المكون السحري

nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
لا يقتصر إنتاج النحل على العسل وحده بل يشمل ايضا الشمع وحبوب الطلع والغذاء الملكي والعكبر وسم العسل ويستخدم هذا الانتاج في التغذية والعلاج للكثير من الامراض وخاصة الغذاء الملكي فهو ملكي بفوائده وخصائصه وتكوينه ومغذ فعال وسريع الهضم ولايوجد في علم الطب مادة مشابهة له في التأثير على النمو واطالة العمر والتكاثر.

وقال الدكتور عبد الله حاطوم اختصاصي في تربية النحل ان الغذاء الملكي غني بالعناصر الضرورية للحياة مثل الاحماض الامينية والفيتامينات وخاصة فيتامين /ب/ المركب والمعادن والهرمونات والسكريات والدهون بالاضافة لوجود 3 بالمئة من المواد غير المعروفة وغير القابلة للتحليل لذا اطلق عليه الباحثون اسم المكون السحري تنتجه الشغالات الصغيرة السن بعمر من 2 الى 4 اسابيع من غدد خاصة تسمى الغدد البلعومية الموجودة في الرأس وهو عبارة عن مادة هلامية بيضاء اللون ذات مذاق حامضي يتأثر بالظروف البيئية وبعد فترة يتغير لونه الى الاصفر المبيض وتتغذى يرقات الملكات طوال فترة الطور اليرقي على الغذاء الملكي اما يرقات الذكور والشغالات وتتغذى به فقط خلال الثلاثة أيام الأولى من طورها اليرقي وبعد ذلك تتغذى على خبز النحل المكون من العسل وحبوب الطلع.

ولفت الدكتور حاطوم إلى أن كمية الغذاء الملكي تكون اكبر ما يمكن في اليوم الرابع والخامس من عمر اليرقة أما وزنها فيزداد حتى اليوم الثامن وان وزن بيضة النحل يبلغ 1ر0 ملغ وعند الفقس يبلغ وزن اليرقة حوالي 15ر0 ملغ ويصبح وزن اليرقة الملكية في نهاية الطور اليرقي أي بعد ستة ايام 300 ملغ أي بزيادة وزن حوالي 2000 مرة ووزن يرقة الذكر تصبح حوالي 250 ملغ بزيادة 1700 مرة وزن يرقة الشغالة حوالي 140 ملغ بزيادة حوالي 1000 مرة.

وأشار حاطوم إلى أن وزن اليرقات وقصر طول الفترة الزمنية جعل الكثير من الباحثين يقومون بدراسة هذة المادة وانتاجها وعرضها في المؤتمرات العلمية الدولية المهتمة بالمنتجات النباتية والنحلية وتقدم ابحاثا كثيرة عن الغذاء الملكي والعكبر والعسل لافتاً إلى وجود تحاليل كثيرة للغذاء الملكي تختلف من باحث لآخر ومن مكان لآخر اختلافا حسب مصادر الغذاء الملكي الذي اخذته شغالات النحل كغذاء لها لانتاج الغذاء الملكي فالشغالات لاتستطيع انتاج الغذاء الملكي ما لم تتوفر كمية كافية من حبوب الطلع والعسل بالطائفة المنتجة.

ويبين حاطوم أن الغذاء الملكي يتكون من 66 بالمئة رطوبة و4ر12 بالمئة بروتينا و5ر5 بالمئة دهون ليبيدات و5ر12 بالمئة مواد كربوهيدراتية سكرية و82ر0 بالمئة املاحا معدنية و8ر2 بالمئة مواد اخرى وهناك دراسات اخرى تشير إلى أن الغذاء الملكي يتكون من بروتين 18 بالمئة وكربوهيدرات بين 9-18 بالمئة ودهون بين 73ر1-68ر5 بالمئة وأكثر من واحد بالمئة من الاملاح المعدنية ويحوي ايضا حوالي 22 حمضا امينيا اما محتوياته من الفيتامينات فهي كثيرة وبكميات لاباس بها وخاصة مجموعة فيتامين /ب/ والمصدر الرئيسي لهذه الفيتامينات حبوب الطلع الذي تتغذى عليه الشغالات.

وقال حاطوم أن الغذاء الملكي ينتج ايضا من الشرانق الملكية ولكن الكمية المنتجة تكون عادة قليلة ولا تكفي الحاجات والغرض المطلوب لذلك اتجهت بعض الشركات أو المؤسسات لانتاجها بشكل اقتصادي عن طريق نقل اليرقات الملكية بطرائق صناعية.

مشيرا الى ان عملية انتاج الغذاء الملكي تعتبر مرحلة من مراحل تربية الملكات بشكل صناعي مكثف وتمر بعدة خطوات هي تحضير ادوات نقل اليرقات الصغيرة السن من اقراص اليرقات الى كؤوس شمعية بلاستيكية وتحضير الكؤوس الشمعية وخلايا قوية لانتاج البيض الذي سيكون مصدرا لليرقات التي سنأخذها وتحضير مواد وادوات التغذية المكثفة لطوائف التربية المختلفة اضافة لغرفة مناسبة قريبة من المنحل حرارتها 25 درجة مئوية ورطوبة بنسبة حوالي 75 الى 80 بالمئة وطاولة لتثبيت اطار الحضنة الذي سنأخذ منه اليرقات ومصدر ضوئي يسمح برؤية ما بداخل الاطار.

وأوضح حاطوم أنه بعد مضي 3 إلى 4 ايام من نقل اليرقات ترفع الاطارات التي بها الكوؤس الشمعية الحاوية على الغذاء واليرقات الملكية وتؤخذ إلى غرفة العمل وهناك يتم استبعاد اليرقات وجمع الغذاء الملكي من هذه الكؤوس وترفع الشرانق الملكية ويوضع للطائفة دفعة جديدة من اطارات بها كؤوس شمعية تحوي اليرقات الملكية وهكذا يتم كل 3 الى 4 ايام نقل يرقات واخذ شرانق مليئة بالغذاء الملكي.

ويقوم عمال مهرة في غرفة التطعيم بنزع اليرقات الملكية من الكؤوس بملقط صغير أو بابرة التطعيم ويتم جمع الغذاء الملكي بملعقة صغيرة مصنوعة من الخشب او المعدن غير قابل للصدأ وقد تكون مصنعة من البلاستيك الطبي وفي المناحل الكبيرة يتم سحب الغذاء الملكي عن طريق جهاز الشفط الكهربائي ويجمع في عبوات زجاجية ذات سعات مختلفة من 100 الى 500 غرام لونها غامق كي لايتأثر المنتج بالضوء ويتم حفظه بالبراد.

وختم حاطوم ان الغذاء الملكي منشط حيوي عام يعمل على تحسين الاستقلابات داخل الجسم ويقي من الامراض السارية ويزيد من قوة الجسم وتحمل الاجهاد ويزيد الشهية عند الصغار والكبار ويحسن وظيفة الغدة الدرقية والكظرية ويزيد من وزن نحيلي الاجسام ويفيد في حالات امراض القلب ويتم تناوله مباشرة تحت اللسان بكميات نصف غرام صباحاً على الريق ويمكن تكرارها قبل النوم او يتم مزج 10 غرامات غذاء ملكي مع كيلو غرام عسل ويوءخذ منه ملعقة كبيرة من 2-3 مرات باليوم للكبار وملعقة صغيرة للصغار.

المصدر سانا:shocked: