الشرابات

 


تعريف الشراب


شكل صيدلاني سائل, شفاف (لأن أي تعكر في هذا المستحضر الصيدلاني يعني أنه إما أحد أنواع المعلقات أو أنه فيزيائياً مرفوض) ،لزج ، و يحتوي على نسبة كبيرة من السكر ، و هذه النسبة يمكن أن تتراوح ما بين الثلثين إلى النصف. عندما يدخل السكر في هذا الشكل الصيدلاني يدخل تحت اسم الشراب البسيط و إن إضافة السكر إلى هذا الشكل الصيدلاني السائل و الشفاف و اللزج نستفيد منها من عدة نواح:

1.
إعطاء الطعم الحلو و إخفاء الطعم المر لبعض المواد الدوائية ذات الطعم القذر جداً و خاصة antibiotic .
2.
مادة رافعة للزوجة. 3
.
يبدي صفة حافظة للشكل الصيدلاني و ذلك منعاً لتلوث هذا المستحضر من #الناحية الجرثومية و الفطرية أي ضد النمو الجرثومي و ضد التعفنات . التحضير
: preparation



تحضير السكر:


يجب أن نأخذ ثلاث نقاط أساسية بعين الاعتبار :
أ-1 :عندما نتعامل مع ما يسمى شراب بسيط يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن السكر المستعمل هو السكروز. يمكن كصفة صيدلانية أن يدخل في تركيبه محليات أخرى (طبيعية أو اصطناعية ) لكن طالما أن هناك سكر محتوى في الشكل الصيدلاني فهو (شراب) بشرط أن يكون لزجاً و شفافاً تمييزاً عن المستحضرات الأخرى، أما إذا أدخلنا المحليات الأخرى دون إدخال الشراب البسيط عندها ينتفي عن الشكل الصيدلاني اسم (شراب). يمكن للمحليات الأخرى المستخدمة في الشرابات أن تكون :

1.
محليات طبيعية: مثل الغلوكوز ( المعروف في الأسواق باسم القطر الصناعي).
2.
محليات اصطناعية : مثل مركبات البولي أول polyol(متعدد الأغوال) كالغليسرين الذي يمكن أن يضاف للشرابات لعدة أسباب منها كونه محل، لكن المركبات الأكثر استخداماً في هذا المجال : السوربيتول sorbitol و المانيتول( و ليس المنتول الذي هو عطر النعنع ) ،يتمتع هذان المحليان بستة مجموعات OH و هما متماثلان تماماً لكن يختلفان في توضع الـOH على ذرة الكربن رقم 5 حيث أنه إذا كان: OH على اليمين سوربيتول OH على اليسار مانيتول هذا الاختلاف في التوضع الفراغي بينهما يترتب عليه عدة أمور:
1.
إن القدرة المحلية للسوربيتول أكبر من المانيتول (إذا أخذنا السكروز كمقياس فإن السوربيتول يملك قدرة محلية أكبر من السكروز بـ75 مرة ، اما المانيتول بـ60 مرة ).
2.
إن المانيتول كونه تتوضع فيه الـOH على الجانب الأيسر للفحم 5 يعطي رطوبة في الفم عندما نتعامل معه ، و هذه الصفة تكاد تكون مفقودة عندما نتعامل مع السوربيتول. 3.المانيتول أقل شراهة للماء من السوربيتول .
تؤخذ هذه الأمور بعين الاعتبار عند تحضير الأشكال الصيدلية ، مثلاً إذا كانت المادة الدوائية متخربة بالرطوبة و الرطوبة في الجو مرتفعة و نحتاج إلى استعمال سكر فإننا نفضل في هذه الحالة السكر الأقل شراهة للماء و هو المانيتول.
أ-2: إن الشراب يحتوي على السكروز بنسبة نصف إلى ثلثين من الوزن ( مع العلم أن بعض دساتير الأدوية تسمح أن يتواجد السكروز بنسبة 45% ) و لكن قد يكون هناك مواد تتخرب أو تتبلور أو تتكرمل بوجود السكروز بهذه النسبة العالية (بحدود70% ) فما هو الحل ؟ قد نفكر بخفض نسبة السكر لكن هذا يؤدي إلى خفض ثلاثة أشياء أساسية معه و هي:
1.
القدرة المحلية

