إصابات الرأس HEAD INJURIES

إصابة الرأس واحدة من أكثر الأسباب الشائعة لعيادة أقسام الطوارئ، وعمر نصف الذين  يعودونها 14عامًا أو أقل. وعقب أي إصابة في الرأس، وبالذات إذا كان هناك فقدان للوعي، يكون خطر نشأة دميوم في داخل القِحْف حقيقيًا. وعندما يتلقى المريض إصابة وخيمة في رأسه فإن هذا الخطر يكون واضحًا تمامًا. ولكن، إذا كانت الإصابة التي تلقاها المريض تافهة، فإن من المهم تحديد أولئك المرضى المعرضين للخطر، وأن تكون هناك استراتيجية للمعالجة تتناسب مع العناية بهم. وخطورة حدوث دميوم رضحي في داخل القِحْف في البالغين الواعين الذين يعودون أقسام الطوارئ والحوادث ولا يكون عندهم تاريخ تغير في الوعي ولم يكن عندهم كسر في الجمجمة، تعادل تقريبًا حالة واحدة في كل 32000 حالة. وعندما يكون هناك تاريخ فقدان وعي وكسر في الجمجمة، تزداد هذه الخطورة إلى حالة واحدة  في كل 29 حالة. وإدخال جميع المرضى الذين لديهم اصابة في الرأس مهما كانت شدتها أمر غير عملي. ولكن الخطوط العريضة  للاستقصاء والمعالجة أمر أساسي، وعلى وجه العموم يشرف على معالجة إصابات الرأس إما الجراح العام أو جراح العظام بسبب توزيع الخدمات الجراحية العصبية، ولذلك كانت معرفة الخطورة النسبية الموجودة من الأمور المناسبة. وتصوير الجمجمة الشعاعي ما زال أداة مفيدة في معالجة إصابات الرأس البسيطة؛ لأن 77 بالمائة من البالغين و62 بالمائة من الأطفال  الذين بنشأ عندهم الدميوم haematoma لديهم كسر في الجمجمة. إن التصويـرَ المقطعي المحوسب الاستقصاءُ المفضل للكشف عن المرضيات في داخل القِحْف في الإصابة الرضحية، ويجب أن يجري فورًا عقب الإصابة. وقد يسرت الاتصالات الحديثة لنقل المعلومات تيسيرًا كبيرًا حتى تنقل التفريسات scans لقراءتها من الناحية العصبية الشعاعية ولطلب مشورة جراحي الأعصاب.

      وقد تنجم إصابات الرأس عن:

              ·    رضح مباشر نافذ.

              ·    إصابة تسارع / تباطؤ، تصحب حركة الدماغ داخل القبة الصلبة.

              ·    إصابة قصِّية shearing تحدث نتيجة قوة تماس متباطئة تمارس على الجمجمة. وتحدث إصابة الدماغ الأولية عند لحظة الارتطام وهي لاعكوس irreversible.

            ولذلك كانت الوسيلة العلاجية الوحيدة التي يمكن اتخاذها بصدد معالجة إصابة الدماغ الأولية هي الوقاية منها. لقد كان السير هيو كيرنز* أول من نادى بوضع خوذة الحوادث في موضع الاستعمال بالنسبة لراكبي الدراجات النارية من المراسلين في الحرب العالمية الثانية، كما أن وضع التشريعات الخاصة بحماية الرأس وتثبيت الجسم في الطرق والمسابقات الرياضية جميعًا في موضع الاستعمال، قد حقق الكثير للسيطرة على نسبة إصابة الدماغ الأولية.

            وعندما تحدث إصابة نافذة في القِحْف، يمكن فهم  آلية تلف الدماغ المستبطن بسهولة، خاصة بشكل أكبر في تلك الإصابات التي تسببها السرعات العالية. وعندما تحدث إصابات السرعة العالية أو التسارع / التباطؤ أو الإصابات القصِّية، فإن تأثيرات الإصابة الأولية قد تكون منتشرة أكثر وبعيدة عن نقطة الارتطام بمسافة أكبر. ويتمتع الدماغ في حالته الفسيولوجية السوية بحركة مقيدة في داخل القبة، وهذه الحركة يلطفها السائل الدماغي الشوكي CSF. وعندما يحدث الارتطام وتمارس قوة تباطؤ، على القِحْف، تنتقل طاقة كبيرة إلى الدماغ وتصطدم بسطح الجمجمة الداخلي (الشكلان 28-10 و 28 -11). وأكثر مواقع الاصطدام داخل القبة هي أرضة الحفرة الجبهية frontal fossa وقطبها، وقمة الحفرة القِحْفية الوسطى، وحرف العظم الوتدي sphenoid ridge والمنجل flax. وبوجود ضمور دماغي، ينزع الدماغ للتحرك في داخل القِحْف بدرجة أكبر، وهكذا تكون الحركة المتزايدة مع تقدم العمر مصحوبة بنسبة أعلى من المضاعفات في داخل القِحْف، خاصة تلك التي تنجم عن تمزق الأوردة الجاسرة bridging veins في داخل الحيز تحت الجافية. ومع أن الخسارة العصبية تحدث في النهاية في كل المجموعات العمرية، فان المرونة التي يتمتع بها الدماغ النامي تعنى

 

الشكل 28-10 خطوط القوى العاملة على الوطاء hypothalamus وجذع الدماغ نتيجة الانزياح الخلفي لنصف الكرة.

 

الشكل 28-11 خطوط القوى العاملة على الجسم الثفني corpus callosum وسويقة peduncle واحدة نتيجة الانزياح الأمامي لنصف الكرة.

 

بشكل عام، أن النتيجة الوظيفية، الناتجة عن إصابات الرأس في الأطفال كثيرًا ما تـَـفـْـضُل ما يشاهد في المواطنين المسنين.

