اختلاطات قلع الأسنان وتدابيرها-الاختلاطات العامة

الاختلاطات العامةGeneral Complications :
1. سقوط السن أو جذر السن في المجرى التنفسيDescent of The Tooth or Root into Respiratory Tract :
يحدث انزياح السن أو الجذر للخلف وسقوطه في المجرى التنفسي أو الهضمي تحت التخدير العام بشكل أكثر تكراراً من حدوثه تحت التخدير الموضعي، وهذا الإختلاط خطير للغاية حيث يمكن أن يؤدي لحدوث الإختناق في حال انسداد المجرى التنفسي بالسن أو الجذر.
في حال فقدان السن أو الجذر أثناء قلع الأسنان تحت التخدير الموضعي يجب أن يحافظ الطبيب على هدوئه وهدوء المريض ومن ثم إمالة رأس المريض للأمام ومحاولة إخراج السن أو الجذر بحذر باستخدام الإصبع أو أي أداة في حال رؤيته مع الحرص التام من عدم دفعه نحو الخلف، وقد يتم اللجوء للضغط بقوة على أسفل القص بشكل متكرر حتى خروج السن أو الجذر، وفي حال فشل جميع المحاولات يتم اللجوء إلى فغر الرغامى Tracheostomy.
أما في حال فقدان الجذر أثناء قلع الأسنان تحت التخدير العام يجب إيقاف التخدير فوراً وإمالة رأس المريض للأمام، وبعد عودة منعكس السعالCough Reflex يُفحص الفم وتُزال الدكة Pack بحذر بعد معاينتها. وفي حال اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة يمكن إيجاد الجذر في الدكة في معظم الحالات، لكن في حال عدم إيجاد الجذر بعد إزالة الدكة يجب أخذ الصور الشعاعية لكلٍ من التجويف السنخي والصدر، حيث تؤخذ الصورة الأخيرة للتأكد من أن الجذر لم يدخل داخل القصبات الرئوية، وإذا تبين أن الجذر متوضع في القصبة الرئوية يجب إحالة المريض فوراً إلى المستشفى حيث يمكن إزالته باستخدام التنظير القصبيBronchoscopy قبل تطور حدوث خراج رئوي Lung Abscess أو انخماص رئوي Atelectasis تاليين. وفي حال عدم إيجاد الجذر يجب إعطاء المريض موعداً للفحص خلال ثلاثة أيام، ويجب إعطائه التعليمات بضرورة دخوله للمستشفى فوراً في حال تطور لديه حرارة أو سعال أو ألم صدري.
2. سقوط السن أو جذر السن في المجرى الهضميDescent of The Tooth or Root into Digestive Tract :
بشكل مشابه لسقوط السن في المجرى التنفسي يمكن أن ينزاح السن أو الجذر للخلف ليبتلعه المريض ويسقط في البلعوم أو المريء ضمن المجرى الهضمي، ويعتبر هذا الإختلاط غير خطير خلافاً لسقوط السن في المجرى التنفسي. وفي هذه الحالة نكتفي بمراقبة السن شعاعياً بإجراء صورة للصدر والبطن للتأكد من أن السن أو الجذر ضمن المجرى الهضمي، ويُنصح المريض بتناول الأطعمة الكثيفة والسوائل للمساعدة في إطراحه.
3. الإغماء Syncope أو الغشي Faint:
يمكن أن يُصاب المريض فجأةً بالوهط Collapse على كرسي الأسنان مع أو بدون حدوث فقدان للوعي، وفي معظم الحالات تكون هذه الأحداث هي نوبات الإغماء Syncopal Attacks أو الغشي Faints والتي عادة ما تزول من تلقاء نفسها، فعادةً ما يشكو المريض من إحساس بالدوار والضعف والغثيان ويصبح الجلد شاحباً بارداً ويلاحظ التعرّق. يجب البدء بالمعالجة الإسعافية الأولية فوراً ولا يجوز ترك المريض دون عناية على الإطلاق، حيث يجب تخفيض مستوى رأس المريض بإمالة ظهر كرسي الأسنان الذي يجلس عليه المريض للأسفل، ومع بعض تصاميم الكراسي يمكن أن يؤدي استخدام هذه الطريقة لتأخر هام في المعالجة، وفي هذه الظروف يجب وضع رأس المريض بين ركبتيه بعد التأكد من فك زر ياقته أو ربطة عنقه في حال وجودها، ويجب توخي الحذر للحفاظ على المجرى الهوائي مفتوحاً وضمان عدم إمكانية سقوط المريض من على الكرسي، كما لا يجوز إعطاء المريض السوائل عن طريق الفم حتى يستعيد المريض كامل وعيه.