2. اللزوجة

3.الحفظ


لذا يجب أن نفكر مباشرة عند خفض نسبة السكروز بإضافة معوضات لما سينجم عن خفض نسبة السكروز كإضافة مادة حافظة أخرى و مادة محلية و مادة رافعة للزوجة . إن المواد رافعة اللزوجة شيء و المواد رافعة القوام شيء آخر فما هي لزوجة السوائل؟؟؟ نتخيل أن السائل مؤلف من شرائح مسطحة رقيقة جداً و عندما يتحرك السائل تتحرك هذه الشرائح مما يؤدي إلى حدوث احتكاك بينها و هذا الاحتكاك هو عبارة عن اللزوجة أي عندما يكون الاحتكاك كبيراً تكون اللزوجة مرتفعة. موضوع اللزوجة يدخل بشكل أساسي في موضوع الشرابات و الذي سوف ينعكس على موضوع التوافرات الحيوية و علاقتها الكهربائية و علاقتها القطبية مع المادة الدوائية و مع أجهزة الجسم التي نتعامل معها . هذه اللزوجة عندما تعوض يجب أن تعوض بسوائل أو مواد تعمل على نفس المبدأ ،فمثلاً إذا استبدلنا الشراب البسيط بالغليسرين فهل نكون موفقين في ذلك؟! للإجابة على ذلك يجب أن نعرف مبدأ لزوجة كل من السكروز أو الشراب البسيط من جهة و الغليسرين من جهة أخرى و عن أي شيء ناتجة ، فإذا وضعنا الغليسرين مع الماء بنسبة1:1 تنعدم لزوجته بشكل مطلق ، و لذلك إذا استخدمنا الغليسرين كرافع للزوجة بدلاً من الشراب البسيط فإن صيغتنا الصيدلانية تكون فاشلة لأن المبدأين مختلفين من حيث التعامل مع اللزوجية, فالسكر البسيط و نتيجة لوجود مادة صلبة تحولت إلى مادة سائلة فرفعت التوتر الوجيهي للسائل فصار الشراب البسيط عالي اللزوجة أما كصفة فيزيائية فإن الغليسرين هو بحد ذاته مرتفع اللزوجة. لذا يجب أن نستعيض عن الشراب البسيط بمادة صلبة تضاف فتعمل على رفع اللزوجة. أ.3: إن تحلل السكروز إلى غلوكوز و فركتوز لا يعتبر تخرباً , و هذا التحلل هام في بعض الشرابات الحمضية.

ب.طريقة التحضير:


ب.1. تحضير الشراب البسيط :
في أي دستور نجد أن هناك طريقتين لتحضير الشراب البسيط:

1.
الطريقة الباردة:
180
غ سكر نحلها في 100غ ماء فنحصل على كثافة 1.32

2.
الطريقة الحارة:
-
في أوعية مفتوحة : 165 غ سكر نخلها في 100غ ماء
-
في أوعية مغلقة: 180 غ سكر نحلها في 100غ ماء (مثل الطريقة الباردة).
هذا حسب الدستور الأمريكي أما في الدستور البريطاني و الفرنسي:
-
الطريقة الباردة 180غ سكر تحل في 100غ ماء
-
الطريقة الحارة 160غ سكر تحل في 100غ ماء سواء في أوعية مفتوحة أو مغلقة .
إذا اتبعنا أي دستور صحيح لكن السؤال هو: لماذا عندما نستعمل الحرارة هناك انخفاض في كمية السكر المضافة عما إذا استعملنا البرودة علماً أن العكس يفترض أن يكون موجوداً ؟! إن الحرارة أحد العوامل المساعدة في عملية الذوبان أي أننا عندما نستعمل الحرارة فإننا نستعمل عاملاً قسرياً لإذابة المادة الدوائية ، إن حل 160غ من السكروز في 100غ من الماء عملية صعبة لذا نجد أنه في البرودة تستغرق حوالي 8 ساعات أما بالتسخين بحدود نصف ساعة إذاً هناك توفير كبير في الوقت لكن على حساب الإذابة القسرية, و عندما يبرد يعود للترسب مرة أخرى نتيجة لكون الكمية و سرعة الذوبان أعلى من السرعة الذوبانية الاعتيادية للسكر (سرعة الذوبان هي كمية المادة المذابة خلال واحدة الزمن) و عند التبريد ستعود لوضعها الطبيعي و يترسب السكروز في حال استعمال 180غ لذا و درءاً لهذه الحالة و من البداية نخفض نسبة السكر عند تحضير الشراب البسيط بالطريقة الحارة.

ب.2. إضافة العنصر الفعال (أو العناصر الفعالة) إلى الشراب البسيط : هذا إذا كانت المادة الدوائية منحلة في الماء, أما إذا كانت غير منحلة في الماء فنستخدم محلات أخرى لجعل المادة الدوائية متواجدة بشكل سائل في المستحضر الصيدلاني النهائي الذي هو عبارة عن الشرابات. مثال: مادة البارا سيتامول, نفتح الدستور لمعرفة خصائص هذه المادة فنجد أنها منحلة بسهولة بالكحول, منحلة جزئياً في البروبلين غليكول ، منحلة جزئياً في الغليسرين, غير منحلة في الماء.لذا يجب علينا استعمال محلات أخرى غير الماء لحل هذه المادة الدوائية قبل إضافتها إلى الشراب البسيط ، نجد أن هذه المادة منحلة بسهولة في الكحول لكن هن تبرز لدينا مشكلتان :
1.
كونه كحول (مادة سامة على مستوى الكبد و الدم و الأعصاب و مادة إدمانية ). 2
.
مادة طيارة مما يؤدي إلى ترسب المادة الدوائية بعد عدة استعمالات نظراً لتبخر الكحول . لذا يجب علينا أن نخفض كمية الكحول ما أمكن مع حبسه ضمن الوسط, و هذا يتم من خلال إضافة مادة أخرى تكون شرهة جداً للماء و شرهة جداً للكحول و أقل طيراناً من الكحول ، لذا نقوم بإضافة البروبيلين غليكول الذي يحل جزئياً الباراسيتامول مما يساهم في خفض كمية الكحول المستخدم ، كما أنه يقوم بعمل روابط جسرية بين الماء و الكحول مما مما يؤدي لعدم تطاير الكحول و بالتالي لا تترسب المادة الدوائية . قد يحتوي الشراب على عدة مواد دوائية و هذا يريح المريض من تناول عدة أشكال دوائية سوية ، لكن إذا حصل تسمم ما أو زيادة في جرعة إحدى المواد الدوائية الموجودة في الشراب عندها نضطر إلى تخفيض الجرعة لتخفيض سمية هذه المادة ، لكن هذا أيضاً يكون على حساب تخفيض جرعة المركبات الأخرى المطلوب استخدامها, و هذا أحد مساوئ إعطاء عدة مواد دوائية في الشرابات و غيرها من الأشكال الصيدلانية.

