الأدوية العينية (أدوية الإنتانات العينية)

توجيهات

تطبيق الأدوية في العين:

1ـ القطرات العينية والمراهم العينية:

تخترق الأدوية لدى استخدامها بشكل قطرات عينية كرة العين عبر القرنية، مع ذلك يمكن لهذه الأدوية أن تحدث بعض التأثيرات الجهازية التي لا يرغب بحدوثها بسبب امتصاصها إلى الدوران عبر الأوعية الدموية الملتحمية أو مخاطية الأنف بعد انصراف الفائض من المستحضر المطبق عبر المجرى الدمعي، فقد يؤدي استخدام حاصرات ألفا بشكل قطرات عينية على سبيل المثال إلى تشنج القصبات أو تباطؤ القلب لدى الأشخاص المؤهبين، ومن الملاحظ بشكل عام أن التصريف الأنفي للأدوية لدى استخدام القطرات العينية يكون أكبر منه لدى استخدام المراهم العينية.

تعطى القطرات العينية عادةً بتقطير المستحضر ضمن جيب العين بعد سحب الجفن السفلي بلطف، ويحافظ بعدها على العين مغلقة لأطول فترة ممكنة (يفضل لمدة 1ـ2 دقيقة)، ويكفي عادةً تستيل قطرة واحدة من المستحضر، أما بالنسبة للمراهم العينية فتطبق كمية صغيرة منها بشكل مشابه للقطرات العينية، حيث تذوب هذه الكمية بسرعة، ويساعد فتح العين وإغماضها على انتشارها.

عندما يتطلب العلاج استخدام مستحضرين مختلفين بشكل قطرات عينية في الوقت نفسه (كما في حالة الزرق glucoma التي تتطلب استخدام البيلوكاربين pilocarpine والتيمولول timolol) فإن إعطاء مستحضر تلو الآخر مباشرةً قد يحدث سلساً دمعياً لذا يتوجب على المريض إبقاء فاصل خمس دقائق بين المستحضر والآخر.

ينصح المريض عادةً بالتوقف عن استعمال العدسات اللاصقة ولا سيما العدسات اللاصقة المحبة للماء (اللينة) عند استخدام القطرات العينية.

 

2ـ الغسولات العينية:

تستخدم الغسولات العينية لإرواء الكيس الملتحمي، وتعمل على طرد الأجسام الغريبة أو المخرشة من العين كمعالجة إسعافية أولية، ويستخدم لهذه الغاية عادةً محلول كلور الصوديوم العقيم 0.9 ويكتفى في الحالات الطارئة باستخدام الماء النظيف.

 

3ـ المستحضرات العينية الأخرى:

يمكن استخدام العديد من الأدوية بشكل حقن تحت الملتحمة كالأدوية المضادة للإنتان، وموسعات الحدقة، والستيروئيدات القشرية في الحالات غير المستجيبة للمعالجة الموضعية، حيث ينفذ الدواء بهذه الطريقة عبر القرنية والصلبة إلى الحجرتين الأمامية والخلفية للعين والجسم الزجاجي، ويعد هذا الطريق مناسباً فقط للأدوية المنحلة بسرعة لأن حجم الجرعة المعطاة محدود (لا يتجاوز عادةً 1 مل).

من جهة أخرى يمكن استخدام بعض الأدوية كالصادات الحيوية والستيروئيدات القشرية جهازياً لمعالجة بعض الإصابات العينية.

 

 

السيطرة على التلوث الجرثومي:

يشترط في المستحضرات العينية أن تكون عقيمة عند الاستخدام، لذا يجب أن تحتوي القطرات العينية ذات التطبيق المتعدد على مادة حافظة، ويجب توخي الحذر لمنع تلوث محتواها خلال الاستخدام.

يجب ألا تتجاوز مدة استعمال القطرات العينية المخصصة للتطبيق المتعدد الأربعة أسابيع بعد فتح العبوة للمرة الأولى (إلا إن ذكر على العبوة غير ذلك)، ويتم التخلص من القطرات المخصصة للمشافي عادةً بعد أسبوع من فتح العبوة للمرة الأولى، ويوصى بالتخلص من العبوات التي استخدمت قبل العملية الجراحية، وتخصيص عبوة لكل مريض، وتزويده بعبوات جديدة أثناء الإقامة في المشفى ولدى خروجه منها.

يجب التخلص من القطرات العينية المستخدمة في العيادات الخارجية في نهاية كل يوم، ويجب استخدام العبوات المخصصة للتطبيق مرة واحدة في عيادات الأمراض العينية وغرف الطوارئ والحوادث حيث تكون الأخطار الإنتانية مرتفعة، وفي حال استخدام العبوات ذات التطبيق المتعدد فإنها ترمى بعد أول استخدام.

يجب أن تستخدم الأصبغة التشخيصية (مثل الفلورسئين fluorescein) فقط من العبوات المخصصة للتطبيق مرة واحدة، ويفضل أن تستعمل هذه العبوات أيضاً في العمليات الجراحية العينية.

يجب أن تكون المستحضرات الدوائية المستخدمة خلال العمليات الجراحية المجراة داخل العين (والتي يمكن أن تخترق الحجرة الأمامية للعين) متعادلة التوتر، وغير حاوية على مواد حافظة، وموقاة عند الضرورة لتصل إلى درجة الباهاء pH الطبيعية، ويوصى في جميع العمليات الجراحية باستخدام عبوات غير مفتوحة مسبقاً.

 

أدوية الانتانات العينية:

ينجم التهاب الجفن والملتحمة غالباً عن إصابة إنتانية بالمكورات العنقودية، في حين أن التهاب القرنية والتهاب باطن العين قد ينجم عن إصابة جرثومية أو فطرية أو فيروسية.