وعند استعادة الوعي يمكن إعطاء المريض مشروباً سكرياً إذا كان المريض لم يتناول وجبة طعام ولا يزال يتعالج تحت التخدير الموضعي. وبشكل بديل يمكن إعطاء 3-6 مل من كربونات النشادر ضمن ثلث كأس ماء على الأقل. وعادة ما يحدث الشفاء التلقائي وغالباً ما يمكن إتمام القلع في نفس الجلسة.
إذا لم يحدث الشفاء خلال عدة دقائق من البدء بالإجراءات الإسعافية الأولية فمن المحتمل أن لا يكون الوهط إغمائي المنشأ، وهنا يجب إعطاء الأكسجين واستدعاء المساعدة الطبية، كما يجب القيام بقياس سرعة التنفس وسرعة وحجم ونوع النبض، وإذا سمحت الظروف يجب تسجيل ضغط الدم بين فترة وأخرى، كما يمكن إعطاء الأمينوفيلين Aminophylline (B.P) بالتسريب الوريدي البطيء.
4. توقف التنفسRespiraory Arrest :
في حال توقف التنفس تصبح العضلات الهيكلية رخوة وتتوسع الحدقتان بشكل كبير، وهنا يجب وضع المريض بشكل ممدد على الأرض ويُحرر المجرى الهوائي بإزالة أي جهاز صنعي أو جسم أجنبي وبسحب الفك السفلي باتجاه الأعلى والأمام لبسط الرأس بشكل تام، ويجب ضغط منخري المريض بين إصبع الطبيب وإبهامه واستخدام طريقة الفم إلى الفم في الإنعاش Mouth-to-Mouth Resuscitation لذا يُشاهد الصدر وهو يرتفع كل 3-4 ثواني. ويمكن تعزيز فعالية هذا الشكل من الإنعاش بشكل كبير إذا توفر أنبوب بروك الهوائي Brook Airway الذي يمكن إدخاله من فوق اللسان، وبينما يحاول الطبيب معالجة توقف التنفس يجب فحص نبض الشريان السباتي Carotid Pulse وضربة الذروة Apex Beat بفواصل زمنية منتظمة، حيث أن انقطاع التنفس يمكن أن يُتبع سريعاً بتوقف القلب الذي يعتبر حالة إسعافية أكثر خطورة وصعوبة.
5. توقف القلبCardiac Arrest :
إذا لم يتم تعويض الدوران الدموي والحفاظ عليه خلال ثلاث دقائق من حدوث توقف القلب يمكن حدوث أذية دماغية غير ردودة بسبب نقص أكسجة الدماغ، حيث يُظهر المريض شحوباً مُميتاً ولوناً رمادياً ويتغطي جلده بعَرَق بارد، ولا يمكن الشعور بالنبض أو بضربة الذروة ولا سماع الأصوات القلبية. إذا كان المريض طفلاً غالباً ما تبدأ ضربات القلب من جديد إذا تم القرع على القص بحدّة. أما عند معالجة المريض البالغ فيجب وضع المريض ممدداً على ظهره فوق الأرض، ويجثو الطبيب على أحد جانبي جسمه ويضع عَقِب يده اليسرى على الثلث السفلي من قص المريض، بعد ذلك يضع الطبيب يده اليمنى فوق عَقِب يده اليسرى ويضغط للأسفل بشكل تواتري بفواصل ثانية واحدة مع قوة كافية لضغط القلب بين القص والعمود الفقري. وفي حال وجود مساعِدة فيجب عليها أن تعالج في نفس الوقت توقف التنفس بالطريقة الموصوفة أعلاه، أما في حال عدم وجود مساعِدة يجب على الطبيب أن يقوم بالإنعاش التنفسي والقلبي بشكل متناوب لمدة 20 ثانية.