ب-3- أصبح لدينا الآن المادة الدوائية المنحلة في الكحول أو محلات أخرى(وسط كحولي) و لدينا أيضاً الشراب البسيط(وسط مائي)، و هنا تأتي المرحلة الثالثة و هي مزج الشراب البسيط مع محاليل المادة الدوائية: عند إضافة الكحول إلى الشراب البسيط ماذا يحدث؟ الكحول محب للماء و عند إضافته للشراب البسيط فإن الماء الموجود في الشراب البسيط يسحب الكحول مما يؤدي إلى ترسب المادة الدوائية ، لكن عند وجود البروبيلين غليكول الذي هو محب للماء و محب للكحول فإنه يقوم بمنع الارتباط بين الماء و الكحول بتشكيله روابط مع كل منهما.كما أن تقنية التحضير تساعد في منع حدوث هذا الترسب. و بشكل عام يفضل عند الخشية من حصول ترسبات أن تضاف الأطوار المائية إلى الأطوار الغولية ، أي نضيف الشراب البسيط إلى المادة الدوائية المنحلة في الكحول أو البروبيلين غليكول أو أي سائل أخر.

ب-4- إضافة مضادات التأكسد و المواد الحافظة : نضيف مضادات التأكسد لمنع تعرض المادة لعملية تأكسد نتيجة الرطوبة أو الحرارة …، و يمكن لمادة أن تستعمل كمادة حافظة و مضادة للتأكسد بنفس الوقت .يجب انتقاء هذه المواد (مضادات التأكسد و المواد الحافظة) بحيث تكون متناسبة مع كل شيء في المستحضر الصيدلاني, مثلاً مستحضر الباراسيتامول الـpH له حمضية أما مستحضر الثيوفلين فله pH قلوية ، فهل المادة المستخدمة كمضاد تأكسد في مستحضر الباراسيتامول هي نفسها في مستحضر الثيوفلين و ما الذي يحددها؟ يحددها الوسط و ألية عمل مضاد التأكسد . من المعروف أن التأكسد هو كسب الأوكسيجين ، و هو يؤدي لتشكيل الجذور الحرة التي تعتبر خطرة جداً حيث أن :
-
جذر حر+جذر حر يعطينا مادة غير فعالة
-
جذر حر +مادة دوائية يعطينا مادة غير فعالة
-
جذر حر +أوكسجين يعطيناجذرين حرين يتفاعلان مع جذرين حرين أو مع المادة الدوائية ،و تفاعلات الجذور الحرة هي تفاعلات أسية … إذاً نسعى لمنع الأوكسجين من الاتحاد مع المادة الدوائية و ذلك باتحاده مع المادة المضادة للتأكسد التي تلعب بذلك دور الدرع الواقي. و لكن ما هو مبدأ عملها؟ يستند مبدأ عمل مضادات التأكسد إلى القوة الكهربائية ، حيث أن كل مادة كيميائية أو دوائية لها قوة كهربائية تتخرب عندما تصل الطاقة الكهربائية لهذا المستوى ، و المادة المضادة للتأكسد لها قوة كهربائية أخفض من المادة الدوائية و بالتالي فإنها تتأثر (تتأكسد) بشكل أسرع (كمون أكسدة المادة المضادة للتأكسد يكون أقل من المادة الدوائية ) و هذا هو ببساطة مبدأ اختيار مضادات التأكسد الموجودة. ب-5- بعد ذلك نضيف المواد المعطرة و الملونة و المنكهة : و هذا يبقى حسب التجارب و تسلسلات الأمور بحيث يجب ألا يكون هناك أي تنافر لا فيزيائي و لا كيميائي بين المادة المعطرة أو الملونة أو المنكهة و بين المادة الدوائية الموجودة، و قبل إضافتها يجب أن نحدد الشكل الصيدلاني بشكل شفاف تماماً، أي أن المادة الدوائية مع المحلي و المواد المساعدة على حدى و مضادات التأكسد تكون شاهداً و نأخذ جزء آخر و نضع له المعطر و الملون و المنكه و نقارن بينهما بعد فترة من الزمن. في حال حدوث أي تعكر أو تخرب في القسم الثاني نستنتج أن المادة الملونة أو المعطرة أو المنكهة قد تداخلت مع المادة الدوائية و أدت إلى تخربها في درجة الـpH المعينة . أي يجب أن نأخذ بعين الاعتبار طبيعة و مواصفات ¯المواد المعطرة و الملونة و المنكهة المستخدمة
ب-6- أحياناً عند تحضير الشرابات تكون هناك بعض الألياف السللوزية أو القطنية ، لذا دوماً أي شراب محضر يترك فترة من الزمن (ساعة أو ساعتين....) ثم يمرر عبر مراشح سللوزية: ثم نبدأ بتعبئة الشراب و ذلك بعد أن تكون الصيغة الصيدلانية متكاملة و منتهية بشكل واضح
.

