مخاطر صحية جديدة للجسم من التغيرات المناخية

nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
تم تعديل 2011/07/19 في الصحة العامة
الأخبار الجديدة حول تأثيرات ارتفاع حرارة الطقس أتتنا من بريطانيا ضمن نتائج واحدة من أكبر الدراسات الطبية في مجال حوادث الإصابات.

ومفادها أن ارتفاع «حرارة» الأجواء يعني ارتفاع «حرارة» عمليات دخول الأطفال للمستشفيات.ووفق ما تم نشره في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للنسخة الإلكترونية المتقدمة من العدد الجديد لمجلة «إيميرجنسي ميديسن جورنال» Emergency Medicine Journal المعنية بطب الطوارئ، توصل الباحثون البريطانيون إلى أن كل ارتفاع بمقدار 5 درجات مئوية في درجة حرارة الطقس، يقابله ارتفاع بمقدار 10% في معدل إدخال الأطفال للمستشفيات نتيجة الإصابة بنوعية خطرة من الحوادث!

وهذه العلاقة كانت مثيرة للدهشة لدى الكثيرين في الوسط الطبي، وخاصة في طب الأطفال. وأبدى البعض منهم استغرابه منها، لأنه كان يتوقع أن انخفاض درجة حرارة الجو، واحتمالات أن يصاحبها تلبد السماء بالغيوم، أو هطول الأمطار أو سقوط الثلوج، ربما هو الذي يكون ذا تأثيرات واضحة وأعلى على معدل حوادث إصابات الأطفال واحتمالات حاجتهم للدخول إلى المستشفيات تبعا لذلك وتلقي المعالجة الطبية فيها.

ولكن ما لاحظه الباحثون هو أنه لم يكن لنقص حرارة الجو نفس التأثير، بل له تأثير أقل بكثير. ذلك أنه لكل انخفاض في حرارة بمقدار 5 درجات مئوية، هناك ارتفاع بمقدار 3% فقط في حالات دخول الأطفال للمستشفيات لتلقي معالجة إصابات الحوادث. وسقوط الثلوج، كتغير مناخي، أدى إلى ارتفاع تلك الحالات بين الأطفال بمقدار 8% فقط!.

وشملت الدراسة رصد إصابات حوادث للأطفال وللبالغين، التي تمت معالجتها في 21 مركزا طبيا للعناية بالطوارئ والإصابات في مختلف مناطق المملكة المتحدة، وذلك في الفترة ما بين عامي 1996 و2006، ضمن نتائج برنامج «شبكة بيانات وأبحاث الإصابات» Trauma Audit and research Network (TARN).

وضمت الدراسة فقط تلك الحالات الخطرة من إصابات الحوادث في مختلف المراحل العمرية. وتحديدا تلك التي تطلبت معالجتها دخول المصاب إلى المستشفى لمدة تزيد على ثلاثة أيام، أو تم تحويلها إلى مراكز طبية أخرى متقدمة في قدراتها العلاجية، أو التي حصلت فيها وفاة للمصاب بفعل تلك الإصابات.

وفيما يتعلق بفئة الأطفال، من بين جميع المصابين، تبين للباحثين بالإضافة إلى ما تقدم، أن كل زيادة بمقدار ساعتين في عدد ساعات سطوع الشمس في السماء، أي عدم احتجابها بفعل الغيوم، تؤدي إلى ارتفاع بنسبة 6% في معدل إصابات حوادث الأطفال التي تتطلب الدخول للمستشفى للمعالجة.

كما لاحظ الباحثون أن تلك النوعية من إصابات حوادث الأطفال ترتفع بنسبة 50% في الفترة ما بين أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول)، مقارنة ببقية شهور السنة. وأنها أعلى في عطلات نهاية الأسبوع مقارنة ببقية أيام الأسبوع.

ووفق إصدارات «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية» CDC بالولايات المتحدة، تشير إحصائيات «المركز القومي للإحصائيات الصحية» NCHS، إلى أن حوادث الإصابات غير المقصودة» Unintentional injury هي السبب الأول للوفيات بين الأشخاص ما فوق عمر سنة واحدة إلى عمر 44 سنة.

وأن الأسباب الثلاثة الأولى لحوادث الإصابات غير المميتة، التي تمت معالجتها في أقسام الطوارئ في المستشفيات، هي أولا حوادث السقوط غير المقصود، وثانيا حوادث الارتطام بالأشياء، وثالثا حوادث الجروح والعضات وقرص الحشرات.

ولأسباب لا تزال تحتاج إلى مزيد من البحث، تنبه هذه الدراسة البريطانية إلى علاقة لم تكن واضحة في السابق بين ارتفاع حرارة الجو ومعدل إصابات الحوادث الخطرة. كما تؤكد على العلاقة المتوقعة لانخفاض حرارة الأجواء وسقوط الثلوج بنفس الأمر.

ولذا فإن نتائج هذه الدراسة مهمة في المناطق ذات الأجواء الحارة في غالبية السنة، أو خلال فترات تغير فصول السنة وتغير درجات الحرارة.

كما أنها تطرح بمزيد من الجدية، ضرورة توسيع نطاق البحوث والدراسات في مجال معرفة التأثيرات الصحية لتغير الظروف المناخية، وهي مشكلة تلحظها الأوساط الطبية بمزيد من الاهتمام، خاصة مع ظهور بعض الملاحظات للمتخصصين في مجال الطقس والمناخ حول توقعهم أن عام 2011 سيكون الأعلى في تغيرات ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، مقارنة بالأعوام السابقة.

التعليقات

  • dr.Hazemdr.Hazem مدير عام
    تم تعديل 2011/07/19
    شكرا حكيم ع الإفادة ...
  • nehadnehad مشرف منتدى التغذية و الطب البديل
    تم تعديل 2011/07/19
    شكرا لمروركم