التغذية المختلطة
يقدم حليب الأم كمية تتراوح وسطيا بين 700-900مل\24ساعة أي ما يعادل400-600كيلو كالوري\24ساعة ،
وتبلغ الحاجة اليومية من الطاقة لدى الرضيع وسطيا ما يعادل700كيلو كالوري في نهاية الشهر الخامس
مما يعلل قصور حليب الأم عن تأمين الحاجة اللازمة له مع تقدم العمر
وبالتالي ضرورة التغذية المختلطة التدريجية له
الهدف من التغذية المختلطة لدى الطفل
1- تامين احتياجاته من العناصر الغذائية المختلفة
2- معاوضة قصور الحليب عن تامين الحاجات الحرورية مع تقدم العمر.
عمر البدء بالتغذية المختلطة
أظهرت الدراسات ان تاجيل ادخال العناصر الغذائية المختلفة بعد عمر 6 أشهر قد ترافق بحدوث فشل بالنمو بسبب قصور الحليب عن تلبية الحاجات الحرورية للرضع بعد هذا العمر كما يؤدي الى مشاكل اخرى مثل فقر الدم بعوز الحديد.
بالمقابل أظهرت الدراسات أن ادخال الأغذية الباكر قبل أن يتم الطفل 17 اسبوع من العمر( قبل نهاية الشهر الرابع من العمر) يترافق بتظاهرات مرضية مختلفة:
1-نقص الوارد الحروري المؤمن بالحليب حتى هذا العمر
2-زيادة الوارد البروتيني الذي يسبب اضطرابات استقلابية هامة
حيث يتجاوز الوارد البروتيني 4ملغ\كغ بينما الحاجة اليومية تبلغ 2ملغ \كغ
3-حدوث اضطرابات هضمية متفرقة مثل الامساك وتطبل البطن
4- زيادة حوادث التحسس(يتضاعف احتمال حدوث الأكزيما بعمر 2 -10 سنوات)
5-كما أن البدء بالتغذية المختلطة قبل نهاية الشهر الرابع يترافق بزيادة الكتلة الشحمية مما يؤهب لحدوث البدانة لاحقا
فوائد البدء بالتغذية
يجب الاشارة الى أن الطفل الرضيع يرفض فيزيولوجيا أن يدخل المواد الصلبة إلى الفم قبل نهاية الشهر الرابع
لا يوجد أي من المراجع أو المدارس التى توجب تاخير المباشرة بالتغذية حتى الشهر السادس
من فوائد البدء بالتغذية المختلطة منذ الشهر الرابع تعويد الطفل على التغذية المختلطة منذ عمر باكر مما يساعد بتقبله التدريجي لاصناف أوسع من الغذاء لاحقا .
الخضار
تتميز الخضار بانها تؤدي عند الرضيع الى تطور حاسة التذوق ، كما انها مصدر اساسي للاملاح المعدنية والعناصر الزهيدة والفيتامينات الذوابة في الماء، كما تقدم كمية كبيرة من الالياف الغذائية التي تتميز بقدرتها على تنظيم الحركة الحوية وامتصاص الاغذية المختلفة
يبدأ بادخال الخضار كأول غذاء لدى الرضيع ويراعى التدرج في الكمية المعطاة حيث تعطى على وجبة الغداء بمقدار ملعقة كبيرة فملعقتان فثلاثة ملاعق بفاصل 5 أيام بين كل مرحلتين
ولا يجوز خلط أكثر من نوع واحد من الخضار قبل الشهر السابع في وجبة واحدة بسبب امكانية حدوث رفض أو عدم تحمل لدى الرضيع
يتم تحضير الخضار بسلقها بالماء بدون اضافة أي مواد دسمة إليها ثم تخلط جيدا حتى تصبح متجانسة القوام
يمكن اعطاء أي نوع من الخضار مع مراعاة ما يلي:
1- السبانخ والجزر :يحويان كمية كبيرة من النترات الذي يتحول إلى نتريت مشكلا الميتهيموغلوبين المعاكس لنقل الاوكسجين لهذا يفضل أن لا يعطى هذان الصنفان بصورة متكررة جدا ، كما أن اعطاء الجزر بصورة متكررة يؤدي إلى تلون الجلد باللون البرتقالي
2-لاتعطى الخضار المجففة قبل أن يتم الطفل12شهر بسبب امكانية حدوث استنشاق بها
3--استخدام المعلبات الجاهزة تقدم هذه الخضار سهولة للام في التحضير،إلا أنها تفقد جزا من الفيتامينC كما أن امكانية التجرثم فيها واردة إذا لم تراع الأم الشروط الصية اللازمة لحفظها ،...