 
حفظ و فساد الشرابات :

عندما يحضر الشراب نفكر بما يسمى حفظ و إمكانية حصول فساد للشراب بحد ذاته، حيث نلاحظ أحياناً ترسب السكر –حتى قبل فتح العبوة- و هذا يلاحظ في الأشكال الصيدلانية المتواجدة في أسواقنا و ذلك إما نتيجة لزيادة كميته أو الفشل في وضع الصيغة الصيدلانية لهذا الشكل الصيدلاني. و من جهة أخرى عندما تخفض كمية السكر التي يجب أن تكون بحدود ثلثين يمكن أن يتعرض هذا الشراب لعملية تعفن سريع أو تخمر السكر مما يؤدي لتخرب هذا الشكل الصيدلاني و لذلك عندما تخفض كمية السكر إلى 30% أو 40% نفكر دوماً باستعمال مواد حافظة مسموح باستخدامها داخلياً ( المواد الحافظة تكون مخصصة للاستعمال إما في المستحضرات الخارجية أو الداخلية). عندما نتعامل مع الأشكال الصيدلانية و نحاول دراسة ثباتيتها و ذلك منعاً لفسادها يجب أن نأخذ بعين الاعتبار تخرب المواد الدوائية, و تنافرات المواد الدوائية فيما بينها –في حال وجود أكثر من مادة-, و تنافرات المواد الدوائية مع السائل و السواغات. هذه التنافرات يجب أن تدرس من خلال تنافرات فيزيائية و تنافرات كيميائية. ما معنى فيزيائية ؟ عندما يحضر الشراب يجب أن يكون لدينا كمية معينة و حجم محدد ضمن الزجاجة، و العلاقة بين الأوزان و الحجوم هي الكثافة، و لكل صيغة صيدلانية كثافة يجب أن تحدد بالإضافة إلى اللزوجة ،الحجم، الكميات… و لكي يكون السائل شفافاً يجب أن نحدد رواق هذا المستحضر الصيدلاني. عندما يحضر المستحضر الصيدلاني للمرة الأولى نضعه في الزجاجات و ندرس له التخرب (لا يمكن إنزاله إلى الأسواق دون دراسة التخرب له)، حيث نضعه خلال 3 سنوات على الرف في منطقة عاتمة و في منطقة مضاءة و ذلك بدرجة الحرارة العادية و في درجة حرارة مرتفعة . نقسم الفترة إلى 3 سنوات كما يلي:
-
في السنة الأولى: نعاير المادة كل 3 أشهر أي أربعة مرات. - في السنة الثانية: نعاير المادة كل 6 أشهر أي مرتان. - في السنة الثالثة: نعاير المادة في نهاية السنة. في نهاية المدة يجب أن تكون جميع المواصفات البدئية لم تتبدل و إذا ما تبدلت فيجب أن تكون ضمن الحدود الدستورية. مثلاً عند تحضير شراب الباراسيتامول، نعاير المادة الدوائية في اللحظة صفر فتكون 1.3%و الحدود الدستورية المسموحة في شراب الباراسيتامول هي ما بين 95% -؟؟؟؟% فإذا عايرنا الباراسيتامول بعد 3 سنوات و كانت 98% فنحن إذاً ما نزال ضمن الحدود الستورية و عندها يسمح لنا بإدراج وثيقة دراسة ثباتية الشكل الصيدلاني و نرسلها إلى وزارة الصحة و من ثم تتم الموافقة على #التعامل مع هذا المستحضر الصيدلاني في الأسواق
.

المواد الوقائية:

-
ما المقصود بالمواد الوقائية و لماذا نتعامل معها؟ يمكن لبعض المواد الدوائية التي نريد تحضيرها بشكل شراب أن تكون غير ثابتة فيpH قلوية و غير منحلة إلا في pH قلوية، عندها إذا أضفنا مادة حمضية تجعل الـ pH حمضي فلن تنحل المادة الدوائية... . إذا أخذنا مادتين نريد وضعهما معاً مثل مادة غليسرين غليكولات (مقشع) و مادة الثيوفلين (موسع قصبي)، فإذا كان الـpHحمضي فإن كلا المادتين ثابت لكن الثيوفلين يترسب. و إذا كان الـ pH قلوي ينحل الثيوفلين لكن يتخرب غليسرين غليكولات ، لذا نضيف محلول موقي لكن هذا الوقاء بحد ذاته غير كافي لأن الثيوفلين غير منحل في الـpH الحمضية .لذا نضيف محلات أخرى للتغلب على هذه المشكلة ، و يجب أن ننتبه إلى أنه بالإضافة إلى المحلات المساعدة هناك مواد صلبة مساعدة في عملية الذوبان ، حيث نضيف هذه المواد الصلبة إلى المادة الدوائية فتقوم بعمل معقد فيزيائي معها ، و هذا المعقد ككل منحل في الوسط السائل (الماء) و بذلك تصبح المادة الدوائية منحلة في الوسط المائي. و من هذه المركبات نذكر مركبات السيكلوديكسترات، و هي مواد بسيطة تضاف لبعض المركبات الدوائية و منها الباراسيتامول و بذلك يصبح منحلاً في الماء (و هذا هو شكل الباراسيتامول المستعمل في أوروبا).

