العلاج بالسوائل زرقـًا PARENTERAL
FLUID THERAPY
إن
تقديم السوائل زرقـًا بشكل معقول أكثر التطورات أهمية للعناية
بالمرضى المصابين بعلة حادة في هذا القرن. ومع ذلك، وبالرغم من
التطورات في مناطرة المتغيرات القلبية الوعائية، فإن أسئلة
ماذا؟ ومتى؟ وكم؟ تبقى مجال نقاش كبير.
أوحى بلالوك
Blalock
في الثلاثينات أن فقدان الدم وليس تحرير أحد الأخلاط الشريرة
evil humour
هو الذي يؤدي إلى الوفاة بعد رضح كبير، ونصح بمعالجته بإعطاء
محاليل بالوريد. ولكن لم يحدث إلا في الأربعينات والحرب
العالمية الثانية أن استعمل الدم والبلازما على نطاق واسع في
علاج فقدان الدم. ومن العجب أن تم إلقاء الضوء في نفس الفترة
على مشكلات إعطاء التبنيج في المصابين الذين يعانون من التضيق
الوعائي ونقص حجم الدم. وعندما استعمل الثيوبنتون
thiopentone
كدواء وحيد للتبنيج داخل الوريد في بيرل هاربر
Pearl Harbor
في 9 كانون أول 1941 حدثت وفيات عديدة نتيجة التوسع الوعائي
vasodilatation
والوهط collapse
القلبي الوعائي. إن التقارير عن احتباس
retention
الأملاح والماء بعد الجراحة في الأربعينات والخمسينات كجزء من
الاستجابة الاستقلابية
metabolic response
للجراحة قد أدت إلى تلكؤ واسع الانتشار بين الجراحين والمبنجين
لاستعمال البلورانيات crystalloids
لمرضاهم. وقد دارت الدورة باتجاه معاكس في الستينات عندما أوضح
شايرز
Shires
وغيره زيادة البقيا في الحيوانات التجريبية التي نزفت ثم حقنت
بالدم إضافة إلى البلورانيات. وأدت الحماسة لتسريب
infusion
البلورانيات المترتبة على ذلك إلى نشر مقالة مور
وشايرز Moore and Shires
التي تدعو إلى الاعتدال.
غروانيات أو بلورانيات؟ Colloids or
crystalloids
إن
النقاش حول غرواني-بلوراني يحتدم حتى يومنا هذا، وإذا كان
أحدهما أفضل بوضوح من الآخر لما كان هناك جدل. والحلقة
المشتركة في معظم المقالات حول هذا الموضوع هي الاستنتاج
النهائي بأن جرعة السائل وليست نوعيته هو الأمر الحق - وإن
"الجرعة المناسبة لأي دواء كافية". وبالتأكيد، إذا كان الهدف
هو استعادة حجم الدم الدوراني، فإنه يمكن الوصول لذلك بحجم أقل
وبسرعة أكبر باستعمال الغرواني.
|