الكحول الإتيلي Alcohol

( Ethanol )

(1)

 

الخصائص الفيزيائية للكحول الاتيلي

استخداماته

الحرائك الدوائية للكحول الاتيلي

تأثيرات الكحول على جسم الإنسان وتتضمن تأثيره على:

1)      الجملة العصبية المركزية

2)      الجهاز القلبي الوعائي

3)      درجة حرارة الجسم

4)      جهاز الهضم

5)      الاستقلاب العام

6)      الجهاز البولي والتناسلي

7)      الحمل والجنين

8)      تأثير الكحول المضاد للعفونة

 

يدعى الكحول الاتيلي بروح الخمر ويتم اصطناعه بتقطير المحاليل السكرية المتخمرة بواسطة خمير الجعة .

الخصائص الفيزيائية للكحول الإتيلي :

·          سائل لا لون له قابل للتطاير · كثافته النوعية 0.816

·          يغلي بالدرجة 80 مْ · يشتعل بلهب أزرق

استخداماته :

يستخدم كمادة مذيبة في الصناعة الدوائية لتحضير الخلاصات الكحولية والصبغات الكحولية

يستخدم كمادة مطهرة موضعية .

يدخل في بناء المشروبات الكحولية بالنسب التالية :

البيرة 2-4%

العرق العادي 12-20%

النبيذ والمشروبات الكحولية المركزة مثل الويسكي – رام – شامبانيا – فوتكا بنسبة 35-50%

يعتبر الإدمان على المشروبات الكحولية من أخطر مشكلات الكحول .

وتبين الدراسات أن للكحول تأثيراً مثبطاً للـ C.N.S لذلك تعمد بعض الدول إلى تحديد كمية الكحول المسموح بتواجدها في هواء الزفير لدى سائقي السيارات ، حيث تقدر وفيات حوادث السيارات الناتجة عن تناول المشروبات الكحولية بنسبة 60% .

وفيما يلي بعض النسب المسموح بها في عدد من الدول :

·          إنكلترا 80 ملغ/100 مل بلازما

·          الدول الاسكندنافية ( السويد – النروج – فنلندا ) : 50 ملغ/100 مل بلازما

·          إيرلندا 120 ملغ/100 مل بلازما

·          الولايات المتحدة الأمريكية 100 ملغ/100 مل بلازما

·          الدول الشرقية لا تسمح بأي نسبة

الحرائك الدوائية :

الامتصاص :

يمتص الكحول بسرعة عن طريق الأنبوب الهضمي ويعتمد ذلك على عدة عوامل منها حالة المعدة فإذا كانت فارغة فإن هذا يؤدي إلى امتصاص الكحول بسرعة أكبر ، ويقدر أن ما يمتص في المعدة من الكحول يبلغ 20% في حين يمتص الباقي من الأمعاء .

التوزع والانتشار :

بعد الامتصاص يتوزع الكحول وينتشر في جميع أنسجة وأخلاط الجسم ، ويبلغ حجم التوزع الدوائي له ½ - 1 لتر لكل 1 كغ من الوزن .

وفي حال تجاوز نسبة الكحول 70% من وزن الجسم فإن هذا يسبب تراكمه وبطأ انطراحه وظهور تأثيراته الجانبية .

الاستقلاب :

يتبع الكحول نظام الاستقلاب الحركي من الدرجة 0 وبالتالي هناك كمية محددة من الكحول تستقلب في زمن معين ( حوالي 120 ملغ/كغ في الساعة الواحدة أو ما يعادل 8.4 غ/ساعة عند الشخص الذي يزن 70 كغ أو ما يعادل 8 مل محلول مركز في الساعة الواحدة ) .

لذلك يميل الكحول للتراكم مع الاستمرار في تناول المشروبات الكحولية ؛ ويستقلب الكحول خارج الميكروزومات الكبدية بطريقة الأكسدة بواسطة الكحول ديهيدروجيناز فنحصل على أست ألدهيد ثم وبواسطة ألدهيد ديهيدروجيناز ينتج حمض الخل ، جزء من حمض الخل الناتج يشكل جذر الأستيل الفعال CH3COA والجزء المتبقي تتم أكسدته بالانزيمات المؤكسدة بوجود O2 وعوامل مؤكسدة منها DPN وبالنتيجة يتشكل جزيئان من CO2 وجزيئان من الماء وتنطلق كمية من الطاقة الحرورية ، حيث أن أكسدة كل 1 غ كحول ينطلق منه 7 كيلو كالوري ؛لكن لا يستفاد من هذه الطاقة بشكل إيجابي بالنسبة للإنسان لأنه يرافقها تثبيط C.N.S .

الانطراح :

ينطرح الكحول في البول بنسبة 5% ، وهي نسبة ضئيلة ، أما النسبة الأكبر منه فتنطرح مع هواء الزفير لذلك يمكن اعتبار أن تركيز الكحول في هواء الزفير يعادل تركيزه في الدم ، ولهذا السبب تستخدم بعض الدول تركيز الكحول في هواء الزفير كمشعر لتقدير تركيز الكحول في الدم كما رأينا.

 

تأثيرات الكحول على جسم الإنسان :

أولاً – تأثير الكحول على الجملة العصبية المركزية:

يثبط الكحول C.N.S بالآليتين التاليتين :

تثبيط نشاط الجهاز الشبكي الصاعد والتشكلات الشبكية .

تثبيط انتقال السيالة العصبية المحيطية حيث يثبت الغلاف ويعيق التبادل الشاردي على طرفيه .

يمر الشخص الكحولي لدى تناوله المشروبات الكحولية بالمراحل التالية :

مرحلة النشوة Euphoria : يكون فيها تركيز الكحول 25-50 ملغ/100 مل دم ، ويؤمن هذا التركيز عن طريق تناول 500-1000 مل بيرة أو 25-50 مل ويسكي ،وتتصف هذه المرحلة بشعور الشخص الكحولي بالارتياح والرضا النفسي ويبدأ بالتخلي عن التقيد بالآداب الاجتماعية ويصبح عنده استعداد لكثرة الكلام ( ثرثرة ) والمبالغة في الادعاءات بإمكانياته وقدراته ،إضافة إلى اشتداد المنعكسات الشوكية… … …

كما أنه يكثر في هذه المرحلة من الضحك أو البكاء .

مرحلة الاضطراب الحركي : ويكون فيها تركيز الكحول 100 ملغ/100 مل دم ،ويؤمن هذا التركيز عن طريق تناول 2 لتر من البيرة أو 100 مل ويسكي ، وعندها يصبح الكلام غير مفهوم والنطق غير واضح ( تلعثم ) ويضطرب لديه التحكم بالحركات الإرادية وتظهر الرأرأة الأفقية أو الشاقولية في العينين . ويرافق ذلك تغيرات في النشاط الكهربائي للدماغ ، وعندما يصل التركيز إلى 150 ملغ/100 مل ، وهذا ينجم عن تناول 3 لتر من البيرة أو 150 مل ويسكي ؛ عندها تصاب المراكز العصبية العليا بالخمول ويفقد الإنسان السيطرة على الإرادة وتصبح حركاته لا إرادية ومضطربة وغير متزنة .

مرحلة الثمل الكحولي : ويتم الوصول إليها عندما يبلغ تركيز الكحول 200 ملغ/100 مل دم ،وعندها يصاب الشخص بحالة السكر أو الثمل الكحولي Drunk Manويبقى محافظاً على وعيه ويستطيع الحركة .

مرحلة الخبل الكحولي Stupor : ويتم الوصول إليها عندما يصل تركيز الكحول إلى 300 ملغ/100 مل دم وذلك بتناول 6 لتر من البيرة أو 300 مل ويسكي ، وتتميز بفقدان الوعي.

مرحلة السبات : مع تناول المزيد من الكحول يصل التركيز إلى 400 ملغ/100 مل دم ،ويدخل الشخص في حالة السبات وهي المرحلة التي تتناسب مع التخدير العام ؛ وهذا ما كان يلجأ إليه الجراحون عند إجراء العمليات الجراحية قبل اكتشاف المخدرات العامة .

الموت : عند وصول تركيز الكحول إلى 500-600 ملغ/100 مل دم ، يحدث تثبيط تام للمراكز العصبية العليا في البصلة السيسائية مما يؤدي إلى حدوث الوفاة .

ثانياً – تأثير الكحول على الجهاز القلبي الوعائي :

في البدء وبالجرعات الصغيرة ينبه الكحول عضلة القلب فيتسرع القلب ويزداد حجم الحصيل القلبي ،ويعلل ذلك نتيجة حدوث فعل انعكاسي ناجم عن توسع الأوعية بشكل عام ومنها الأوعية الإكليلية وكذلك المحيطية في الوجه والأطراف؛ حيث يصبح الوجه محمراً محتقناً بسبب ازدياد التروية الدموية مع ارتفاع درجة الحرارة المحيطية ويترافق ذلك بالتعرق .

ولكن تبين أن التوسع الوعائي الحادث بتأثير الكحول لا يحول دون حدوث نوبة الذبحة الصدرية Angina Pectoris ويعتقد أن تثبيط الألم الناجم عند المرضى الكحوليين والمصابين الذبحة الصدرية ناجم عن التثبيط المركزي أكثر من التأثير الموسع الوعائي ؛ لذلك لا يوصى بوصف الكحول لتوسيع الأوعية الإكليلية والوقاية من حدوث الذبحة.

ثالثاً – تأثير الكحول على درجة الحرارة:

يخفض الكحول درجة الحرارة الداخلية المركزية بآليتين :

الأولى هي ضياع الحرارة عبر الأوعية المحيطية وانتشارها بطريقة الإشعاع .

والثانية هي تثبيط المركز المنظم للحرارة والموجود في منطقة الوطاء

ومحصلة ذلك هو هبوط درجة الحرارة ولهذا الأمر أهمية في حالة التعرض للطقس البارد والصقيع والثلوج ، حيث يتعرض بعض المدمنين للصدمة القلبية الوعائية نتيجة الانخفاض الشديد في درجة الحرارة ؛ كما يكثر حدوث الشلول بسبب انضغاط الأعصاب والبقاء في الحدائق العامة وتدعى شلول ليلة السبت .

رابعاً – تأثير الكحول على جهاز الهضم :

بالجرعات الصغيرة : ينبه الكحول بالجرعات الصغيرة الغشاء المخاطي للمعدة ويزيد من إفراز HCl والعصارة الهاضمة في الكبد والبنرياس ؛ كما أن له تأثيراً مخرشاً لغشاء المعدة المخاطي ؛فهو بالتالي يؤهب لحدوث القرحة الهضمية Peptic Ulcer ( قرحة المعدة والاثني عشر ) .

كما يؤخر الكحول مرور الكيموس نحو القطعة الأولى من العفج بسبب تشنج معصرة البواب .

ملاحظة : قرحة المعدة غالباً تصيب الانحناء الصغير .

بالجرعات الكبيرة : يخثر المواد البروتينية مما يؤدي إلى اضطراب في هضم البروتينات . يسبب أيضاً حدوث التهاب كبد حاد والتهاب معدة حاد ،كما ويسبب التهاب غشاء المعدة المخاطي المزمن الضموري وينقص إفراز HCl من الخلايا الجدارية ، وكذلك ينقص إفراز العامل الداخلي لكاستل وبالتالي يؤهب لحدوث فقر الدم بنقص الفيتامين B12 ، كما يسبب فقر دم بنقص الحديد لأنه يقلل امتصاص الحديد ، كما يؤهب لحدوث البلاغرا لأنه ينقص امتصاص النيكوتين أميد . ويضاف إلى ذلك التأهب للإصابة بالتهاب البنكرياس النزفي الحاد Acute Hemorrhagial Pancreatitis ونكشف عن ذلك بمعايرة الأميلاز الذي يجب أن يكون تركيزه 300 وحدة في كل 100 مل بلازما كحد أقصى .

كما يسبب فقدان شهية وإقياءات صباحية بعد فترة قصيرة من تناول الطعام أو في صباح اليوم التالي .

كما يسبب إمساكاً نتيجة وهن حركة الأمعاء وفي حالات أخرى يسبب بعض الإسهالات .

تأثير الكحول على الكبد : يؤهب للإصابة بتشمع الكبد وهو أخطر مظاهر الانسمام الكحولي ويسبب تليف الكبد ، كما يثير

متلازمة زايفي Zeive Syndrome في الكبد والتي تتظاهر بما يلي :

·          تشمع كبد ( تنخر خلايا الكبدية )

·          يرقان انحلالي

·          ارتفاع شحوم الدم

كما يسبب الكحول فرطاً في توتر وريد الباب Portal Hyper Pressure ، وهذا يترافق مع حالات تشمع الكبد ؛ لذلك يطلب قياس التوتر داخل وريد الباب بواسطة الإيكوغرافي عند الشك بحدوث تشمع في الكبد

خامساً – تأثير الكحول على الاستقلاب العام :

1.       تأثير الكحول على سكر الدم :

تبدي الجرعات الكبيرة الحادة من الكحول تأثيراً رافعاً لسكر الدم نتيجة تنبيه الجهاز الودي في البدء الذي يحرر الأدرينالين الذي ينبه أدنيل سيكلاز والذي بدوره يحول ATP إلى cAMPوالأخير في مستوى الكبد ينشط أنزيم فوسفوريلاز الذي ينشط عملية انحلال الغليكوجين في الكبد ليتشكل عنه غلوكوز –1- فوسفات .

أما في حالة الإدمان الكحولي ( الانسمام الكحولي المزمن ) فإن الكحول يسبب نقصاً في سكر الدم نتيجة تثبيط عملية استحداث الغلوكوز .

2.       على شحوم الدم :

يسبب الكحول ارتفاعاً في شحوم الدم بسبب الاضطراب الذي يحدثه في استقلاب الحموض الدسمة حيث يحدث زيادة في مركبات الليبوبروتين المختلفة في الدم .

3.       على البروتينات :

يسبب الكحول نقصاً في مستوى البروتينات في الدم ( حيث ينقص امتصاصها من الأمعاء كما ينقص اصطناعها في الكبد ) وفي حالات البورفيريا ينشط الكحول أنزيم دلتا أمينو ليفولينيك أسيد سنثاز فيزداد تشكل دلتا أمينوليفولينيك أسيد مما يؤدي إلى ارتفاع أصبغة البورفرين ، مما يؤهب لحدوث النوبات الحادة المتقطعة من البورفيريا ، والعلاج يكون بإيقاف السبب وإعطاء أدوية المعالجة العرضية .

ولا يوجد دواء مثبط نوعي لـd -أمينوليفولينيك أسيد سنثاز كما مر لدى دراسة مركبات البورفرين

4.       تأثير الكحول على الشوارد :

يؤدي الكحول إلى فرط إفراز الألدوستيرون مما يسبب انحباس الصوديوم وانطراح البوتاسيوم وبالتالي نقص مستوى البوتاسيوم في الدم

يسبب الوذمات وخاصة الحبن Ascites والأخير حالة خطيرة ترافق تشمع الكبد وهي عبارة عن تراكم السوائل الوذمية في جوف البريتوان

سادساً – تأثيرات الكحول على الجهاز البولي:

للكحول تأثير مدر للبول لأنه يثبط تحرر الهرمون المضاد للإدرار ADH من النخامى الخلفية ؛إضافة إلى زيادة كمية السوائل المتناولة مثل البيرة والقهوة والشاي .

سابعاً – تأثيرات الكحول على الجهاز التناسلي :

يؤدي الكحول إلى ضعف النشاط الجنسي كما يؤدي إلى العقم عند الذكور وضمور الخصية إضافة إلى ضخامة الأثداء .

حيث ينقص مستوى التستوستيرون مما يؤدي تدريجياً إلى حدوث العقم ؛وذلك بآلية تنشيط الأنزيمات المستقلبة للتستوستيرون وتثبيط الانزيمات المصنعة له .

 

ثامناً – تأثير الكحول على الحمل والجنين :

يتمكن الكحول من اجتياز الحاجز المشيمي ويؤثر على الجنين أثناء الحمل ،كما يعتبر من العوامل المجهضة حيث أن معدل حدوث الإجهاض عند مدمنات الكحول يزيد بنسبة 3 أضعاف نسبته عند غير الكحوليات .

وإذا لم يحدث الإجهاض وولد الطفل فإنه يدعى بالطفل الكحولي لأنه أثناء الحمل يصل الكحول إليه بتراكيز معينة وبأوقات محددة وعندما ينفصل عن أمه تظهر عليه أعراض متلازمة الحرمان الكحولي أو متلازمة الانسحاب الكحولي والتي تتظاهر بما يلي :

·          رجفان واختلاج عضلي

·          هياج وتوتر

·          زرقة .ويسمى الطفل بالطفل الكحولي

يؤدي الكحول أيضاً إلى تشوهات خلقية للجنين تتمثل بصغر حجم الجمجمة والدماغ وتناقص سطح الجمجمة وتغير في الأبعاد بين الأنف والجبهة وبين الأنف والذقن .

كما يتميز الأطفال الكحوليون بتأخر التطور الروحي الحركي كما يتعرضون للإصابة بالأورام وأخطرها :

·          الأورام الدبقية Neuroglioma

·          أورام أرومات الخلايا العصبية Neuroblastoma .

تاسعاً –التأثير المضاد للعفونة :

يخثر الكحول المطلق بروتينات الغلاف الخلوي فتتشكل طبقة عازلة لا يستطيع الكحول النفوذ عبرها والوصول إلى داخل الخلية الجرثومية وبالتالي يتمكن من تخريب بنائها الخلوي ؛ لذلك لا يمكن استخدامه كمحلول مطهر .

بينما يستفاد من الكحول بدرجة 60-70% ( الكحول الطبي ) في التطهير الموضعي ( لمنطقة من الجلد مكان الحقن مثلاً ) وهو من المطهرات متوسطة الشدة يجتاز الغلاف الخلوي للجراثيم ويخرب البناء الخلوي لها .

حيث نميز بالنسبة لشدة التطهير مطهرات شديدة ومتوسطة وضعيفة شدة التظهير ، ويعتبر الكحول متوسط الشدة لأنه لا يستطيع إبادة الأبواغ ولا الفطور ولا الحمات ( الفيروسات ) ولا الركتسيات ؛ ولهذا السبب يستعاض عنه بمطهرات أقوى مثل محاليل اليود وأخرى حديثة مثل كلور هيكسيدين – سيتريميد – غلوتاثارات – هكساكلوروفن والتي تعتبر مطهرات شبه مثالية تستخدم في العمليات الجراحية .