الفواكه
تستخدم الفواكه في أعمار باكرة حيث يتم ادخالها كاول غذاء للطفل( هي والخضار )حيث أنها سهلة التقبل لدى الرضيع،كما أن تنوع أصنافها يسمح باعطاء الرضيع مذاقات مختلفة
تحمل الفواكه معها مجموعة من السكريات مثل السكر النشوي الذي يحمله الموز ، والسكروز والفركتوز والغلكوز التي تحمل بقية أصناف الفواكه نسب مختلفة منها
وتتميز الفواكه بانها لاتحمل معها أي وارد من اللاكتوز مما يجعلها ممكنة الاعطاء في عوز اللاكتاز ،كما يتميز الفركتوز الذي تحويه أغلب الفواكه
بأنه لايؤدي إلى تغير مفاجى في مستوى سكر الدم
تجدر الاشارة أيضا أن الفواكه تحمل بعض أصناف البروتينات كما أنها غنية بالفيتامينات A ,C
إن احتواء الفواكه على كمية من الالياف الغذائية يجعلها تلعب دوراهاما في تنظيم حركة الامعاء وتنظيم امتصاص المواد الغذائية المختلفة و جعل نسب امتصاص سكر الدم ثابت عبر جهاز الهضم
إن عصير الفواكه (مثل عصير البرتقال والكريفون والعنب )يتميز بسهولة امتصاصه وبأنه يعطي فائدة سريرية كبيرة في تحريض الحركة الحوية وبالتالي في علاج الامساك ،ولكن يبقى تقبل الرضيع للعصير أقل إذا ماقورن بتقبله للفواكه المطبوخة أو الطازجة نظرا للطعم الحامضي الذي يحمله العصير معه ولهذا يجب البدء بادخال الفواكة المطبوخة
كما يمكن اعطاء الفواكه الطازجة بدون سلق مثل الموز المهروس و الدراق المهروس
تنصح الام بالمباشرة في نهاية الشهر الرابع من العمر بالفواكه على وجبة العصر بمقدار تدريجي يبدأ بملعقة كبيرة فملعقتان فثلاثة ملاعق بفاصل خمسة أيام بين كل مرحلتين
ويجب المراعاة بعدم خلط أكثر من نوع واحد من الفواكه في الوجبة الواحدة قبل أن يصبح عمر الطفل 7أشهر
لان خلطها قبل هذا العمر يؤدي إلى عدم تقبل الطفل لها
البيض
يتميز البيض بغناه بالبروتينات ، حيث تقدم البيضة الكاملة الواحدة 6غ من البروتينات (أي مايقدمه 250 مل من الحليب )كما يقدم كمية جيدة من الحديد والفيتامين B12.