إن الإنعاش طويل الأمد هو عمل منهك، فعلى الرغم نظرياً من وجوب الإستمرار فيه حتى يتحسن لون المريض وتتقلص حدقتاه ويستعيد التنفس وضربات القلب، فلا يمكن للطبيب غير المُساعَد الإبقاء على الإنعاش إلا لفترة محددة، ويمكن إطالة هذه الفترة بشكل كبير في حال توفر مساعَدة ومشاركة الأشخاص في إنعاش المريض بحيث يأخذ كل واحد دوره في إجراء التدليك القلبي الخارجي External Cardiac Massageوالتنفس الفموي الفموي بشكل متناوب.
6. الإنتانات العامةGeneral Infections :
كما ذكر سابقاً، يمكن للمتعضيات المجهرية أن تغزو التجويف السنخي بعد قلع الأسنان ولا سيما المصابة بالإنتان أو الخراجات، حيث يمكن أن تعبر تلك المتعضيات الإمراضية الشعيرات الدموية المنفتحة على التجويف السنخي لتصل إلى الدوران الدموي مسببة حدوث آفات إنتانية جهازية كالتهاب شغاف القلب Endocarditis والرثية المفصلية Rhomatoid Arthritis وربما تجرثم الدم Bacteremia أو إنتان الدم Sepicemia، وقد ينتقل الإنتان إلى داخل القحف مسبباً لحدوث إصابات خطيرة جداً كالتهاب السحايا Meningitis وخثرة الجيب الكهفي Cavernous Sinus Thrombosis.
7. الصدمة Shock:
تعتبر الصدمة من الإختلاطات الخطيرة جداً والتي قد تودي بحياة المريض، وتُعرّف بأنها عجز الجهاز الدوراني عن تغطية حاجات الأنسجة من الأكسجين والغذاء وإزالة الفضلات، حيث يمكن أن تحدث بسبب النزف الدموي الشديد نتيجة لنقص حجم الدم أو بسبب الإنتانات أو تكون ذات منشأ عصبي أو قلبي وعائي كنتيجة للألم مثلاً، كما يمكن أن تكون تآقية نتيجة للتحسس من المادة المخدرة الموجودة ضمن المحلول المخدر المستخدم عند قلع السن.
من أهم أعراض وعلامات الصدمة الدوار وتغير اللون وشحوب أو ازرقاق الأطراف وتعرّق بارد، وتسرع القلب وتنفس سطحي سريع وانخفاض الضغط، ونبض خيطي سريع وضعيف، وتشنج قصبي مع صعوبة تنفس وهيجان. وهنا يجب نقل المريض فوراً لأقرب مستشفى لإنقاذ حياة المريض وتختلف المعالجة تبعاً للعامل المسبب لحدوث الصدمة.
الخلاصة Summary:
من الواجب على طبيب الأسنان إجراء جميع المحاولات لتجنب حدوث الإختلاطات ومنع تطور الحالات الإسعافية، وعلى الرغم من أنه من غير الممكن منع حدوثها بشكل كامل فإنه يمكن تقليل كلاً من نسبة حدوثها وتأثيراتها باتباع الحذر والمهارة في العمل. ويمكن تشخيص الإختلاطات فور حدوثها والتعامل معها بحزم دون إبطاء وبشكل فعال في حال توقع إمكانية حدوثها مسبقاً وبالتالي التغلب عليها.
يجب على طبيب الأسنان استخدام كرسي طب الأسنان ذو التصميم الذي يسمح بوضع المريض بسرعة على ظهره في الحالات الإسعافية.
ونضيف أن وقتي الشدة والأزمة هما غير مناسبين لاكتساب مهارات سريرية جديدة أو إجراء بحث في دليل الهاتف عن أرقام أطباء أو مستشفيات. لهذه الأسباب يجب على كل طبيب أسنان أن يحاول توقع حدوث الحالات الإسعافية الممكنة ويستعد لها مسبقاً، حيث يجب عليه توجيه كل عنصر من طاقمه الموجود في العيادة بالدور الذي سيلعبه عند حدوث الأزمات، كما يجب عليه الاحتفاظ بمساعدين منتظمين وتفقد أدواته وتجهيزاته الإسعافية باستمرار.