            إصابة الدماغ الرضحية الثانوية Secondary traumatic injury. عند حدوث الإصابة الأولية للعصبوبات neurones، فإنها تكون عرضة لتأثير نقص توتر الأكسجين ونقص التروية الدماغية cerebral hypoperfusion. وتتم المحافظة على ضغط التروية الدماغية سويًا بنسبة ثابتة بالرغم من تذبذبات ضغط الدم المجموعي، نتيجة التنظيم الذاتي. وعندما تحصل إصابة رأس وخيمة، لا يحدث هذا التنظيم الذاتي. ولا يمكن التغلب على التأثيرات الموضعية للتورم العصبوني والتوذم  وزيادة الضغط داخل القِحْف مما يثير حدوث حلقة مفرغة. وقد يحتاج الانتباه إلى قواعد الانعاش إلى المضي حثيثًا لتقليل تأثيرات الأذى الثانوي. ويوجِّه قواعدَ معالجة إصابات الرأس فهمُ  آلية الإصابة الأولية واتخاذ الخطوات المناسبة للتغلب على التغيرات الثانوية التي يمكن منعها بمراقبة التنفس والضغط الشرياني  وحجم الدم الدائر ودرجة حرارة الجسم مراقبة وثيقة.

            علامات ملء الحيز  Sings of  space occupation. تحدث علامات ملء الحيز إما بسبب الوذمة أو الدميوم المتكوِّن. فإذا كانت المرضيات بجانب واحد، يمكن أن يصحب تدهورَ مستوى الوعي انفتاقُ المعقف بنفس الجهة unilateral uncus herniation خلال ثلمة الخيمة tentorial notch، وبذلك ينضغط العصب القِحْفي الثالث مما يؤدي إلى توسع حدقي بنفس الجهة (الشكل 28-12). وقد يحدث أيضا  انضغاط الدماغ الأوسط في فتحة الخيمة ويكون ذلك في الجانب المقابل للدميوم، ويتعرض إلى السبل الحركية النازلة من نصف الكرة بالجانب المقابل قبل التصالب decussation، مما يؤدي سريريًا إلى خزل نصفي hemiparesis بنفس جهة موقع الدميوم، وهذا يدعى ثلمة كيرنوهان* Kernohan’s notch. وبازدياد الضغط داخل القِحْف، يمكن أن يؤدي انفتال الدماغ المتوسط ونقص تزويد الدم له إلى فشل استجابات جذع الدماغ وتوقف التنفس الذي يرافقها.

 

الشكل 28-12 دميوم حاد خارج الجافية. (أ) انحشار الساق crus المقابلة ضد حافة فتحة الخيمة tentorium المقابلة؛ (ب) انزياح حافة الفص الصدغي الداخلية (المِعقف uncus) النازلة في فتحة الخيمة (انخراط جذع الدماغ (midbrain cone).

 

المعالجة MANAGEMENT 

 

التقييم الأولي Initial assessment. عندما تحدث إصابة الرأس، من المهم إجراء التقييم الأولي والإنعاش من قبل فريق متمرس قادر على الاستجابة السريعة لحاجات المريض. وهكذا يجب أن يتألف الفريق بشكل مثالي من طبيب متمرس بالرضح وطبيب بنج مع مساندة هيئة تمريض مدربة وسهولة اللجوء إلى أجهزة الإنعاش. ويجب في أثناء تقييم المريض أوليًا اتباع أولويات الإنعاش حسب نظام دعم الحياة المتقدم في الرضح advanced trauma life support (ALTS).

            الإنعاش Resuscitation. يوجه التقييم الأولي والإنعاش في إصابات الرأس إلى الاهتمام الفوري بالمسالك الهوائية والتنفس والدوران. وحيث إن إصابات الرأس تصحبها بشكل شائع إصابات الوجه والعنق والسيساء spine، فإن المسلك الهوائي والمحافظة عليه والنمط التنفسي قد يكونان متأثرين. إضافة إلى ذلك، ربما يؤدي تأذي الأحشاء الأخرى إلى تعريض القفص الصدري والدوران الدموي إلى الخطر نتيجة فقدان الدم. ويجب تنظيف المسلك الهوائي بعناية، وإذا لم يكن المريض قادرًا على المحاظة عليه بدرجة كافية، يجب غرز شكل من أشكال المسلـِّكات الهوائية airways في الفم. ويجب تفادي استعمال الطريق الأنفي لأن هناك اتصالًا بين الممرات الهوائية الأنفية والحفرة القِحْفية الأمامية نتيجة إصابة الرأس. وإذا لم يكن الحفاظ على المسلك الهوائي كافيًا وكان نمط التنفس غير منتظم، فعندئذ يصبح التنبيب داخل الرغامي endotracheal itubution إلزاميًا للحفاظ على الأكسجة ومنع انحباس ثاني أكسيد الكربون. ويجب أن ينفـِّـذ التنبيبَ طبيبُ بنج متمرس، ويجب أن لا يسبقه ‘النفخ bagging’ لأن هناك خطر حدوث استرواح الدماغ pneumoencephalus إذا وجدت كسور في قاعدة الجمجمة. وعند تأمين المسلك الهوائي وتوثيق نمط التنفس السوي، يـُـقيَّم عندئذ الدوران الدموي عن طريق قياس سرعة النبض وضغط الدم. كما يجب تأمين مدخل وريدي وغرز خط شرياني إن أمكن. ويجب تعويض خسارة الدم مبدئيًا بالبلورانيات crystalloids حتى يتم تحديد مقدار خسارة الدم الدائر وموقعه.

            التقييم العصبي Neurological assessment. بمجرد أن يتم الإنعاش الفوري يجب تقييم المريض تقييمًا عصبيًا. ومن الأمور المهمة بشكل طبيعي قبل ذلك، الحصول على قصة مرضية دقيقة حول الحادث من أي شاهد عيان أو رجال الإسعاف أو الشرطة  أو منهم جميعًا. ويجب الاستفسار من طاقم سيارة الإسعاف بدقة حول أي تدهور أو تغيير في حالة المريض السريرية العامة في أثناء نقل المريض من موقع الحادث إلى المستشفى.

