجلد والحد من تشققه.
  4. ولا تنسي القيام والمداومة على التمرينات الرياضية الخاصة بالحمل فهي تؤثر على صحة جسمك وحيويته بشكل عام.
الوزن أثناء فترة الحمل
من المؤكد أن وزن الحامل يزداد بعض الشيء أثناء الحمل، وذلك على الرغم من أن هناك عددا محدودا من السيدات يظل وزنهن أثناء فترة الحمل كلها مماثلا للوزن الذي بدأن به حملهن. والسبب في زيادة الوزن هو أن الطفل نفسه يزن في المتوسط 3.2 كيلو غرامات عند ولادته، يضاف إلى ذلك وزن المشيمة (الخلاص) الذي يزن حوالي أقل من نصف كيلو غرام، كما أنه تكون هناك زيادة حوالي كيلو غرام في وزن الرحم نفسه. علاوة على ذلك يزداد وزن الثديين وكذلك حجم السوائل داخل الجسم ومن ثم فان أغلب السيدات يصبن بسبب حملهن للطفل، بزيادة في الوزن تبلغ حوالي 6.4 كيلو غرامات.

ما هي زيادة الوزن المسموح بها أثناء فترة الحمل؟
لا توجد إجابة عامة تصلح لكل السيدات، وذلك لأن الإجابة عنه تعتمد على حجم الجسم عند بداية الحمل. وبوجه عام فان الكثير من الأطباء ينصح بأن لا يزيد وزنك اكثر من كيلوغرامين كل أربعة أسابيع خلال الشهور الأخيرة من الحمل. وهذه القاعدة على الرغم من كونها اعتباطية إلا أنها معقولة وتستحق أن تحاولي اتباعها.



ويهتم الأطباء بوزن الجسم أثناء فترة الحمل للأسباب التالية:
  • الصعوبة الكبيرة عند محاولة إنقاص الوزن بعد انتهاء الحمل. فمن الصعب اتباع نظام غذائي للتخسيس عندما يكون هناك رضيع مولود حديثا بالمنزل. فاتباع نظام غذائي يحتاج إلى وقت واهتمام والوليد الرضيع لا يتيح أيا منهما للام العادية. ولذلك فان العديد من الأطباء يعتقد انه من الحكمة عدم إضافة وزن زائد كبير خلال فترة الحمل، لان الوزن الزائد لا يمكن التخلص منه بعد ذلك بسهولة. لذلك ينبغي الاهتمام بوزن الجسم أثناء فترة الحمل من قبل السيدة الحامل نفسها أيضا
  • الزيادات الحادة في الوزن في الفترة الأخيرة من الحمل قد تشير إلى احتباس السوائل داخل الجسم اكثر من كونها دلالة على تراكم الدهن في الجسم وهذه الزيادات الحادة في الوزن قد تعدّ من الأعراض الخطرة إذا كانت لها علاقة بارتفاع ضغط الدم.
  • مصاعب الوضع يمكن أن تحدث إذا كان الجنين أسمن بكثير من الحد الوسطي
يجدر التنبيه إلا أنه بالإمكان حدوث فقدان قليل للوزن في الأسابيع القليلة الأخيرة من الحمل . ففي هذا الوقت يتم امتصاص الماء الذي يحيط بالطفل بسرعة اكبر من سرعة تكوينه، ومن ثم يقل حجمه. والماء له وزن ونقصه يتسبب غالبا في نقص وزن الأم وهذا ليس أمرا خطيرا.

ولكن عدم إضافة أي وزن ابتداء من الأسبوع 32 إلى الأسبوع 40 أمر غير عادي وقد يوجه الطبيب إلى ملاحظة علامات أخرى واختبار احتمال توقف نمو الطفل فإذا أكدت هذه الاختبارات هذا التشخيص فانه سيلجأ إلى "التحريض" على الولادة (تعمد بدء الولادة أو كما يقال بالعامية طلق صناعي) لحل هذه المشكلة ولكن معظم الأطباء لن يلجئوا إلى التحريض على الولادة بناء على توقف زيادة الوزن فقط، ولكنهم سيتخذونه مؤشرا على ضرورة إجراء اختبارات أخرى لفحص الطفل .

البدانة والحمل
إن أكثر الحوامل البدينات يخرجن سليمات معافيات مع أطفالهن من متاعب الحمل والولادة ولكن ذلك لا يمنع من القول أن المتاعب الصحية تزداد بزيادة وزن الحامل. فاحتمالات إصابة الحامل البدينة بارتفاع ضغط الدم وسكري الحمل مثلا يمكن أن يعقدا الحمل. ثم أن مصاعب الوضع يمكن أن تحدث إذا كان الجنين أسمن بكثير من الحد الوسطي مما يكثر حدوثه لدى البدينات من الحوامل، وأخيرا إذا ما اقتضت الحالة توليد الحامل عن طريق الشق القيصري فان ضخامة طبقات الشحم على البطن يمكن أن تعقد العملية الجراحية ومرحلة النقاهة منها.

خطورة سكر الحمل

يترافق سكر الحمل بخطورة perinatal mortality قد تصل إلى 4% وتعود إلى الحدود الطبيعية في حال المتابعة الدورية الدقيقة واتخاذ الاجراءات المناسبة.



قد يؤدي سكر الحمل في الجنين إلى:
  • موت الجنين داخل الرحم المفاجئ وغير معروف السبب.
  • كبر حجم الجنين وبالتالي إلى عسرة ولادة مما يستدعي اللجوء إلى hلعملية القيصرية إن لزم الأمر.
  • زيادة الماء حول الجنين وبالتالي خطر ولادة مبكرة ووضعيات معينة داخل الرحم.
  • قد يترافق مع ارتفاع ضغط الدم لدى الأم مما قد يؤدي إلى قصور في وظيفة المشيمة وبالتالي نقص نمو الجنين داخل الرحم.
  • اختلاطات تنفسية بعد الولادة نتيجة لعدم نضج الرئة.
  • نقص في سكر الدم لدى الوليد بسبب نقص الوارد من السكر عن طريق دم الأم.
  • نقص في الكالسيوم لدى الوليد.
أما عند الأم فقد يؤدي إلى:
  • احمضاض دم قلوي Ketoacidosis بسبب زيادة السكر الغير معالج.
  • نزف ما بعد الولادة نتيجة لكبر حجم الرحم.
  • نوبات من الاختلاجات أو التشنجات النفاسيه بسبب ارتفاع ضغط الدم.
  • التهاب مجاري بولية.
أما الإجراءات الواجب اتباعها في حال ثبوت سكر الحمل فهي:
  1. اتباع حمية غذائية تتراوح قيمتها 1800-2000 سعرة حرارية.
    وبعد أيام من ذلك إن لم تكف الحمية في ضبط السكر عندئذ:
  2. نلجأ إلى حقن الأنسولين لتصحيح مستوى السكر في الدم بدقة أثناء وجود المريضة في المستشفى تفادياً لحدوث أي تقلقل في مستوى السكر، وبعد ذلك ممكن متابعتها بشكل دوري دقيق في العيادة الخارجية.
يجب اجراء متابعة دقيقة للجنين عن طريق الأشعة ما فوق الصوتية وتخطيط دقات قلب الجنين وما نسميه Biophysical profile. وقد نحتاج إلى أخذ عينة من السائل حول الجنين لتحديد مدى نضج الرئة عند الجنين وتقييم استعداده للولادة.