الذهب اللصاق

الرجل البخاخالرجل البخاخ عضو ماسي
تم تعديل 2008/11/03 في المواد السنية dental materials
مقدمة:

حشوات الذهب اللصاق حشوات قديمة جداً، قدمت لطب الأسنان أفضل الخدمات ولا زالت، طبقت بشكل كبير في الصنف الثاني من القرن التاسع عشر.
تسمى هذه الحشوات بالحشوات الذهبية المباشرة تمييزاً لها عن حشوات الذهب المصبوب التي تعتبر حشوات ذهبية غير مباشرة، كما يطلق عليها الحشوات المرصوصة لأنها ترص بدفعات متتالية داخل الحفرة.

الذهب اللصاق مادة تتوضح في قمة هرم المواد السنية الترميمية في الدول المتطورة (تحتل المرتبة الأولى) وللذهب اللصاق أندية خاصة للمولعين باستخدامه الذين يقومون بالدراسات والتجارب للوصول لأرقى النتائج.
أكثر البلدان تقدماً وتطوراً باستخدام الذهب هي الولايات المتحدة الأميركية ثم منطقة جنوب غرب كندا ثم اليابان ثم استراليا ثم أوروبا الغربية.
ونذكر هنا أن سؤال تحضير حفرة مرممة بالذهب اللصاق سؤال الدراسات العليا في بعض الدول المتطورة.

المقومات الأساسية التي تجعل حشوات الذهب اللصاق تحتل المرتبة الأولى في عالم الترميم:

1_ تتألف حشوات الذهب اللصاق من الذهب الخالص الذي لا يحتوي على شوائب (نسبة الذهب 99.brows.gif% ونسبة الشوائب 0.001 %) كما لا يوجد فيه أي مواد أخرى دخيلة.
2_ دقة الأسلوب والتعامل مع هذه الحشوات، فهي تحتاج لتحضير حفر ذات طابع خاص تتطلب دقة متناهية (قد يتطلب تحضير حفرة لحشوة ذهب لصاق استخدام النظارات المكبرة) وهي حفر في غاية الوضوح من حيث الجدران والزوايا (واضحة لأبعد الحدود).
3_ العمل المتقن لأبعد الحدود سواء في تحضير الحفرة أو في التعامل مع الحشوة.
4_ يتطلب الترميم بحشوات الذهب اللصاق مشاركة عدد كبير من الأدوات اليدوية القاطعة (قد يتجاوز عددها 50 أداة) تحضير حشوة في حفرة صنف أول مثلاً يحتاج 10-15 أداة .
5_ الزمن الطويل الذي يستغرقه الترميم بهذه الحشوات، وعلى سبيل المثال يستغرق العمل في حفرة صنف أول منذ بداية التحضير وحتى نهاية الترميم ساعتين ونصف، بينما حفره أكثر من ذلك قد يستغرق ثلاث ساعات ونصف.
إذاً: حشوات الذهب اللصاق تتطلب عمل متقن يحتاج لجهد كبير ووقت طويل وأدوات كثيرة.

• تركيب الذهب اللصاق:

ذهب خالص 99.brows.gif% ، نسبة الشوائب لا تتجاوز 0.001%.
كان هناك دراسات لإضافة البلاتين بنسبة (10-30 %) ولكنها ما تزال دراسات.

• الصفات الفيزيائية (المتانة):

_ مقاومة الانضغاط لا تقاس (عالية جداً) فالذهب عنصر لا يتحطم وهي صفة ينفرد بها الذهب اللصاق.
_مقاومة الشد: 35-40 ألف باوند/ش2 وهي مقاومة عالية تضاهي النسج السنية.
_ القساوة: قساوة الذهب النقي ضعيفة تقاس بالبرينيل (32برينيل)، ترتفع هذه القساوة نتيجة عمليات الرص وتطبيق الذهب داخل الحفرة إلى 90 برينيل وهي جيدة نسيباً. تسمى هذه العملية التقسية بالإجهاد (أي أجهدنا المادة المرممة فارتفعت قساوتها) .
إذاً الصفات الفيزيائية ممتازة.