            ويجب أن يشمل التقييم العصبي درجة وعي المريض إضافة إلى فحص عصبي موقعي. ولتقييم درجة الوعي، يطبق مقياس جلاسكو للسبات Glascow coma scale (الشكل 28-13). ويستخدم فيه فتحُ العينين وأحسنُ استجابة حركية واستجابة نطقية كجزء من مقياس النقاط الخمس عشرة لتقييم درجة وعي المريض. وباستعمال هذا المقياس هناك درجة كبيرة من الاتفاق بيــن الفاحُصَيْن، كمــا أن


 

معهد العلوم العصبية. جلاسكو   لائحة مراقبة

 

الأســــــم

 

التاريخ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الساعة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رقم الســـجل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تلقائيـــــــا

 

 

عينان مغلقتان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

استجابة للكلام

عينان

م

بالتورم = C

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

استجابة للألم

تفتحان

ق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لاشيء

 

ي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلام مهتدِ

 

ا

أنبوب داخل رغامي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلام مختلط

أحسن

س

أو فغر رغامي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات غير مفهومة

استجابة

 

= T

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صوت غير مفهوم

كلامية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لاشيء

 

ا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إطاعة الأوامر

 

ل

سجل عادة أحسن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يحدد الألم

أحسن

س

استجابة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثني استجابة للألم

استجابة

ب

للذراع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسط استجابة للألم

حركية

ا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لاشيء

 

ت

مربع نص: •
•
•
•
•
•
•
•
 
 
 
 
 
 
 
 

  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

240

 

 

40

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

230

 

1

39

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

220

 

2

38

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

210

 

 

37

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

200

 

3

درجة الحرارة36

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

190

 

 

؛م            35

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

180

 

4

34

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

170

 

 

33

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

160

ضغط

5

32

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

150

الدم

 

31

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

140

وسرعة

 

30

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

130

النبض

6

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

120

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

100

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

90

 

7

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

80

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

70

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

60

 

8

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

50

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

40

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

30

جهاز

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

20

التنفس

مقياس الحدقة (مم)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

10

 

 

    + تنفعل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حجم

اليمنى

 

    - لا تنفعل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

انفعال

 

الحدقتــان

    C مغلقة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حجم

اليسرى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

انفعال

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قوة سوية

ا

ح

سجل حركة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ضعف بسيط

ل

ر

اليد اليمنى (R)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ضعف شديد

ي

ك

واليسرى (L)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تشنج ثني

د

ة

كلُّ على حدة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تمديد

ا

 

هناك فرق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لااستجابة

ن

ا

بين الجهتين

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قوة سوية

ا

لأ

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ضعف بسيط

ل

ط

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ضعف شديد

ر

ر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تشنج ثني

ج

ا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تمديد

لا

ف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لااستجابة

ن

 

                                                             

 

 

الأســــــم

 

التاريخ

  26 أكتوبر

   27 أكتوبر

  28 أكتوبر

29 أكتوبر (تشرين 1)

 

الساعة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

رقم الســـجل

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تلقائيـــــــا

 

 

عينان مغلقتان

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

استجابة للكلام

عينان

م

بالتورم = C

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

استجابة للألم

تفتحان

ق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لاشيء

 

ي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلام مهتدِ

 

ا

أنبوب داخل رغامي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلام مختلط

أحسن

س

أو فغر رغامي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كلمات غير مفهومة

استجابة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صوت غير مفهوم

كلامية

 

 

 

 

 

 

 

لاشيء

 

ا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إطاعة الأوامر

 

ل

سجل عادة أحسن

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يحدد الألم

أحسن

س

استجابة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ثني استجابة للألم

استجابة

ب

للذراع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بسط استجابة للألم

حركية

ا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

لاشيء

 

ت

                                                   

 

الشكل 28- 13 (أ) مقياس جلاسكو للسبات؛ (ب) تفاصيل إحدى الحالات.

 


 

الرسم البياني لمقياس السباب ييسر كثيرًا مراقبة التحولات عند معالجة مريض بإصابة رأس. ويسجل مقياس السبات مقابل ضغط الدم ومعدل التنفس وسعة الحدقتين والاستجابة السريرية لمراقبة تطور حالة المريض.

            وبمجرد أن يتم إنعاش المريض وإجراء فحص عصبي مرجعي، يجب فحص المريض بحثًا عن علامات أخرى للإصابات. وإذا وجهت العناية لمنع المضاعفات الثانوية لإصابة الرأس، فينذر أن تهدد الإصابة الحياة فورًا، بينما يمكن أن يفعل ذلك، النزف الغزير من أحشاء أخرى.

 

(أ)

(ب)

الشكل 28-14 (أ) صورة شعاعية للجمجمة نوعيتها رديئة فشلت في بيان الكسر (السهم) بدرجة كافية؛ (ب) صورة شعاعية من نوعية جيدة بينت الكسر (السهم).

 

            دواعي  تصوير الجمجمة شعاعيًا Indications for skull radiology. معظم المرضى الذين يعودون قسم الطوارئ قد يعانون بالفعل من ارتجاج بسيط. ومع ذلك، يمكن الحصول على إشارات تدل على وخامة إصابة الرأس من صورة الجمجمة الشعاعية؛ وللكشف عن كسور الجمجمة أهمية خاصة لأنه إذا وجدت، ينشأ الدميوم haematoma عند نسبة عالية من المرضى، وبالتحديد عند 62 بالمائة من الأطفال و77 بالمائة من البالغين. ومعايير طلب تصوير الجمجمة شعاعيًا هي:

                    · فقدان الوعي.

                    · تهتك الفروة أو تكدمها.

                    · انخساف مجسوس palpable depression.

                    · كسور مركبة compound fractures.

                    · علامات عصبية بؤرية.

ويجب إجراء تصوير الجمجمة شعاعيًا لكل المرضى الذين يعطون تاريخًا لفقدان الوعي أو لمن يشتبه بوجود كسر منخسف مركب لديهم (الشكل 28-14). وإذا لم يكشف عن أي كسر، فإن خطورة تكوين الدميوم قليلة للغاية، ويعتمد القرار حول إدخال المريض إلى المستشفى ومراقبته على درجة وعي المريض ووجود شخص بالغ مسؤول يشرف على المريض إذا أريد إرساله إلى البيت. ويجب في المريض السباتي comatose patient أن يتبع تصوير الجمجمة الشعاعي أخذ صور للسيساء العنقية والصدر بحثًا عن إصابات أخرى.