يمكن معالجة معظم الإنتانات العينية السطحية الحادة بالمستحضرات الموضعية، حيث يعالج التهاب الجفن الجرثومي باستخدام مضاد جرثومي يطبق بشكل مرهم عيني على كيس الملتحمة أو حواف جفن العين، لكن قد تتطلب بعض الحالات معالجة جهازية يباشر بها بعد إجراء زرع للعضويات المأخوذة من حافة الجفن وتحديد حساسيتها تجاه المضادات الجرثومية.

يعالج التهاب الملتحمة الإنتاني الحاد باستخدام مضاد جرثومي بشكل قطرة أو مرهم عيني، وإذا كانت الاستجابة للمعالجة ضعيفة فإن هذا يشير إلى أن الالتهاب فيروسي أو تحسسي.

يعالج التهاب الملتحمة الناجم عن الإصابة بالمكورات البنية Gonococci باستخدام الصادات الحيوية الجهازية والموضعية.

تحتاج حالتا تقرح والتهاب القرنية معالجة خاصة وقد تستدعي استخدام مضادات الجراثيم تحت الملتحمة أو جهازياً، وتتطلب حالة التهاب باطن العين أيضاً تدبيراً خاصاً وتستخدم فيها مضادات الجراثيم بالحقن تحت الملتحمة أو داخل العين.

 

 

مضادات الجراثيم:

تعالج الإنتانات الجرثومية في أكثر الأحيان موضعياً باستخدام القطرات والمراهم العينية، أما الإصابات الإنتانية داخل العين فقد تستلزم اتباع طرق تطبيق أخرى (داخل القرنية، داخل الجسم الزجاجي، التطبيق الجهازي).

يعد الكلورامفنكول chloramphenicol (وهو صاد حيوي واسع الطيف) الدواء المختار لعلاج الإنتانات العينية السطحية، فقطرات الكلورامفنكول العينية جيدة التحمل، أما التوصيات حول تجنب استخدامها لأنها تزيد من خطر حدوث فقر الدم اللاتنسجي غير مثبتة تماماً.

تتضمن الصادات الحيوية الأخرى التي تتمتع بطيف فعالية واسع: الجنتامايسين gentamicin، النيومايسين neomycin، السيبروفلوكساسين ciprofloxacin، الأوفلوكساسين ofloxacin واللوميفلوكساسين lomefloxacin، ويعد كل من الجنتاميسين، والأوفلوكساسين، والسيبروفلوكساسين فعالاً في معالجة الإنتانات الناتجة عن الزائفة الزنجارية pseudomonas aeruginosa، وقد أجيز استخدام السيبروفلوكساسين كقطرات عينية لمعالجة التقرحات القرنية، وهو يستخدم بصورة مكثفة خلال النهار والليل خصوصاً في اليوم الأول والثاني، أما حمض الفوسيديك fusidic acid فهو يستخدم لمعالجة الإنتانات الناتجة عن المكورات العنقودية staphylococci.

 

• المشاركة مع الستيروئيدات القشرية:

يحتوي العديد من مستحضرات مضادات الجراثيم على الستيروئيدات القشرية، ويوصى بعدم صرف مثل هذه المستحضرات إلا بوصفة طبية، ويجب ألا توصف لاحمرار العين غير المشخص الذي قد ينتج عن فيروس الحلأ البسيط.

 

• التطبيق العيني:

- القطرات العينية: تطبق قطرة واحدة كل ساعتين على الأقل ثم ينقص تكرار الاستخدام حالما تتم السيطرة على الإنتان ويستمر الاستخدام مدة 48 ساعة بعد الشفاء التام.

- المراهم العينية: يطبق المرهم ليلاً إذا استخدمت القطرات العينية خلال النهار أو 3-4 مرات يومياً في حال استخدام المرهم العيني بمفرده.

 

 

المضادات الفطرية:

نادراً ما تصاب القرنية بإنتان فطري، ويمكن أن تظهر مثل هذه الحالات بعد الأذيات الحاصلة أثناء الزراعة خاصةً في المناطق الحارة والرطبة، وقد يؤدي الانتشار المباشر للإنتان من الجيوب المجاورة للأنف إلى الإصابة بالفطار الحجاجي (المداري).

قد تساعد بعض العوامل (التقدم في العمر، الوهن، الكبت المناعي) على انتشار الإصابة الفطرية، ويؤدي انتشار الإنتان عبر الوعاء الدموي أحياناً إلى التهاب باطن العين النقيلي.

هناك العديد من الأنواع الفطرية القادرة على إحداث إنتان عيني يمكن تحديدها بواسطة إجراءات مخبرية مناسبة.

 

 

مضادات الفيروسات:

يعد الأسيكلوفير aciclovir المطبق موضعياً فعالاً في حالات الحلأ البسيط الجلدي حول العين، والتهاب الملتحمة الناتج عن الحلأ البسيط ولكن يجب تطبيقه بأسرع ما يمكن. يطبق الأسيكلوفير أيضاً في حالات التهاب القرنية المترافق (أو الناتج) عن الحلأ البسيط ريثما يتم تحويل المريض إلى المشفى، ويفضل استخدام الأسيكلوفير فموياً أو وريدياً في علاج الحلأ النطاقي العيني.

من مضادات الفيروسات المتوفرة أيضاً الإيدوكسوريدين idoxuridine، وهو يستخدم لمعالجة التهاب القرنية بالحلأ البسيط ويحقق نتائج جيدة في شفاء القرحات السطحية.