• تغيرات الأبعاد:

_ تغير الأبعاد التصلبي : لا ورود له مطلقاً فحشوة الذهب اللصاق حشوة ثابتة الأبعاد، غير متبدلة الحجم
_ تغير الأبعاد الحراري: عامل التمدد الحراري للذهب اللصاق 14.28-15.1×10-6 سم/سم .
وهو قريب من النسج السنية ولا يعتبر عامل تغير ضار من الناحية العملية فهو يمثل المرتبة الثالثة في ذلك بعد السيليكات والخزف (السيليكات يسبق الخزف في ذلك بقليل).

• الانحلال والتفكك في الوسط الفموي:

لا يعاني الذهب اللصاق من أي انحلال أو تفكك في الوسط الفموي فلا تؤثر فيه الحموض أو التفاعلات الفموية.
نستطيع القول أن الحشوة المصبوبة تضاهي الذهب اللصاق في هذه الخاصية لكن ما يُؤخذ عليها هو إسمنت الإلصاق الذي ينحل مسبباً فشل الترميم، أما في الذهب اللصاق فلا انحلال وبالتالي لا يوجد فشل.

• خاصية الانطباق:

يحتل الذهب اللصاق المرتبة الأولى من حيث جودة الانطباق داخل الحفرة، ومرد ذلك إلى جودة التطبيق وطريقة التعامل معه وطريقة تكثيفه للوصول إلى الكثافة بحدودها العظمى (17) بينما في الذهب النقي (19.1)، بالإضافة إلى أن مادة الذهب تستجيب للدك والتكثيف والرص.
ما يهمنا في موضوع الكثافة هو عدم وجود أفضية أو فراغات في الحشوة.

• الناحية الحيوية:

i) بالنسبة للنسج اللثوية: يحتل الذهب اللصاق المرتبة الأولى في هذا ويقاسمه في ذلك الخزف.
ii) بالنسبة للنسج اللبية: يحتل الذهب مرتبة متقدمة من حيث تأثيره على اللب وذلك إذا ما تم استخدامه في الإستطباب الأمثل.

مما سبق نجد : حشوات الذهب اللصاق قد يصل عمرها حتى خمسين عام إذا ما طُبقت بالأسلوب الصحيح والأمثل وأهم مل يمكن أن يؤكد عليه هنا هو:
_ أن تكون حشوات الذهب اللصاق خالية من الشوائب ومن الغبار والأكاسيد العالقة التي تخفف من خاصية التصاق الذهب مع نفسه وبالتالي تنقص من الصفات الفيزيائية له.
_ طريقة التطبيق الجيد.
_ التخلص من الرطوبة التي تعتبر العدو الأول المسبب لفشل جميع الحشوات الترميمية السنية.

مساوئ الذهب اللصاق:

1_ الكلفة الكبيرة كونها حشوة تتألف من الذهب الخالص [الأعباء الاقتصادية وخاصة في الدول الفقيرة].
2_ الجهد الكبير والوقت الطويل.
3_ الخبرة الكبيرة التي تحتاجها تحضير هذه الحفرة وترميمها.
4_ الأدوات الكثيرة التي يحتاجها الذهب اللصاق.
5_ الناحية الجمالية (كون الذهب غير مستحب)، لكن لا يُؤخذ بها كسيئة كون ثلثي الحفرة يقع تحت اللثة، وبذلك تعتبر الناحية في إطار المقبول.


استطبابات الذهب اللصاق:

1) الإصابة السنية: تعتبر الحفر المغلقة ذات الجدران المتينة المقاومة من كافة الجهات هي الحفر المفضلة والمستطبة في الذهب اللصاق.
وبكلمة أخرى: الإصابة بدئية قدر الإمكان والحفرة محاطة قدر الإمكان حشوة ذهب لصاق لذلك تعتبر حفر الصنف الأول الإستطباب الجيدلحشوات الذهب اللصاق وكذلك حفر الصنف الثالث البدئية وحفر الصنف الخامس (الأكثر شيوعاً) وحفر الصنف السادس وبعض حفر الصنف الثاني الصغيرة.
إن تحضير مثل هذه الحفر يتطلب جهد كبير لترميمها، فهو يتطلب تبعيد اللثة ميكانيكياً وليس دوائياً وذلك باستخدام مشابك خاصة توضع حول السن فتبعد اللثة عمقاً (بينما وسائل التبعيد الدوائية مثل خيوط الأدرينالين فتبعد اللثة عرضاً).
بالنسبة لحفر الصنف الثالث نستخدم مبعدات ميكانيكية خاصة تدعى الفواصل بين السنية (الفواصل اللثوية) تقوم بالتبعيد بين الأسنان.
إن استخدام هذه المبعدات يحتاج لجهد وعناء إضافي، وعدم استخدامه بأيدي خبيرة يؤدي إلى تأذي النسج الرباطية والعظمية واللثوية المحيطية وهي تعد من مشاكل حشوات الذهب اللصاق.
كما أن استخدام الحاجز المطاطي أمر ضروري أثناء الترميم بحشوات الذهب اللصاق وهو أمر يحتاج لوقت جيد (6-7 دقائق وسطياً في الأيدي المتمرنة).