            التصوير المقطعي المحوسب Computed tomography يجب إجراؤه إذا:

                      ·    كان هناك كسر جمجمة مخسوف.

                      ·   إذا تدهور وعي المريض.

                      ·   إذا كانت هناك علامات عصبية بؤرية.

                      ·   إذا كان المريض سباتيًا comatosed.

                      ·    إذا لم يستعد المريض وعيه بالرغم من كفاية الانعاش.

            ومع تزايد درجة توفير الخدمات في مستشفى المقاطعة، فإن ذلك يمكن تنفيذه هناك، خاصة إذا  كانت حالة المريض ليست مستقرة بدرجة كافية تسمح بنقله أو كان بحاجة إلى بنج لمعالجة الإصابات المترافقة. ففي المريض الذي تتدهور حالته والذي ربما يحتاج إلى مداخلة جراحية عصبية، يجب إجراء التصوير المقطعي المحوسب فقط في المستشفى المحلي من دون تأخير.

            التحويل إلى وحدة جراحة أعصاب Referral to the neurosurgical unit. يجب تحويل المرضى إلى وحدة جراحة أعصاب إذا بقوا سباتيين (مقياس جلاسكو للسبات 8 أو أقل) بعد الإنعاش، أو إذا تدهورت درجة وعيهم بعد الإدخال. ويجب تحويل المرضى إذا وجدت كسور في الجمجمة إذا كان هناك أي تغير في درجة الوعي أو أي عجز عصبي بؤري أو إذا حدثت أي نوبة عصبية. وأخيرًا يجب تحويل حالات كسور الجمجمة المخسوفة المركبة حتى يمكن معالجتها معالجة مناسبة.

            تحويل المريض السباتي Transfer of the comatosed patient. إن الخطر الرئيسي الذي يحدق بتحويل مريضٍ بإصابة رأس هو إصابة الدماغ الثانوية التي يرافقها مشكلات تنفسية ودورانية. والإجراءات الضرورية ملخصة كما يلي:

                    · أمِّن استقرارًا قلبيًا وعائيًا.

                    · حافظ على المسلك الهوائي.

                    · ابحث عن الإصابات خارج الجمجة ووفـِّـر لها الاستقرار.

                    · حوِّل المريض مع أكثر عضو طبي متمرس متوافر.

                    · اضمن وجود مناطرة وأجهزة كفية لمعالجة المضاعفات.

                    · خُذْ السجل المرضي وسجلات الملاحظة ونتائج الاستقصاءات والتفريسات الخاصة بالمريض.

                    · في حالات الشك، ضع أنبوبًا رغاميًا ووفـِّـر الشلل للمريض وأعطه مركـِّنات ومارس التهوية.

            ومن الأمور الأساسية أن يصحب المريض طبيب متمرس بارع ومقتدر في الإنعاش والتنبيب. وعند وجود أي شك  يتعلق بالمسلك الهوائي للمريض أو تنفسه أو درجة وعيه، فعندئذ يجب تنبيب المريض اختياريًا باستعمال أنبوب داخل رغامي له كـُّـفـَّـة، يُثـَبـَّت في موقعه بشريط لاصق مع تجنب استعماله حول الرقبة لأن ذلك يعيق الإياب الوريدي. ويجب أن يكون المريض مشلولاً باستعمال أدوية قصيرة المفعول، ويمكن تحقيق التركين والتسكين بإعطاء بروبوفول propofol وألفينتانيل alfentanil. ويجب أن يتوافر في سيارة الإسعاف أجهزة كـَـفِـيـَّة لتزويد الأكسجين ومحجم suker فعال، ويجب أن يضمن الطاقم الطبي وجود أنابيب داخل رغامية تعويضية ومنظار حنجرة وتزويد أدوية وسوائل وريدية كافية. وإذا بدا أن حالة المريض العصبية تميل إلى التدهور، يمكن كسب الوقت باستعمال مانيتول 20 بالمائة بالوريد بجرعة تتراوح بين 0.5 - 1 غم/ كغم. وعند إعطاء المانيتول، يجب أن يوضع قثطار للمريض حتى يمكن قياس الاستجابة التبويلية. وفي أثناء نقل المريض يجب الاحتفاظ بلائحة تسجل فيها العلامات الحيوية مع سجل بالأدوية التي تعطى. وبالطبع يجب أن يرافق المريض إلى مركز جراحة الأعصاب السجلُّ الطبي والصورُ الشعاعية كلها التي تتعلق بتقييم المريض وفحصه.

            الموجودات الشعاعية عقب إصابة الرأس Radiological findings following head Injuries. قد تكون قراءة صور الجمجمة الشعاعية بالغة الصعوبة لأن وسمات الأوردة في الجمجمة يكثر أن تفسر خطأ على أنها خطوط كسور. ويجب أن يثير قربُ أي كسر إلى الوسم الوعائي في الجمجمة انتباهَ الفاحص إلى خطورة حدوث دميوم في داخل القِحْف، خاصة إذا كان له علاقة مع الشريان السحائي الأوسط middle meningeal artery. وتشير العتامةُ في الجيوب الهوائية أو استرواحُ الدماغ pneumocephalus  الذي يشاهد في صور الجمجمة الشعاعية الجانبية مع رفع الحاجب إلى وجود كسور مركبة قد لا تكون واضحة سريريًا.

            ويمكن استخدام التصوير المقطعي المحوسب ليوفر التقييم الدقيق لطبيعة أي كسر في العظم ومداه، كما أنه طريقة دقيقة للكشف عن الدم في داخل القِحْف. فالدميوم داخل القِحْف يظهر على شكل آفة مفرطة الكثافة hyperdense في الصور المقطعية، مع أن الجلطة عندما تكون حديثة جدًا ربما تظهر كأنها ممزوجة الكثافة. ويمكن كشف الدم في التفريسة في الحيز خارج الجافية (الشكل 28-15) أو تحتها (الشكل 28 -16)، أو في داخل متن الدماغ أو في الحيز تحت العنكبوتية subarachnoid space. وتحدث الدميومات خارج الجافية (الشكل 28-17) بصحبة كسور الجمجمة نتيجة تمزق الأوعية السحائية. وينشأ الحيز الكامن بين الجافية والعظم نتيجة الدميوم المتوسع على حساب المحتويات داخل القِحْف. ومظهر الدميوم خارج الجافية المميز يشبه العدسة.

