القرآن شفاء وهدى ورحمة

ثليجة البيضاءثليجة البيضاء عضو نشيط
تم تعديل 2011/06/05 في إسلاميات
أنزل الله الكتاب تفصيلاً لكل شيء وهدى ورحمة لخلقه ليرفع عنهم ظلمة الجهل وليعرفوا ربهم بأسمائه وصفاته ثم يقوموا بعبادته وحده لا شريك له وتحصل منهم خشية الله التي هي ثمرة العلم قال تعالى: “ِإنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ” [فاطر: 28]، فمن عرف ربه لم يرض إن يتخذ معبوداً سواه فأنزل الله القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم رحمة منه وفضلاً، قال تعالى: “هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ”(9) [-الحديد]،وأنزل القرآن في شهر رمضان قال تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ" [البقرة: 185]،

وأنزل في ليلة من ليالي شهر رمضان هي ليلة القدر قال تعالى:" إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1)" [القدر]، وهي الليلة المباركة قال تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)"[الدخان]، وأنزل القرآن نذيراً لجميع العالمين قال تعالى: "تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا (1)" [الفرقان]، وسمي القرآن فرقان لأنه الفارق بين الحق والباطل وهو حجة الله على خلقه فويل لمن بلغه فلم يؤمن به وهنيئاً لمن صدقه وعمل به.




القرآن فيه الشفاء

يحتار الخلق عندما يحاولون معرفة الغاية من الوجود ويطرح العقل البشري أسئلة لا يمكن الإجابة عنها إلا عن طريق الوحي فنزل القرآن ليعلم الخلق بالغاية التي خلقوا لأجلها قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)” [الذاريات]، وبين القرآن للخلق من هو خالقهم قال تعالى: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)” [العلق]،

فكان نزول القرآن هداية للحيارى وشفاء لما في الصدور قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)” [يونس]، ويجوز الاستطباب به من الأمراض فيقرأ به على المريض فيشفى بإذن الله كما حصل في عهد النبي صلى الله عليه عندما قرأ الصحابي بالفاتحة على رجل لدغ فقام الرجل كأنما نشط من عقال وأقر النبي صلى الله عليه فعل الصحابي ولم ينكر عليه ما أخذه مقابل ذلك.. الحديث في البخاري.


فدل ذلك على التداوي بقراءة القرآن على المريض ولكن يحذر من التوسع في ذلك بحيث تصبح تجارة يستغل فيها الناس ويقرأ من ليس أهل ولا يبدو عليه مظهر الصلاح.




تلاوة القرآن

تلاوة كتاب الله من القربات قال تعالى: “وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)” [المزمل]، وفي قراءة كل حرف عشر حسنات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف وميم حرف" [رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح]. ومن تعلم التلاوة فله أجران أجر التعلم وأجر التلاوة، فإن أصبح متقناً لها فهو مع الملائكة الكرام.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران" [متفق عليه].

والخيرية في تعلم القرآن وتعليمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" [رواه البخاري]. وحث النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن بقوله "اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" [رواه مسلم].

والقرآن مصدر عزة لأصحابه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين" [رواه مسلم].





حفظ القرآن


من الأهداف السامية التي ينبغي أن يحرص عليها كل مسلم حفظ كتاب الله ومما تميزت به هذه الأمة كثرت الحفاظ للقرآن وذلك الحفظ سيكون سبباً لعلو المنزلة في الجنة، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها" [رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح].




عوامل تساعد على الحفظ

1- إخلاص النية لله.

2- تعظيم كتاب الله فهو كلام الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم واستحضار فضل تلاوته وحفظه.

3- القراءة على من يحسن القراءة فالقرآن سماعي.

4- المشاركة في حلق تحفيظ القرآن أو اتخاذ قرين يمكن التسميع عليه وسيكون في ذلك حافز للاستمرار وعدم الفتور وفي العمل الجماعي المنظم تحدي وإلزام للنفس بالانتاج.

5- اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب البعيد عن الشواغل.

6- تكون البداية بحفظ أسطر قليلة ثم تكون الزيادة بعد ذلك بحسب النشاط والنجاح.

7- الاهتمام بالمراجعة لما تم حفظه وهناك كتب ترشد إلى أفضل الوسائل لحفظ كتاب الله يمكن الرجوع إليها ولكل شخص أن يختار الطريقة الأنسب له والله الموفق.



هجر القرآن

لا يجوز هجر كتاب الله قال تعالى: “وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا (30)” [الفرقان]، وقد ذكر العلماء أن هجر القرآن له عدة صور:

1- هجر تلاوته: فمن الناس من لا يفتح المصحف إلا في رمضان أو في النزر اليسير من أيام السنة وهذا خطأ فالمسلم ينبغي أن يتعاهد تلاوة كتاب الله في أزمنة متقاربة ليذكر ربه ويخشع قلبه ويتفقه في دينه وتزداد حسناته.

2- -هجر تدبره: قال تعالى: “أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (24)” [محمد]، فالقراءة المتأنية لكتاب الله مدعاة إلى الاستفادة منه وحصول السكينة والخشوع عند تلاوته، أما من يسرع في التلاوة ويهذي كهذي الشعر دون تدبر لمعانيه فهو بعيد عن آداب التلاوة التي منها تدبر معاني القرآن الكريم والاستفادة من أحكامه ومواعظه وقصصه.

3- هجر حفظه: وهذا حال من لا يجتهد لكي يحفظ شيئاً من القرآن ويمكن أن يصل به الحال إلى أنه لا يحفظ قصار السور.

4- هجر العمل به: انزل الله القرآن ليكون منهاجاً لحياة الخلق ويجب العمل بما فيه ومن ذلك الأمر بالصلاة وإيتاء الزكاة قال تعالى: “وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا” [المزمل: 20]، فمن لا يصلي لم يعمل بالقرآن ومن لا يؤدي زكاة ماله فقد هجر العمل بالقرآن ومن العمل بالقرآن إقامة فريضة الجهاد ويجب الحذر مما نهى الله عنه في كتابه كأكل الربا والغيبة والفواحش والظلم ويجب العمل بكتاب الله وتحكيمه،

قال تعالى: “وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)” [المائدة]،
وقال تعالى: “وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)” [المائدة]،

ومن عمل بكتاب الله كان له شفيعاً يوم القيامة. عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
"يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما" [رواه مسلم].



اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا واجعله شفيعاً لنا يوم القيامة.

منقول للافادة