تعليق الأخطاء على الآخرين

وجيهة

تعليق الأخطاء على الآخرين





لا أظن أن الشجاعة تطلق فقط على من يقدم بقوه وجسارة ودون تردد في أي من أمور الحياة أو تنحصر هذه الصفة بمن نزعوا الجبن والخوف من قلوبهم،،

فالشجاعة لا تكون داخل هذا الإطار الضيق والمفهوم المحدود فأرى أن من أهم من يتصفون بهذه الصفة (المعترفين بأخطائهم) فهؤلاء هم الذين يستحقوا هذه الصفة بلا منازع فالاعتراف بالخطأ صفه يفتقدها الكثير منا في هذا الزمن حينما يخطئ الأب في تربية أبناءه



ويجلبون له الكثير من المصائب فأصابع الاتهام يوجهها مباشرة للأم ويعلق أخطاءه في رقبتها ويتناسى تقصيره في تربيتهم وحينما تخطئ التربية والتعليم وتفشل في رفع المستوى التعليمي لدى طلابنا فإنها ستتهم المدرسين وأولياء الأمور مباشرة بالتقصير .



ولو سألت أولياء الأمور عن أخطاءهم سيوجهون سهامهم صوب المدرسين وحضورهم الضعيف وتأثيرهم المحدود ولو سألت المدرسين لعلقوا حبل الاتهام في رقاب أولياء الأمور وتقصيرهم في تربية أبنائهم .
اذهب أيضا إلى مشاريعنا المتعطلة فلن تجد جهة تتحمل هذا التلاعب والتأخير وعدم
استفادة المواطنين منها فالمالية تتبرأ وتبين أن مسؤوليتها تنتهي بتخصيص المشاريع



والموافقة على ميزانياتها وأمانات المناطق وبلديات المدن توجه اللوم إلى المقاولين وتأخيرهم في تنفيذ هذه المشاريع أو عدم تنفيذها بالشكل الصحيح ولو أردت أن تتهم جهة معينه بمشاكل البطالة فمن المستحيل أن تجد جهة تتحمل المسؤليه وإنها أخطأت سابقا بعدة أمور ، هي كذا وكذا ...... إلخ
وأنها تعمل الآن على القضاء عليها فالكل يرى بأن وضعه سليم وغيره هو المخطئ ،،



فهذه الصفة يجب أن نلغيها من حياتنا ونبدأ فيها من أطفالنا اللذين وهم في هذه السن
يتصفون بهذه الصفة فمثلا لو لعبوا في البيت وعبثوا وكسر أحدهم شئ معين لوحه معلقه مثلآ وجاءت لتعرف من فعل هذه الفعلة فلن تجد من يقول أنا فكلن سيأشر بأصبعه على الآخر وغير هذه الامثلة الكثير والكثير.....



فلماذا نعلق أخطآنا على الآخرين ونبرئ أنفسنا من أي خطأ قد يطالنا فالخطأ لا يعتبر عار على من يقترفه لأنه لا يوجد بيننا من هو معصوم فيجب علينا الوقوف عند الخطأ والاعتراف به فهذه الصفة الشجاعة لا يملكها ألا القليل وهم من يخطون بخطى ثابتة إلى الإمام بكل تأكيد.



(تعليق الأخطاء على الآخرين) يشل تقدمنا كثيرا ويعيق تطورنا ويعيدنا إلى الوراء فإذا أردنا أن نتقدم فليعترف كلن منا بخطاه ويقف عنده ويبدأ بتصحيحه ولنجعل ثقافة الاعتراف بالخطأ ترسم لنا طريقا يوصلنا إلى النجاح.



...........................................