داء النغف Myiasis

dr.joandr.joan عضو ماسي
داء النغف Myiasis


و هو بالتعريف تطفل يرقات الذباب على الثوي و هو شائع في الحيوانات الأليفة و الوحشية , أما لدى البشر فهو يكثر في المناطق الريفية التي يحدث فيها تماس صميمي مع الحيوانات الأليفة
1- داء النغف ذو التطفل الاختياري

وهو نادر الحدوث و مؤقت و هو يصيب الجروح أو الأجواف الطبيعية كالأنف أو الأذن أو المهبل لدى النساء اللواتي لا يعتنين بنظافتهن الشخصية ... الخ وهناك أنواع متعددة من الذباب مسئولة عن حدوثه كالذبابة المنزلية Musca domestica و الذباب الزرق Calliphora و الذباب اللامع Lucilia .
وفي داء النغف الأذني يصاب مجرى السمع الظاهر فيشعر المريض بوجود شيء يزحف في أذنه مع الشعوربحكة موضعية و طنين و خروج مفرزات قيحية كريهة الرائحة و أحياناً تصاب الأذن الوسطى وقد تصل اليرقات إلى الدماغ
أما في الداء المهبلي فتشعر المريضة بحكة مع خروج مفرزات مهبلية كريهة الرائحة .
2- داء النغف ذو التطفل الاجباري

2-1 : داء النغف السطحي :
تسببه الذبابة المصفرّة Auchmeromyia luteola التي توجد في إفريقيا المدارية و تذهب يرقاتها لتأخذ وجبتها الدموية ليلاً من الإنسان النائم قريباً منها ثم تتركه و تختبأ في التربة حتى يحين موعد الوجبة التالية .
2- 2 داء النغف العيني :
تسببه النبرة الغنمية Oestrus ovis التي تتطفل عادة على الأغنام و بشكل نادر على الانسان إذ تلقي بيرقاتها أثناء طيرانها فيشعر المريض بضربة مؤلمة على عينه فتتعلق بالملتحمة مسببة تخريشاً عينياً شديداً و وذمة وألم و يشعربحس حرق وحكة مع الشعور بوجود جسم أجنبي في العين ويجد طبيب العينية لدى فحصه العين وجود عشرات اليرقات
و أحياناً تدخل حفرتي الأنف فيشكو المريض من سيلان أنفي قيحي يحوي يرقات مع حدوث صداع جبهي
ويشاهد المرض عادة لدى رعاة الأغنام في محيط البحر الأبيض المتوسط .
2-3 داء النغف الدملي : ويسببه
- الذباب المورم الشره للبشر Cordylobia anthropophaga
وهو يوجد في إفريقيا الاستوائية و تسمى يرقته دودة كايور Cayor Ver de وتضع الذبابة بيوضها على سطح التربة أو على الغسيل أثناء تجفيفه أو الثياب المبللة بالعرق فتفقس بعد ثلاثة أيام وتخرج منها اليرقات , وتخترق اليرقة الجلد عند حصول تماس مع التراب أو الثياب غير المكوية و تتطور اليرقة في مكان دخولها خلال 10 – 15 يوم مسببة آفة دملية مؤلمة وتكون يرقاتها مميزة بالشكل إذ تشبه شكل الاجاصة و تخرج اليرقة بعد ذلك و تعود للأرض لتتابع دورة حياتها .
- الخامشة البشرية Dermatobia hominis :
وهي توجد في أمريكا اللاتينية و تسمى يرقتها بدودة ماكاك Macaque
تضع بيوضها بشكل مجموعات على بطن الحشرات الماصة للدم كالباعضة فتلتصق به وعندما تذهب هذه الباعضة لتتغذى من الإنسان تؤثر حرارة الجسم على البيوض فتفقس و تدخل اليرقات من مكان اللدغ و تخترق الأدمة و تتطور خلال 6 أسابيع مسببة آفة دملية مؤلمة .
المعالجة :
تتم باستئصال اليرقات جراحياً وتطهير مكان الدملة .

2-4 داء النغف تحت الجلدي الزاحف :
- وتسببه النبراء المعوية Gasterophilus intestinalis :
وتتطفل يرقاتها على الأنبوب الهضمي للحصان وهي تصيب الإنسان بحالات نادرة إذ تدخل تحت الجلد محدثة انتفاخا في مكان دخولها و مسيراً متعرجاً على امتداد طريق هجرتها وتشفى الإصابة عفوياً خلال عدة أيام أو أسابيع .
2- 5 داء النغف العميق و تسببه :
- الذبابة اللحمية البقرية Hypoderma bovis و الذبابة الحمية السربية H.lineatum
( كلاهما تصيبان الأبقار) وسندرس الأولى فقط :
وهي تشاهد في فصل الصيف في أماكن تربية الأبقار في المناطق ذات المناخ المعتدل من نصف الكرة الشمالي ( النورماندي , الألب , انكلترة...) وهي تصيب عادة الأطفال في المناطق الريفية وتتم الدورة الطبيعية لها في الأبقار
أما لدى الإنسان فلا يكتمل تطورها فلا تتجاوز اليرقة المرحلة الأولى من التطور , إذ تضع الذبابة بيوضها على الجلد فتفقس معطية يرقات تخترق الجلد و تجول ضمن البدن و بالنهاية تعود لتتوضع في النسيج تحت الجلد مسببة حدوث تورم موضعي .
ويمكن في بعض الحالات أن تموت ضمن النسج العميقة دون أن نتمكن من رؤيتها .


المظاهر السريرية :
تتظاهر إما بشكل دمامل تنفجر و تخرج منها اليرقة التي يبلغ طولها بضعة ملمترات لا تتجاوز 10مم خلال أيام أو بشكل وذمات شبيهه بتورمات كالابار و تتوضع خاصة في الجذع و الرأس ويمكن أن تترافق باحمرار وحكة و آلام بطنية أو صدرية .
ويكون التطور دوماُ نحو الشفاء العفوي ولكن هناك شكلان خاصان خطران هما :
1- التوضع العصبي ( نسبة حدوثه 20 % ) وقد يكون معزولاً أو مرافقاً للإصابة الجلدية , فتحدث متلازمة سحائية مع ارتفاع الحمضات في السائل الدماغي الشوكي ( التهاب السحايا بالحمضات ) .
2- التوضع العيني وفيه تخترق اليرقة أجواف العين (و هي يرقة نصف شفافة ذات حلقات) وهي تشاهد غالباً ضمن البيت الأمامي عند الفحص بالمصباح الشقي ويمكن عندها استئصالها جراحياً , أما عند توضعها في البيت الخلفي فتصعب رؤيتها و هي تسبب نقص في الرؤية مع صداع شديد
تشخيص داء النغف العميق العيني أو العصبي :
- الموحي : كثرة بسيطة حمضات الدم ( تصل حتى 20 % ) .
- المؤكد : بالاختبارات المناعية كالتراص الدموي اللامباشر و الإليزا و الرحلان المناعي
- التصوير المقطعي المحوسب و هو يفيد في تشخيص الاصابة العصبية .
أما تشخيص الأشكال الأخرى من داء النغف فيتم برؤية اليرقات الخاصة بكل نوع
المعالجة :
1- لكل أشكال داء النغف :
تعتمد على إزالة اليرقات بتنظيف الجروح أو الجوف المصاب باستئصالها بملقط أو بمجرفة ناعمة و تطبيق المطهرات موضعياً .
2- لداء النغف العميق :
في التوضع العيني للذباب اللحمي البقري , يجب استئصال اليرقة بسرعة كي لا تسبب أذية للرؤية و قد نجحت المعالجة بالليزر في ايقاف و تخريب اليرقات و يمكن تطبيق الستيروئيدات القشرية موضعياً عند وجود التهاب مرافق .
وقد حققت المعالجة بالـ Ivermectine بجرعة 200 مكروغرام / كغ لمرة واحدة نتائج ممتازة في معالجة داء النغف بالذباب اللحمي أدت إلى إنقاص عدد الإصابات البشرية .