 

الشكل 28-15 دميوم حاد فوق الخيمة خارج الجافية.

 

الشكل 28-16 صورة مقطعية محوسبة محورية للرأس تبين دميوما كبيرا حادًّا تحت الجافية وزيحانَ خط الوسط ومحوَ البطيناتِ والصهاريجِ والهواءَ في داخل الدماغ.

 

            ويحدث الدميوم تحت الجافية بدرجة أكثر عقب إصابات السرعات العالية، وكثيرًا ما يصحبه تكدم قشري cortical contusion، الذي يمكن أن يشاهد مثل الدم داخل المتن في الصورة المقطعية. وينساب الدم في الحيز تحت الجافية فوق تحدب الدماغ ويبدو كآفة مقعرة مفرطة الكثافة بدرجة أكبر إذا قورنت بدميوم خارج الجافية المحدب. ولا يشاهد الدم وحده في الحيز تحت العنكبوتية بشكل شائع عقب إصابة الرأس، وإذا لم يكن تاريخ الإصابة مؤكدًا، فان وجوده يجب أن يثير الانتباه إلى آفة وعائية أولية كسبب لإصابة الرأس.

            وقد يسبب توسع الدميوم في داخل التجويف القِحْفي تزحزح البنيات في خط الوسط (الشكل 28-18)، ومحو effacement البطينات وطمس الخزانات القاعدية basal cisterns. وقد تحدث الوذمة، ولكن فقدان التمييز بين المادتين السنجابية gray والبيضاء علامة إنذارية سيئة عادة  وتشير إلى تعرض ضغط التروية الدماغي للخطر.

            المعالجة الطبية Medical management. إن هدف معالجة إصابة الرأس، كما ذكر سابقًا، منع التغيرات الثانوية، وجعل الشفاء من الإصابة الأولية أنجع ما يمكن. وعندما  لا يحتاج المريض إلى تنبيب، يجب الاستمرار بمراقبة العلامات الحيوية والحالة العصبية للمريض مراقبة دقيقة حتى يأتي الوقت الذي يعود فيه مقياس جلاسكو للسبات إلى السوي.

            وإذا احتاج المريض إلى تهوية، فإن الهدف هو السيطرة على الضغط داخل القِحْف بمنع تذبذب الأكسجة وحجم الدم الدائر وضغط الدم. وعندما يتوقع الاستمرار بالتهوية، تصبح مناطرة الضغط داخل القِحْف مرغوبـًا فيها لتقييم كفاية المعالجة الطبية. وتغرز أدوات مناطرة الضغط والمريض في سريره بأسلوب طاهر aseptic، وقد يشمل الجهاز قثطارًا لنزح البطين. وتتم السيطرة على ارتفاعات الضغط داخل القِحْف باستعمال المانيتول، وإذا فشل ذلك في إحداث الإدرار المطلوب، تعطى بعده بمدة قصيرة جرعة فروسيمايد frusemide وتقلل فرط التهوية وخفض ضغط ثاني أكسيد الكربون pCO2 الضغط داخل القِحْف مؤقتًا، وذلك مفيد على المدى القصير.

 

الشكل 28-17 صورة مقطعية محوسبة محورية للرأس تبين دميومًا حادًّا خارج الجافية في الحفرة الخلفية نتيجة كسر قذالي.

 

            وتمريض المصاب ورأسه مرتفع حوالي 30° ييسر النزح الوريدي من الرأس، وذلك يساعد في خفض الضغط في داخل القِحْف. أما استعمال الستيرويدات مثل ديكسامثيازون فلا مكان له في معالجة الوذمة الدماغية الرضحية.

الشكل 28-18 صورة رنين مغناطيسي تاجية تبين دميومًا مزمنًا تحت الجافية في الجهة اليسرى مع زيحان خط الوسط.

 

            المعالجة الجراحية لإصابة الرأس Surgical management of head injuries. إن المداخلة الجراحية في مريض تتدهور حالته سريعًا بسبب دميوم داخل القِحْف حالة جراحية طارئة، وقد تؤثر المعالجة السريعة والحكيمة تأثيرًا بالغًا في النتائج. وهذا ينطبق مبدئيًا على المرضى الذين يعانون من تجمع حاد خارج الجافية لأن إصابة الدماغ الأولية في هذه الحالات قد تكون تافهة. ولا ينصح بأن يقوم أي شخص لا يألف الأساليب الجراحية العصبية بإجراء جراحات عصبية. ولكن، يتحكم في هذا، الزمانُ والمكانُ في بعض الأحيان، إذ يطلب من الجراح العام أو جراح العظام القيام بإجراء عملية ثقب الجمجمة كحالة طارئة في محاولة لتحديد موقع دميوم خارج الجافية. وفي معظم الأحيان يجب اجراء هذه الجراحة فقط لمريض تتدهور حالته سريعًا ويكون إما في حالة لا تسمح بنقلة أو  يؤدي النقل إلى تأخير المعالجة الجراحية تأخيرًا غير مقبول. ويجب إجراء الجراحة، إن أمكن، بعد مشورة جراح أعصاب وبحث دواعي الجراحة معه بدقة.

            أين تُنَـفـَّـذ مواقع الثقوب Where to place burr holes. عندما يطلب إجراء التثقيب في حالة طارئة، في غياب التصوير المقطعي المحوسب، وعندما تتدهور حالة المريض سريعًا، فإن وجود كسر في الجمجمة يجب أن يكون الدليل الأول لتحديد موقع الثقب، خاصة إذا كان للكسر صلة بأحد الوسمات الوعائية في الجمجمة. أما توسع الحدقة نتيجة انضغاط العصب الثالث بالمعقف uncus خلال ثلمة الخيمة علامة متأخرة لارتفاع الضغط داخل القِحْف ارتفاعًا وخيمًا، وقد يشير إلى دميوم بنفس الجهة. وعندما يـُلاحَظ أن حدقة واحدة بدأت بالتوسع، يجب وضع الثقوب أولًا في هذه الجهة من الرأس. وإذا لوحظ  أن حدقة واحدة كانت متوسعة منذ وقت الحادث أو التقييم الأولي من دون تدهور لاحق في حالة المريض السريرية، فعندئذ يجب أخذ توسع الحدقة الرضحي traumatic mydrasis بعين الاعتبار، خاصة إذا كانت هناك إصابة وجهية أو عينية أو إصابتهما جميعًا إصابة مترافقة.