 
المواد الحافظة :

تكلمنا أنه عندما نخفض كمية الشراب البسيط نفكر بإضافة مواد حافظة، و في الحقيقة حتى إذا لم نخفض كمية الشراب البسيط فإننا أيضاً نفكر بإضافة مواد حافظة لهذا المستحضر السائل، و هذه المواد يمكن أن تكون مضادات جرثومية أو مضادات فطور. المواد الحافظة التي يمكن استعمالها : - منها ما يستعمل بأي تركيز . - و منها ما هو محدد بتراكيز معينة لا يمكن تجاوزها . من المركبات التي يمكن أن تستعمل بأي تركيز :

1.
حمض الأسكوربيك (فيتامين C ) أو أملاحه (Na,K) . 2.حمض الإيزوأسكوربيك أو أملاحه (Na,K). 3.حمض السوربيك أو أملاحه(Na,K) و هذه الثلاثة هي مواد حافظة و مضادات تأكسد. 4التوكوفيرول ( الموجود في الخبازة و الفليفلة الخضراء و السبانخ و زيت السمك - و هذه غنية بفيتامينE ثمC - ).

من المواد التي يمكن أن تستعمل لكن بتراكيز معينة:
1.
الكحول الإيتيلي : يجب أن تتناسب كميته مع الـpH ، فعندما نستعمل شرابات لها pH قلوية تكون نسبة الكحول المستخدم كمادة حافظة (فقط كمادة حافظة و ليس كمحل) ما بين12-18%، أما إذا كان الوسط حمضي فتكون ما بين 8-10% و السبب هو أن الأوساط الحامضية بحد ذاتها هي أوساط غير مناسبة لنمو الجراثيم و الفطور ، أما عندما نستعمل أوساط قلوية فتكون نسبة الكحول أكبر لأن احتمال نمو الجراثيم و الفطور أكبر
. 2
حمض البنزوئيك و بنزوات الصوديوم و حمض بارا هيدروكسي بنزوئيك: يجب ألا تتجاوز 2% و هي هي فعالة في الوسط الحمضي الذي له pH بين3.5-5.5 كما تستخدم إستراتها كـ :الميتيل-إيتيل –بروبيل, (و يمكن أن تستعمل المشتقات الصودية لهذه الإسترات ). و أهم هذه الإسترات نذكر مادتين هما:
نيباجين : ميتيل باراهيدروكسي بنوئيك (متيل بارابين)
نيبازول : بروبيل بارا هيدروكسي بنزوئيك (بروبيل بارابين) و الحدود المسموح منهما 1.5-2% . و هما عبارة عن إسترات لحمض باراهيدروكسي بنزوئيك و هما فعالان في مجال الـpH من 3-9 . هاتان المادتان فعالتان ضد الفطور و الجراثيم ،و تستعملان عادة بشكل مزيج مشترك من المادة الأولى و الثانية لا شيء إنما لكون انحلاليتهما مختلفة : فالمادة الأولى (الميتيل باربين) أكثر انحلالية في الأوساط المائية أما البروبيل باربين فأكثر انحلالية في الأوساط الكحولية، كلاهما مشترك يعني إيقاف عملية النمو الجرثومي و قتل الجراثيم عن طريق تثبيط تشكيل الجدار الجرثومي. إذاً نستنتج أن أول مركبات نفكر بها عند تحضير الشرابات هما النيباجين و النيبازول ( إلا إذا كانت هناك ضرورة معينة لاستخدام بنزوات الصوديوم و حمض البنزوئيك ) و ذلك لأنهما ثابتان و فعالان في مجال واسع من درجات الـ PH (من 3-9) و هو المجال الذي تحضر فيه معظم المركبات الدوائية المستخدمة كشراب
.

 
المواد الملونة و المعطرة :

نرجع فيها إلى جداول التراكيب الوطنية ( في أمريكا PDR: Physicians' Desk Reference، في بريطانياBNF: British National Foundation , في فرنسا Vidal ), و هي تفرد صفحة خاصة بالمواد الملونة و المعطرة و تعطيها أسماء أو مختصرات : مثلاً الأوروبيون يستخدمون الرمز E ثم يليه رقم مثلE170 و بالعودة إلى نفس الكتاب نعرف إلى ماذا يشير الرقم ، مثلاًE170: E أي مادة ملونة ،170 أوكسيد الحديد. الأمريكون يستعملون الرمزFD$C (مثل رمز الدولار ) و يليه أيضاً رقم..... (غير مطلوب حفظ هذه الأمور). إن المواد المعطرة و المطعمة المستخدمة في الشرابات ذات منشأين مختلفين :

طبيعي : ( زيوت عطرية سائلة أو مجرى لها عملية ادمصاص على مواد صلبة) و منها المنتول (عطر النعنع) و التيمول (عطر الزعتر) .

اصطناعي : مثل أسيتات الإيتيل (عطر الموز ) ، المنتول الاصطناعي ، الإيتيل فانيلين. يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن الزيت بحد ذاته مادة كارهة للماء ، و عندما نستعمل هذه الزيوت في الشرابات-و التي هي عبارة عن سوائل مائية- يجب أن يكون انحلالها في الماء سريعاً و إلا حدث تعكر للشراب و تنتفي عنه الصفة. لذا يفضل طلب المعطرات الملونة بشكلها المائي حيث تكون منحلة في الماء بشكل جاهز و ما على المحضِّر إلا إضافتها للشراب و هذه هي المستعملة غالباً في الشرابات و خاصة 7up (التي تكون شفافة) أما شرابات البرتقال فنلاحظ كونها عكرة لأن المعطرات و المطعمات المستخدمة فيها عبارة عن زيوت بحاجة إلى حل قبل الاستخدام في الشرابات. من المواد الملونة نذكر (للاطلاع): •كاراميل E150 بني غامق
ليكوبين E160d أحمر
كلوروفيل E140 أخضر
كوركومينE100 أصفر
ترترازين E102 أصفر
أوذيغونينE132 أحمر

في النهاية تصبح صيغة تحضير الشرابات
1 -
مادة فعالة(أو مواد فعالة)
2.
شراب بسيط
3.
مواد حافظة و مضادات تأكسد
4.
مواد ملونة و مطعمة و معطرة
5
مواد مساعدة على الانحلال (إذا كانت المادة غير منحلة في الماء)
6.
مواد وقائية(لضبطpH المنتج النهائي
).

فحص الشرابات


نلجأ إلى فحوصات حسب متطلبات دساتير الأدوية، و تقسم إلى3 أقسام رئيسية:
أ‌-فحوص فيزيائية
ب‌-فحوص كيميائية
ت‌-الفحوص الجرثومية ( أي فساد أو عدم فساد هذا المستحضر الصيدلاني جرثومياً )

أ-الفحوص الفيزيائية:

إن أول فحص هو الشفافية لهذا المستحضر الصيدلاني :

نعلم أن من صفات الشرابات أن تكون شفافة، أي يجب مثلاً أن لا يحتوي الشراب على ألياف سللوزية أو قطنية. إن أي خلل في الشفافية يعني إيقاف كامل الطبخة الصيدلانية و حجزها .
قد يكون هناك شوائب غير مرئية لكنها مع ذلك متواجدة، في هذه الحالة يجب تمرير كل عبوة توضع فيها الشرابات عبر ما يسمى (الناقلية الكهربائية ). فالسائل ذاته ( الوسط المائي ) ناقل للتيار الكهربائي حيث يُدخل شعاع كهربائي عبر الشراب فإذا مر كان الوسط شفافاً لكن وجود أي شائبة أو خلل في الشفافية يؤدي لعدم مرور التيار الكهربائي و هذا يعني أن الطبخة مرفوضة و يجب تفريغها و إعادة تمريرها عبر مراشح سللوزية ذات أبعاد دقيقة جداً لا تسمح إلا بمرور السائل و دون أن تعطي شوائب منها نفسها للشراب المحضر.

موضوع الترسبات :

قد يكون هناك ترسبات في الزجاجة (العبوة) من الأسفل أو على العبوة في حد ذاتها و في حال وجود ذلك ترفض الطبخة حسب دساتير الأدوية المتعامل معها .
الترسبات أكثر ما تنتج عن المادة الدوائية أو عن السكر إما نتيجة زيادة كميته أو أن تكون كميته طبيعية و لكن هناك زيادة في كمية الكحول المضاف للشراب و يجب في حال ترسب السكر أن يعاد حله و يعاد ضبط الأوزان و الحجوم لكي يتم إطلاق الطبخة مرة أخرى إلى الأسواق.

فحص اللزوجة:

يهمنا فحص اللزوجة لأنه عندما يتناول المريض الشكل الصيدلاني (الشراب)سنضعة في ملعقة ذات حجم محدد (15مل) لذا يجب أن تكون اللزوجة محددة بحيث أن انسيابته هذا الشكل الصيدلاني متناسبة لتعطي 15 مل. فالـ 15مل التي نتعامل معها إذا كانت الزوجة مختلفة بين طبخة و أخرى فإن اختلاف اللزوجات قد يعني أن الـ15 مل التي نعبئها و التي نفترض أنها 15 مل لا تكون 15 مل إنما 20مل مثلاً و في طبخة ثانية إذا كانت اللزوجة مرتفعة جداً فإن الـ15مل التي افترضنا تعبئتها قد تكون 10مل في الواقع. إن هذا الاختلاف في اللزوجة يؤدي إلى اختلاف في الجرعة الدوائية. لذا يجب أن يحدد رقم ثابت و بدقة للزوجة كل مستحضر صيدلاني, مثلاً كلورفينيرامين ماليات كمضاد تحسس لزوجته 1.2 و إن أي قيمة أعلى أو أدنى مرفوضة.

الكثافة و الحجم :

نتعامل مع الكثافة عندما تحدد الجرعة الدوائية استناداً إلى الأوزان فالكثافة=الوزن/الحجم, الحجم ثابت لكن اختلاف الكثافة ناتج عن اختلاف الوزن .
عندما نعطي المريض جرعة دوائية فإنها لا تحدد استناداً إلى الحجم (ملعقة، نصف ملعقة) إنما نحدد أولاً استناداً إلى الوزن ثم نحدد الجرعة الحجمية بما يتناسب مع الوزن المطلوب و الذي يتدخل هنا هو معامل الكثافة الذي يربط بين الأوزان و الحجوم.
إذا كانت الكثافة مختلفة فإن كمية المادة الدوائية ضمن الجرعة المعطاة ستختلف و بالتالي سيختلف النظام العلاجي و يصبح غير صحيح.

الإحكام و إغلاق العبوات :

إن الشراب يحتوي على سكر و صموغ لذا فهو وسط ملائم لنمو الجراثيم فإذا لم تكن العبوة مغلقة بشكل صحيح فهذا يعني دخول الجراثيم و دخول الهواء الذي يحمل الأوكسجين و بالتالي سيحصل تخرب للمادة الدوائية نتيجة أكسدتها .

ما المقصود بإحكام الإغلاق ؟

يجب أن يكون الإحكام بشكل منطقي بحيث نمسك الزجاجة ( و ليس غطاءها) ثم نفتل الغطاء فينفتح بشكل تلقائي أما العبوات الموجودة في أسواقنا عندما نريد فتح الغطاء فإنه يدور بأكمله فنضطر لاستعمال السكين أو نمسك الغطاء من الأعلى و الأسفل لكي تنفتح العبوة و هذا نتيجة خطأ في آلة إحكام إغلاق الشرابات, و في هذه الحالة أيضاً يجب أن توقف الطبخة و لا توضع في الأسواق إلا إذا أُعيد إحكام هذه العبوات مرة أخرى.

كيف ندرس عدم إغلاق ؟

نضع الشراب قبل إجراء التلوين( أي يكون كل شيء جاهز باستثناء إضافة الملون) حيث يكون الشراب شفافاً
تماماً و نضعه في عبوة فيها مخلية هواء و نضع في العبوة ماء و نضيف إليه ملون (أحمر أو أخضر أو أي لون) ثم نسحب الهواء و عندها سيدخل الماء الملون في حال عدم إحكام إغلاق من الإطار الخارجي إلى داخل العبوة التي تحتوي الشراب و عندها ننظر للشراب فإذا تلون فهذا يعني أن إحكام الإغلاق غير صحيح.

ب-الفحوص الكيميائية:

إن أول شيء هو معايرة المادة الدوائية:
مثلاً إذا كان تركيز المادة الدوائية 50mg/5ml ، نعاير المادة الدوائية و نرى فيما إذا كانت كمية المادة الدوائية هي بالفعل 5mg في الـ5ml . و لا توجد قيم مطلقة في دساتير الأدوية إنما تعطي دوماً  (الانحراف المعياري). فبفرض كان المسموح دستورياً هو7القيمة الوسطية SD  10 % فهذا يعني أن أي قيمة بين 36% و 56% صحيحة وإن كان من المفضل أن746% تكون المادة الدوائية 100% دون زيادة أو نقصان إلا إذا كانت المادة الدوائية تتخرب مع الزمن و كان الحل الوحيد هو زيادة الجرعة منذ البداية ، عندها نضطر إلى زيادة الجرعة البدئية.
مثلاً مادة الأمينوفلين متخربة بسهولة في الأوساط المائية 10% أي7لذا لا نبدأ بـ100% إنما بـ108% علماً أن المسموح دستورياً هو 100% بين (90-110)% مقبول.
-
فيتامين C يسمح بـ100% + 15% - 10 % أي بين(90-115)% .
-
أما فيتامين Dفيسمح بـ100% (-10%) (+140%) لأن فيتامين D تخرباته التأكسدية عالية جداً و أسية فإذا لم نبدأ بكمية كبيرة جداً منذ البداية تُحقق لنا بقاء المادة الدوائية في النهاية بتركيز جيد فهذا يعني أن هناك تخرب في الشكل الصيدلاني.
شيء آخر و هام عن المادة الدوائية هو أنه إذا عايرنا المادة الدوائية بعد3 سنين مثلاً و كانت103% فهل نستطيع أن نستنتج أن المادة الدوائية بقيت كما هي ؟ هل نستطيع أن نستنتج أن المادة الدوائية لم تتخرب؟
مثلاً إذا كنا نحضر شراب من الحموض الأمينية ( و هي تحضر للإعطاء في الحالة الإسعافية و خاصة في أماكن انتشار المجاعات حيث تعتمد كل البروتينات على الحموض الأمينية في تركيبها)، و عايرنا الحموض الأمينية في الشراب فكانت دوماً100% لكن عندما تعطى للمريض نلاحظ عدم وجود فعالية لها فما هو السبب؟
السبب هو وجود الحموض الأمينية بشكلين (إينانتيوميرين) D و L و الشكلL هو الفعال و مع الزمن يتحول L إلى D (غير الفعال) و لا يمكن بالطرق العادية فصل Dعن L كما لا يمكن بطرق المعايرة العادية ملاحظة هذا التحول إنما يتم معايرة D و L دون تمييز بينهما و لذلك تكون النتيجة دوماً 100% لأننا نعاير الشكل L الفعال و D غير الفعال معاً.
لذلك في جميع معامل الأدوية يجب أن يكون من بين المسؤولين عن المراقبة خمسة من حملة الـPh.D
في الكيمياء التحليلية و اثنان صيادلة يحملون الكيمياء التحليلية .