لايجوز اعطاء بياض البيض قبل عمر السنة الاولى من العمر لان اعطاءه قبل هذا العمر قد يؤدي إلى حدوث حوادث تحسسية شديدة بسبب احتواءه على مادة أوفالبومين المثيرة للتحسس
يفضل اعطاء البيض مسلوقا سلقا كاملا ،لان من شأن السلق قتل جراثيم السلمونيلا التي قد تتواجد فيه ولهذا لايعطى نيئا أو مسلوقا سلقا جزئيا
يمكن اعطاء نصف صفار مرة كل يومين وذلك اعتبارا من الشهر الخامس
ثم يمكن الانتقال إلى صفار بيضة كاملة كل يومين اعتبارا من نهاية السنة الاولى
اللحوم
تعطى اللحوم اعتبارا من نهاية الشهر السادس من العمر بمقدار 1_2 ملعقة صغيرة كل يومين ويفضل مزجها بالخضار على وجبة الغداء
تتميز اللحوم بأنها المصدر الأساسي للكثير من العناصر الغذائية فهي أغنى
الأغذية بالحديد ولهذا يفضل البدء به اعتبارا من العمر الذي ينفذ فيه مخزون الحديد من الجسم ألا وهو الشهر السادس من العمر .
كما أن اللحوم هي أغنى الأغذية المعتادة بالزنك ولايخفى ما للزنك من أهمية في الأدوار الفيزيولوجية (حيث يدخل في عمل 300 أنزيم مختلف )
عدا عن دوره المثبت في نمو الطفل
كما تقدم اللحوم البروتينات الحيوانية ذات القيمة الغذائية البنيوية العالية.
يمكن اعطاء أي صنف من أصناف اللحوم (لحم أبيض أو لحم أحمر) اعتبارا من الشهر السادس من العمر
إلا أن بعض الدراسات تؤجل ادخال السمك على غذاء الطفل ذي التربة التحسسية حتى نهاية السنة الأولى من العمر
المواد الدسمة
لا يمكن ادخال المواد الدسمة قبل أن يتم الطفل الشهر الثامن من العمر نظرا لان نضج الافرازات الصفراوية لايتم إلا في هذا العمر حيث تبلغ الافرازات الصفراوية 85% من المستوى النهائي .
وتشمل المواد الدسمة التى يتم إضافتها الجبن والزيت والزبدة وغيرها على أن يتم اضافتها بالتدريج الشديد
الذرة
يمكن اعطاء مشتقات الذرة بكل أمان اعتبارا من الشهر الرابع من العمر ،
وهي تتميز كمشتقات القمح بأنها تؤمن واردا حروريا ممتازا
كما أنها سهلة الهضم
مشتقات القمح
تؤمن واردا ممتازا من الكيلو كالوري كما تؤمن واردا من السكريات المعقدة بطيئة الأمتصاص كما أنها مصدر مهم وغني بالفيتامينات B
تجدر الاشارة أن تأخير ادخال مشتقات القمح عن 4 أشهر لايشكل عاملا وقائيا لمنع حدوث الداء الزلاقي
أما تأخيرها عن عمر 6 أشهر فيؤدي إلى نقص الوارد الحروري عند الطفل وبالتالي حدوث فشل بالنمو ان لم يحو الغذاء على عناصر غنية بالطاقة
الرز
يقدم الرز عنصرا اضافيا غنيا بالطاقة حيث أن كل 100غ يقدم 360كيلوكالوري ....وإن سهولة هضمه يجعله ممكن التقديم إلى الطفل منذ نهاية الشهر الرابع
ويقدم الرز على وجبة الغداء بعد سلقه جيدا وطحنه ممزوجا مع الخضار
العسل
بينت دراسات أمريكية أن العسل قد يتعرض للجراثيم الحاطمة وانطلاقا منه تتبنى المدرسة الأمريكية عدم إدخال العسل قبل نهاية السنة الأولى من العمر
أما أغذية الرضيع الصناعية الحاوية على العسل فإن المعالجات الحديثة بالبسترة كفيلة بالقضاء على كافة الجراثيم الموجودة مما يزيد في أمان إعطائه منذ الشهر السادس من العمر