            العمليات الجراحية لتثقيب الجمجمة الاستكشافي Operative procedurec for exploratory burr holes. يتم تنبيب المريض وتهويته صنعيًا. يوضع الرأس وجهة موقع العملية إلى أعلى، ويتم تدعيم الرأس إما بكيس على شكل حذوة أو أكياس رملية. ويجب حلق الفروة وقد يفيد ذلك في كشف التكدمات التي تساعد في تقرير موقع التثقيب. ويجب تحضير الفروة تحضيرًا كافيًا،

الشكل 28-19 شقّ للتثقيب الصدغي القياسي.

 

مع تذكر استعمال محاليل مائية إذا كانت الإصابة مركبة. ويقع الموضع التقليدي الأول في المنطقة الصدغية، وينفذ شق  رأسي فوق منتصف عظم الوجنة zygoma مباشرة وطوله حوالي 3 سم (الشكل 28-19). ويُعَمَّق الشق بشكل مباشر حتى يصل إلى العظم، ويُسْلـَـت سمحاق القِحْف بعيدًا باستعمال رافعة سمحاق وغرز مبعاد ذاتي الحفظ. وينفذ التثقيب في الجمجمة باستعمال حزام هدسون، أولًا بمخرز perforator لتكوين حفرة خلال لوحتي الجمجمة جميعًا، ومن ثم يستعمل المثقاب burr لتوسيع الحفرة بأمان (الشكل 28-20). ويجب أخذ الحذر الشديد إذا كان التثقيب محاذيًا لموقع الكسر لأن الضغط المفرط يدفع المخرز إلى الداخل في خط الكسر.

الشكل 28-20 المثقاب ومنقبان لتفيذ التثقيب.

 

الشكل 28-21 ثقوب التنقيب وقطع المنشار لتنفيذ حج القِحْف craniotomy.

 

الشكل 28-22 قطع القِحْف craniectomy والسيطرة على الشريان السحائي الأوسط بغرزة في الجافية.

            وإذا كان هناك دميوم خارج الجافية، فإنه يشاهد فورًا من خلال الثقب. ثم يتم مصه بعيدًا حتى يمكن كشف الجافية المستبطنة ويتحقق تخفيف الضغط. ولتحقيق تخفيف ضغط الدميوم الكبير تخفيفًا كافيًا، يجب توسيع الثقب دائمًا، ويتحقق ذلك بقارض عظم لإجراء قطع قِحْف craniectomy كبير (الشكل 28-21) حتى يمكن مشاهدة الجافية ونقطة النزف من الشريان السحائي الأوسط بوضوح (الشكل 28-22). وقد يكون النزيف من الشريان السحائي الأوسط غزيرًا ويُسَيْطـَـر عليه على أفضل وجه بإنفاذ حرارة  ذات قطبين bipolar drathermy. ولكن يحتاج الشريان إلى ربط في بعض

 

الشكل 28-23 غرز معلِّقة في الجافية.

الشكل 28-24 شقّان لتنفيذ التنقيب الجبهي والجداري parietal.

الأحيان بغرزة تمر خلال الجافية ويجب إجراء ذلك بعناية حتى لايحدث أي نزف داخل الجافية. وفي بعض الأحيان يقطع الشريان السحائي الأوسط في نقطة دخوله في قاع الجمجمة وقد يكون من الضروري دحس tamponde الثقبة foramen. وما أن تتم إزالة الجلطة تمامًا وإرواء التجويف يجب وضع الغرز حول حافة قطع القِحْف تثبت الجافية مع سمحاق القِحْف (الشكل 28-23). وأخيرًا يترك منزح في الحيز خارج الجافية ويُغْلـَـق الجرح طبقةً طبقة.

وإذا لم يعثر على جلطة خارج الجافية عند التثقيب الصدغي التقليدي المبدئي، يجب عندئذ تنفيذ التثقيب الجبهي والجداري parietal (الشكل 28-24) وتجرى عملية استكشاف مماثلة. وإذا لم يُكـْـشَف عن جلطة خارج الجافية ولم تكن هناك دواعٍ قويةٌ لتنفيذ التثقيب في الجانب المقابل، فيجب نقل المريض سريعًا إلى وحدةٍ متخصصةٍ حيث يمكن إجراء التصوير المقطعي المحوسب. ويوحي غيابُ الجلطة خارج الجافية بأن الآفة المسببة هي دميومٌ  تحت الجافية أو وذمةٌ دماغية، وتُعالـَـج هاتان الحالتان على أفضل وجه من قبل المتخصصين.

حج القِحْف لمعالجة الدميومات داخل الدماغ Craniotomy for intracerebral haematomata. هناك أحوال لا يوجد فيها تهديد مباشر للحياة حتى بوجود دميوم خارج الجافية، لذلك يكون هناك متسع من الوقت لنقل المريض إلى وحدة أعصاب متخصصة

تحت مثل هذه الظروف يمكن إزالة الدميوم على أفضل نحو باستعمال سديلة رأب عظمية osteoplastic flap أو سديلة عظم حرة free bone flap، تصمَّم باستخدام التثقيب ومنشار جيجلي* Gigli saw أو باستعمال باضع قِحْف craniotome. والقواعدُ في إزالة الدميوم وتأمين الإرقاء haemostasis ومن ثم خياطة الجافية حتى تمنع تكوين الدميوم من جديد، مشتركةٌ في كل العمليات. وبوجود دميوم تحت الجافية، تعتمد المعالجة على التوتر في داخل القِحْف في وقت الجراحة. فإذا كان التوتر مرتفعًا ارتفاعًا بالغًا، فقد يكون بالإمكان فتح الجافية فتحة واسعة بسبب تورم الدماغ المستبطن، وهكذا تنفذ شقوق صغيرة في الجافية حتى تسمح بإزالة أكبر كمية ممكنة من الدميوم، وإذا وجد تكدم قشري مستبطن يصحب الدميوم، فقد يكون من الضروري إجراء استئصال الفص المصاب. لذلك، ربما لزم استئصال الفص الجبهي أو الصدغي بشكل شائع في أثناء تفريغ الدميوم داخل القِحْف لضمان تخفيف الضغط داخل القِحْف تخفيفًا كافيًا.

والدميومات تحت الجافية التي تحدث في الحفرة الخلفية posterior fossa نادرة للغاية، ولكن يجب الاشتباه بها إذا وجد كسر قذالي occipital (الشكل 28-17) وبطء أو لاانتظام في التنفس قبل حدوث دلائل أخرى على التدهور.

وعند وجود كسر مخسوف في الجمجمة، فإن قرار رفعه يعتمد على درجة الانخساف والتشوه التزويقي المرافق، وطبيعة الآفات في داخل القِحْف المصاحبة ودرجة وعي المريض العامة (الشكل 28-25). وإذا كان الكسر المخسوف مركبًا، فان الاستكشاف إلزامي خلال 2-24 ساعة، حتى تنخفض المضاعفات الإنتانية. وتتألف الجراحة من إنضار دقيق للجرح وكشف القطعة المخسوفة. ويجب رفع القِحْف المكسور ونزعه لمعاينة الجافية المستبطنة بحثًا عن دليل على ثقبها، ويجب تصليحها بعد رفعها عن سمحاق القِحْف.

 

الشكل 28-25 شويكات عظمية حادة تنفذ في الجافية. إن سبر جرح مفتوح لتحديد نوع الكسر محفوف بالمخاطر لأن شويكات العظم التي تسطم التهتك في وريد كبير أو جيب من جيوب الجافية dural sinus قد تنزاح وتسبب نزيفًا عصِيـًّا على السيطرة.

 

ويجب محاولة تقويم شدف العظم كلما أمكن بعد أن يتم إنضار الجرح وشدف العظم بدقة ونقعها في محلول مطهر إذا كان ذلك ضروريًا.

وإذا امتد الكسر في الحجاج orbit (الشكل 28-26) أو إلى أسفل في الوجه فقد يكون ضروريًا أن يجري التصليح بمساعدة جراح مختص بالوجه والقِحْف حتى يمكن الحصول على أفضل النتائج التزويقية في الجراحة الأولية.

تسرب السائل الدماغي الشوكي Cerebrospinal fluid leakage. ربما يصحب الكسورَ التي يرافقها تهتكات في الجافية تسربُ السائل الدماغي الشوكي خلال مِزْقـَـة في الجافية. وفي الأيام القليلة الأولى التي تعقب الرضح ربما يَسُدُّ تورمُ الدماغ مزقة الجافية ويمنع تسرب السائل. وعندما تنصرف الوذمة، يصبح التهتك واضحًا. ويسمح بانسياب السائل خلال الأنف أو الأذن. ويجب أن يعالج ذلك مبدئيًا بشكل تحفظي بصادَّات اتقائية prophylatic antibiotic، ولكن إذا استمر التسرب أكثر من 10-14 يومًا، فعندئذ يتطلب الأمر محاولة تحديد موقع منطقة التسرب وتصليح عيب الجافية جراحيًا.

 

الشكل 28-26 ‘علامة بانداMPanda’s sign". دميومات حول الحجاج بالجانبين في مريض يعاني من كسر في الحفرة القِحْفية الأمامية.

 

الخمج Infection. يحدث عادة بصحبة تسرب السائل الدماغي الشوكي، لذلك يجب استعمال الصادَّات الاتقائية حتى يتوقف التسرب. وقد يصيب الخمجُ الفروةَ أو العظمَ بوجود الكسور المركبة. وإذا احتجزت أجسام غريبة عقب رضح نافذ، فقد ينشأ خمج داخل المتن intraparenchymal ويتكون الخراج (الشكل 28-27).

الصرع Epilepsy عقبول شائع بعد الرضح الوخيم عندما يحدث تكدم وتلف قشري. وتعاني 10 بالمائة من الحالات التي تدخل إلى المستشفى بعد إصابة رأس من نوبات عصبية، عادة في الأسبوع الأول بعد الرضح. وفي غياب النوبات، يجب إعطاء مضاد الاختلاج anticonvulsant لمدة 2-3 شهور تقريبًا بعد الرضح، في حين يحتاج المريض، إذا لوحظت النوبات، إلى مضاد الاختلاج لمدة لا تقل عن 6-12 شهرًا. وعلى المدى الطويل يحدث الصرع في 5 بالمائة من حالات الرضح، و25 بالمائة منهم يعانون من الصرع في الأسبوع الأول.

 

الشكل 28-27 اصابة من مسدس في الرأس تبين شُدَف العيارات المحتجزة.

 

الدميوم المزمن تحت الجافية Chronic subdurul haematoma. ربما تأخذ مظاهر العارضة الرضحية الحادة عدة أسابيع حتى تنشأ، وبشكل مميز فيما يتعلق بنشأة الدميوم المزمن تحت الجافية (الشكل 28-28). والآلية المقترحة لهذه الآفة هي انفتال الأوردة الجاسرة bridging veins بين السطوح القشرية والجافية والجيوب الوريدية مما يؤدي إلى نزف وريدي في الحيز تحت الجافية. ويحدث أكثر ما يمكن بوجود ضمور دماغي، وهكذا يشيع أكثر بين المسنين والكحوليين. وقد تحدث التجمعات بجانب واحد أو بالجانبين وتكون الظواهر السريرية عبارة عن تدهور تدريجي في المهام العقلية والافتهام cerebration، مع تذبذب درجة الوعي. والعوامل المسببة لا يمكن تحديدها في كثير من الحالات، ولكن ربما تكون هناك أسباب محرِّضة تافهة نسبيًا، مثل ضربة خفيفة على الرأس أو حتى نوبة عطس أو سعال عنيف.

