يا دمعة طال انتظارها!

وجيهةوجيهة مشرفة منتدى تربية الأطفال
تم تعديل 2011/12/10 في أسريات


يا دمعة طال انتظارها!
عدتُ متعبًا في تلك الليلة.. وكاد عقلي أن ينفجر من كثرة المُدخلات الحسابية والمُخرجات التجارية، وما إن فتحت باب الشقة حتى وجدتُها "ساجدة"..

سمعتُ نحيبها وهي تدعو ربها: "يا غافر الذنب، يا قابل التوب، اغفر لزوجي وعجّل أوبته، وأعده إليك أحسن مما كان في سالف الأيام".

فسقطت دمعةٌ كنتُ في اشتياق إليها منذ سنين.

جلسنا معًا… "زوجتي ودمعتي وأنا"

ذكّرتني- وعيني تدمع- بأيامنا مع الله: "صلاتنا.. صيامنا.. قيامنا..

ذكرنا بكاءنا من خشيته.. تناصُحَنا فيه.. فرارنا منه إليه"

فماذا حدث؟

زوجٌ ألهته تجارته عن ربه ودعوته.

وزوجةٌ ما يئست من تذكيره بربه.

ودمعةٌ طال انتظارها.

استحلفتني بربها ألا أغضب من نصيحة ليلتنا هذه، ثم قالت:

- تخيل أنك الآن بين يدي ربك.. أتظنه سيرضى عنك وأنت بهذه الحال؟!

- تخيل أنك أُصبت- عافاك الله- بمرضٍ ما، وقعدت عن تجارتك، فأي ربحٍ- بالله عليك- ينفعك عند ربك؟!

- تخيل أنك ملكتَ الدنيا كلها "ذهبُها وحريرها.. جاهها وسلطانها"، ثم عشت ما عشت؛ فإلى أين المنتهى؟!

أجابت: إلى طريق من اثنين:

إما إلى الجنة، وإما إلى..

ثم مدت يدها وقالت:

مُدَّ يدك وتعال نسير معًا إلى الجنة.

فكانت ليلة توبة.. ودمعة أوبة

أسأل الله أن يديمهما.