يؤمن كل 100غ من العسل 312كالوري ويتميز بغناه بالسكريات و يحوي 4 أصناف من السكريات: 6%سكروز _ 35% غلوكوز _ 35% فريكتوز _ 0.7% ديكسترين
كما يمتلك العسل قدرة على التحلية أكبر من سكر القصب بسبب احتوائه على الفركتوز
الملح والسكر
يجب لفت الانتباه أن حاسة التذوق تتشكل عند الطفل في السنة الأولى من العمر
ولهذا يجب عدم تعويد الطفل على الإفراط في المذاقات السكرية والمالحة نظرا لما يسببه التعود والاستمرار على الإفراط فيها فيما بعد من أضرار على عضوية الطفل مثل:
@ حدوث البدانة عند الإفراط بالسكريات
@ والتأهب لحدوث فرط التوتر الشرياني لاحقا عند الإفراط بالملح
الماء
إن ارتفاع حرارة الجو بمقدار درجة مئوية واحدة تسبب زيادة في الحاجة للماء بمقدار 12% وإنه عندما تتجاوز حرارة الجو المحيط بالطفل 30 درجة مئوية فإنه سوف يحتاج إلى 30 مل \كغ إضافية
ويعرض الماء المعقم والمغلي للطفل بين الوجبات بزجاجة الرضاعة
إضافة غذاء جديد
عند رغبة الأم بإضافة غذاء جديد يجب عرضه على وجبة محددة وبكميات تدريجية
لا يجوز إعطاء كميات كبيرة منذ البداية
كما لا يجوز تغيير النوع في بداية إدخاله قبل مرور عدة أيام على البدء به
ترتيب إدخال الأغذية
الترقي التدريجي هو المبدأ الأساسي في التغذية المختلطة
الأفضل الحفاظ على فاصل 15 يوم قبل إدخال غذاء جديد
ضرورة المرونة في وصف الجدول الغذائي وحسب مقتضيات الحاجة لدى الطفل
فالطفل المصاب بالإمساك يجب التركيز في تغذيته على الخضار والفواكه أما الطفل المصاب بنقص الوارد الحروري فيجب التركيز على مشتقات القمح والذرة والرز
تقبل الطفل للغذاء
هناك استعداد شخصي لكل طفل لتقبل التغذية حيث يقبل بعض الأطفال على أغذية يرفضها آخرون
رفض بعض الأطفال لأصناف معينة من الغذاء يكون عابر ويزول تلقائيا
ان عدم تحمل بعض أصناف الغذاء في بداية إدخالها أمر مألوف خاصة الفواكه حيث قد تحدث اقياءات أو ألام بطنية ماغصة في بداية إدخالها
ويمكن علاج عدم التحمل في تأجيل إدخال الغذاء المسبب بعض الوقت ثم إعادة إدخالها مجددا
معيار كفاية التغذية
المعيار الأساسي والرئيسي لكفاية تغذية الطفل هو النمو المتوازن فزيادة الوزن فوق الحد الطبيعي مؤشر على الإفراط في التغذية وعدم كفاية كسب الوزن مؤشر على عدم كفاية الغذاء
أما انطباع الأم عن عدم كفاية الغذاء فهو أمر شخصي لا ينبغي أن يؤثر على الطبيب طالما أن نمو الطفل مرضى
تغير طبيعة البراز حسب الغذاء
الألياف في الخضار والفواكه تؤدي لتسريع الحركة الحوية المعوية واعطاء البراز قواما لينا
أما النشويات فتعطيها قواما أكثر تماسكا
أما تغير لون البراز من يوم لآخر فلا يدل على حالة مرضية لأنه يتغير تلقائيا حسب التغذية المعطاة للطفل
كفاية التغذية المختلطة لتأمين الحاجة من الفيتامينات
تؤمن التغذية المختلطة الحاجة لأغلب أصناف الفيتامينات حيث أن الغذاء المتوازن يحوي خليط متوازن من الفيتامينات عدا الفيتامين D الذي ينصح بإعطائه وقائيا
فلا ضرورة لإضافة الفيتامينات الدوائية مع غذاء الرضيع الصحيح الطبيعي
المصدر :
التعليقات
وجعله في ميزان حسناتك
كل الشكر لك أختي الكريمة على الاهتمام و التشجيع