معايرة السكر و الشوارد :

إن الشراب المحضر قد يعطى لمرضى الأمراض المنتشرة حالياً كالسكري و القلب أو للأطفال(الذين تختلف فيزيولوجيتهم عن فيزيولوجية الكبار)، لذا يجب بالإضافة إلى معايرة المادة الدوائية معايرة السكر خوفاً من إعطاء الشراب للمرضى السكريين ، و عندما يعطى الشراب لهؤلاء المرضى يجب أن يؤخذ موضوع السكر بالحيطة و الحذر.
إن ما نتحاشاه مع مرضى القلب هو التلاعب بالشوارد ، حيث أن شاردة الصوديوم من الشوارد الرئيسية التي تدخل في تركيب معظم المستحضرات الصيدلانية. لذا يجب معايرة شاردة الصوديوم الموجودة في الشراب عندما نتعامل مع المرضى الذين يعانون من اضطرابات قلبية .

معايرة المواد الحافظة المستخدمة عند تحضير الشراب:

من هذه المواد ما هو قاتل للأطفال، لذا يجب أن يحدد على العبوة الخارجية للشراب ( على الكرتونة و الزجاجة): اسم المادة الحافظة، التركيز، تاريخ الصنع، انتهاء الفعالية ، رقم الطبخة, بالإضافة إلى تركيز السكر الموجود في وحدة الجرعة الدوائية المعطاة.

ج-الفحص الجرثومي:

عندما تخطى جميع الفحوص السابقة بالقبول ننتقل إلى الفحص الجرثومي.
عملياً منذ البداية يجب ألا يحتوي الشراب على الجراثيم و إذا احتوى عليها فيجب أن تكون بنسبة محددة حيث أن كل شراب من الشرابات محدد ستوريا. مثلاً جرثومة السالمونيلا في مستحضر ما يجب ألا تتجاوز1/10.000 ، كما يحدد الدستور طريقة الفحص الجرثومي ,و قد حصل عندنا في سورية تلوث لأحد المستحضرات بعصية الكوليرا.
للقيام بالفحص الجرثومي نلجأ إلى زراعة جرثومية لهذا الشكل الصيدلاني، حيث نأخذ 5مل من الشراب و نزرعها على وسط صلب من أوساط الجراثيم و نُنمّي الجراثيم ، فإذا نمت الجراثيم و أعطت نسبة أكبر من النسبة المسموح بها فهذا يعني أن المواد الحافظة المستخدمة غير فعالة مما يعني أن هذا المستحضر قد يتلوث بالجراثيم عندما يوضع على الرف و بالتالي فإن الشكل الصيدلاني متخرب و لا يسمح بإطلاقه إلى الأسواق. أما إذا بقيت نسبة الجراثيم ضمن الأرقام المحددة أو أدنى منها فإن المواد الحافظة المستعملة تكون فعالة، فإذا لم يكن المستحضر منذ البداية ملوث جرثومياً عندها يتم التعامل معه و طرحه في الأسواق .
في إحدى الزيارات للأردن كان هناك شركة أجنبية أتت لتأخذ ترخيص من دار الحكمة الأردني, أحد العمال خرج من التواليت مباشرة قبل أن يدخل قسم الإنتاج فتم إيقافه و أخذ خزعة من تحت الأظافر إلى المخبر و عندما تم السؤال قالوا هذه أخطر مرحلة فما الذي يضمن أن العامل نظف يديه بشكل جيد فقد يصبح هناك نمو جرثومي تحت الأظافر و تتلوث بذلك المادة الدوائية لذلك يجب لبس الكفوف و الكمامات لغايات إنتاجية.

إذا كانت جميع الفحوص مقبولة عندها يمكن إنزال المستحضر إلى الأسواق

من العملي: دور السوربيتول في شراب سلفات الحديدي:
مضاد أكسدة حيث أن السوربيتول مرجع و Fe2+ مرجع و إذا تحول Fe2+ إلى Fe3+ لا يمكن امتصاصه في الجسم، كما أن طعم سلفات الحديدي مر جداً و مزعج لذا نضع له مادة محلية و ملطفة للحليمات الذوقية و أفضل مادة لذلك هي السوربيتول. وللسبب نفسه نجد أن الـ(تشكلس) يدخل فيه السوربيتول و هو الذي يعطي الطعم المحبب كسكر خفيف مفضل عندما يمر عبر الحليمات الذوقية
.