2) الحالة اللبية:
يفترض أن يكون اللب بوضع سليم تماماً فلا يجوز استخدام حشوة ذهب لصاق على لب مريض، لأن الترميم بهذه الحشوات يحتاج لتطريق وتكثيف وذلك يتطلب أن يكون اللب بحالة تسمح له بذلك.

3) حالة النسج المحيطة بالسن من الناحية الرباطية واللثوية والعظمية:
إن وجود إصابات لثوية أو تخلخل عظمي أو إصابات رباطية يعتبر مضاد استطباب لحشوات الذهب اللصاق.

4) عمر المريض:
تعتبر الأعمار المتوسطة (25-50) عام هي الأعمار المفضلة حيث التوازن الفيزيولوجي في العضلات الماضغة والوضع الصحي و . . . ، وعدى ذلك من الأعمار يعتبر نهايات متطرفة لعمل الحشوة، فالرباط السني عند الأطفال لا يتحمل تطبيق جهود كبيرة أثناء الترميم بينما التخلخل العظمي والتراجعات اللثوية عند كبارالسن لا يتحمل تطبيق جهود كبيرة أثناء الترميم .

5) وضع السن:
يجب أن يؤمن وضع السن مبدأ الملائمة، فالسن المنفتل أو الذي يقع في منطقة صعبة المنال يعتبر مضاد استطباب لحشوات الذهب اللصاق.

6)- حالة المريض:
يجب أن تكون المريض بوضع صحي جيد، فالمريض النفسي أو العصبي مضاد استطباب لحشوات الذهب اللصاق، وكذلك المرضى ذوي الآفات المزمنة والذين لا يتحملون الجهود والجلسات الطويلة (كمرضى السكري و الآفات القلبية).

7)-مقاومة النخر:
وبمعنى آخر نظافة الفم بشكل عام: أي ألا يكون هناك إصابات كثيرة في الفم التي قد تكون إما نخور أو أسنان مفقودة أو أسنان مرممة وهو ما يسمى d. .m.f وهو نسبة الأسنان المرممة و المفقودة و المنخورة في الفم .
في حشوات الذهب اللصاق يجب ألاّ تزيد هذه النسبة عن 4 ، أي أن الذهب اللصاق يحتاج لأفواه نظيفة مقاومة على النخر.


أنواع الذهب:

1-الرقاقات الذهبية: هي عبارة عن رقاقات ثخانتها تقاس بالميكرونات قياس كل رقاقة 5×5سم أو 5×4سم ، تأتي ضمن دفاتر يفصل فيما بينها ورق شفاف .
تقطع هذه الرقاقات بواسطة سكين حادة بنسبة 1/128 وسطياً ثم تلف على شكل أسطواني وتوضع ضمن صندوق خشبي مرقم حسب القياسات.
تقدم الرقاقات الذهبية أفضل النتائج لكنها بالمقابل تحتاج لدقة أكثر من بقية الأنواع وبالتالي تحتاج لجهد كبير ووقت طويل أكثر.
2-الشرائط الذهبية(الذهب البللوري): يرسب الذهب بواسطة الترسيب الكهربائي ويكون على شكل شريط من الكريات المتجاورة.
ما يميز هذه الشرائط وفرة الكتلة أي تؤمن نقل دفعات بكميات كبيرة اختصار الوقت والجهد، لكن ما يؤخذ عليها هو عدم تجاوبها بشكل كبير لعمليات التقسية بالاجهاد، لذلك في أغلب الأحيان عند استخدامها نضع في الطبقات الأخيرة رقاقات ذهبية لنتجاوب مع عمليات الرص ولتؤمن القساوة بحدودها العظمى.
3-الذهب المسحوق : هو الأكثر حداثة وهو آخر ما توصلت إليه عمليات الترميم بالذهب اللصاق. تختلف طريقة تطبيقه تماماً عن بقية الأنواع فهو ينقل بأدوات خاصة ويرص بأدوات يدوية رص عادي ولا يحتاج لتكثيف (عمليات رص تشبه الأملغم تماما) وهو ما يؤخذ عليه كونه يختلف في الأسلوب و الخواص عن الذهب اللصاق المعهود، لذلك أصبح يضاف إلى أنواع أخرى كأن يوضع ضمن رقاقات ذهبية .
ينقل الذهب اللصاق إلى الحفرة السنية بواسطة أداة خاصة تشبه الشوكة أو السبر، تبلل هذه الأداة بسائل خاص لا يشوب الذهب عليه، وبعد نقله للحفرة يدك بأدوات حشي الاملغم لكنها ذات رؤوس عاملة مسننة لأنها تؤمن فعالية أكبر ودك أقوى في عمليات الترميم .
المراحل العملية في حشوات الذهب اللصاق:
نبدأ أولاً برص المناطق المركزية (من المركز باتجاه المحيط) ويؤكد على المناطق الحافية فيما بعد.


طريقة العمل:

1-تملئ المناطق الغائرة التي فيها تثبيت مثل ميازيب التثبيت حيث يدك الذهب فيها ويتم ذلك بواسطة أدوات يدوية طول ساعدها 25سم غالباً ما يكون على نفس الاستقامة وقد يكون مائلاً.
يطبق الرأس العامل على الذهب و تقوم المساعدة السنية بإجراء طرقات خفيفة على الطرف الآخر للأداة (الطرقات وسيطياً 7كغ) ، وفي هذا الخصوص يقال بأن عمل الذهب اللصاق يجب أن يتم في إطار جماعي وتشير الإحصاءات أن المساعدة السنية المتدربة بشكل جيد تساعد إلى نسبة 60% في نجاح عملية الترميم هذا بالإضافة لاختصار الوقت و الجهد.
هناك أجهزة ميكانيكية كهربائية تقوم بإعطاء الطرقات (3000طرقة/د) ، وعملياً لا فرق بين التطبيق اليدوي و الآلي لكن الحشوات القديمة في الذهب اللصاق ارتبطت مع العمل اليدوي حيث الدقة في العمل.
بعد ملئ المناطق الغائرة في الحفرة نملئ الأجزاء المركزية مع التأكيد على الأجزاء الحفافية فيما بعد ، يجب الانتباه أثناء توجيه الأداة نحو نسيج سني صرف لأن عدم فعل ذلك قد يسبب تهدماً في الحواف المينائية .

الإنهاء و التلميع :

تبدأ مراحل الإنهاء و التلميع فور الانتهاء من عمليات الحشي.

أولاً: وسائل الإنهاء:
1. المصاقل البيضوية التي تقدم بصقل الذهب بعملية الجر و السحب و الدفع ، تؤمن هذه المصاقل الملوسة لكامل الحشوة كما تؤمن دفع الذهب لينطبق على الحفافات بشكل كامل و رفع ما يزيد منه .
2. المناحت الخاصة والسكاكين الخاصة بالذهب اللصاق التي تطبق أيضاً بعملية جر وسحب ودفع ، مع ملاحظة وجوب مشاركة المصاقل في عملية النحت إذ أن المصاقل عنصر مشترك دائماً .

ثانياً: وسائل التلميع:
1-أقراص ورق الزجاج متدرج الخشونة و التي تدار بسرعة اعتيادية.
2-مسحوق الخفان الذي يحمل على فرشاة قاسية تدار بسرعة اعتيادية مع تيار بسيط من الهواء و الماء كون حشوة الذهب اللصاق حشوة معدنية ناقلة للحرارة.
3-معجون ذو ذرات ساحلة يدعى (303) الذي يحمل على فرشاة قاسية تدار بسرعة اعتيادية وبذلك تنتهي الحشوة .




الدكتور نبيل عبجي ... أوكتوبر 2000م.