ويمكن الكشف عن الدميوم المزمن تحت الجافية على أفضل وجه إما بالتصوير الطبقي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وتعتمد خصائص الدميوم على عمره ومقدار ما ارتشف منه. ويمكن في المرضى الذين يعتبرون غير ملائمين

 

الشكل 28-28 موقع دميوم تحت الجافية نجم عن تمزق الأوردة الدماغية العليا عند مستوى العنكبوتية. يبين الرسم أيضًا الحاجز الجزئي وأحيانًا التام الذي يقسم الجيب العلوي. ينزح السائل الشوكي الدماغي إلى الجوبة العليا عبر الحبيبات العنكبوتية. وتنزح الأوردة الدماغية العليا في الجوبة السفلى.

 

للمعالجة الجراحية، تخفيف الدميوم تحت الجافية أعراضيًا باستعمال الستيرويدات. ولكن الرضا عن ذلك أقل من الرضا عن عملية تفريغ الدميوم تحت بنج موضعي، وهي عملية سهلة نسبيًا (الشكل  28-29). ويمكن إجراء ذلك باستخدام التثقيب الذي يحدد موقعه بشكل مناسب، ومن ثم تُفْتـَـح الجافية، فيُكـْـشَف عن أغشية صفراء تصحب الدميوم تضرب إلى اللون الأخضر. ويتم شق هذه الأغشية، وغالبًا ما يخرج السائل تحت الجافية تحت ضغط كبير. ثم يتم إرواء  التجويف بغزارة باستعمال الملحي saline، ويُخَفـَّض رأس المريض قليلًا للسماح للدماغ بأن يتمدد في الحيز تحت الجافية. وعندما يكون الدميوم تحت الجافية تحت توتر مرتفع، تنعكس حالة المريض السريرية بشكل مفاجئ. وعلى أي حال، يجب تمريض المريض بوضع أفقي لبضعة أيام مع إعطائه مدخول سوائل كاف حتى يسمح بتمدد الدماغ إلى وضعه الأمثل. وإذا عاد تجمع الدميوم، يمكن بزله فقط خلال حفرة التثقيب الموجودة بالفعل، أو بالمقابل قد يحتاج الأمر إلى إعادة فتح حفرة التثقيب وإرواء التجويف مجددًا. وفي حالات نادرة جدًا، تتشكل أغشية متعددة، وتكون للدميوم تحت الجافية مساكن loculi كثيرة مما يجعل نزحَه بالطريقة التي وصفت صعبًا. وفي هذه الأحوال، من الضروري رفع سديلة واستئصال الأغشية تحت الجافية  بالنظر إليها مباشرة. ولا يمكن أو لا ينصح بمحاولة سلت الأغشية تحت الجافية من سطح القشرة نفسها، ولكن الأجدى أن تستأصل الأغشية السطحية.

 

 

 

 

الشكل 28-29 (أ) موقع الجلطة؛ (ب) شقّان للتنقيب عن دميوم مزمن.

 

مضاعفات إصابات الرأس Complications of head injuries. كما ذكر سابقًا يهدف علاج إصابة الرأس الجراحي والطبي جميعًا إلى خفض المضاعفات الثانوية وجعل نتائج الإصابة الأولية أقرب إلى الكمال. ولسوء الحظ، لا يمكن دائمًا منع التدهور الثانوي، خاصة بوجود إصابة دماغية منشرة وخيمة. وفي هذه الأحوال، وبالرغم من التهوية الصنعية artificial ventilation والدعم القلبي الوعائي، قد يفشل المريض في إظهار أية  استجابات سوية من جذع الدماغ. وعند فهم  آلية الإصابة، وعدم وجود أسباب استقلابية أو هرمونية أو دوائية تفسر غياب استجابات جذع الدماغ، فعندئذ يمكن وضع تشخيص موت جذع الدماغ. وحتى يمكن وضع تشخيص موت جذع الدماغ، يجب أن تتوافر معايير صارمة. والمنعكسات التي يتم فحصها كثيرًا لتقييم مهام جذع الدماغ هي:

                   · منعكس الحدقة.

                   · منعكس القرنية.

                   · الاستجابة للألم في منطقة توزيع العصب القِحْفي الخامس.

                   · المنعكس العيني الرأسي oculocephalic reflex.

                   · المنعكس الدهليزي العيني vestibulo-ocular reflex.

                   · استجابة الحلق gag response.

            ويجرى اختبار إعادة التنفس أيضـًا مع إعطاء أكسجين 100 بالمائة في الأنبوب داخل الرغامي للحفاظ على أكسجة مقبولة للمريض، ولكن ذلك يسبب ارتفاعًا في ضغط ثاني أكسيد الكربون الشرياني pCO2 الذي يعمل سويًا كمنبه للتنفس. ولتحديد موت جذع الدماغ، يجب إجراء الاختبارات السالفة من قبل طبيبين متمرسين في زمنين مختلفين.


 

*سير  هيو كيرنز Sir Hugh Cairns، 1896-1952. جراح أعصاب. استاذ نافيلد أول في الجراحة في أكسفورد، انجلترا.

* ج. و. كيرنوهان J. W. Kernohan، ولد عام 1897. مستشار علم أمراض شرفي سابقا في مايو كلنيك، روتشيستر، مينيسوتا، الولايات المتحدة الأمريكية.

* ليوناردو جيجلي Leonardo Gigli، 1863-1908. اختصاصي توليد ومدير مستشفى سانتا ماريا نوفا، فلورنسا، ايطاليا. وضع منشاره في موضع الاستعمال لقطع عظم العانة pubotomy عام ا894، وعدله لحج القِحْف عام 1898.

العصبية
الصدرية
القلبية
الوعائية
الهضمية
الغدية
الجلدية
الجهاز الحركي
البولية التناسلية
العينية
الانتانية
الثدي
المناعة و غرس الأعضاء
علم الأورام
آفات العنق
الجراحة - أساسيات
أسنان و لثة
مواضيع طبية متنوعة
اليد
القدم
الوجه
الخدين
اللسان
الفكان
الأنف
الأذن
الغدد اللعابية
البلعوم و اللوزات
الحنجرة