التنميط النسيجي
Tissue typing
بمجرد أن تؤخذ عينات الدم والأنسجة الأخرى من المعطي، فإن
الأولوية الأولى تكون عمل مسح فيروسي لاستثناء وجود فيروس كبت
المناعة البشري
HIV
والتهاب الكبد نوع
B
وC،
ولتحديد زمرة الدم. وكذلك يحدد عادة وضع الفيروس المضخم
للخلايا CMV
عند المعطي.
ويجب تحديد نمط النسيج عند المعطي والمتلقي جميعـًا
بهدف توافق مركب توافق النسيج الكبير
MHC
(تعتمد التقنية المصلية الحالية لتحديد نمط النسيج على طريقة
وصفها تيراساكي
عام 1965). ويعمل هذا تقليديًا بأخذ لمفاويات من الدم المحيطي
أو العقد اللمفية أو الطحال، ثم تعرَّض لأمصال تحتوي على أضداد
خاصة لبعض أليلات
alleles
مستضِّد هلا
HLA
: الخلايا التي تقتل بواسطة الأضداد (بإضافة مزيد من المتممة)
تمتلك بروتينَ مستضِّد هلا
HLA
على سطحها. لهذا كان تعيين نمط النسيج ، من حيث المبدأ، عملية
سهلة ولكنها تصبح صعبة بسبب العدد الكبير من أليلات مستضِّد
هلا HLA
والبروتينات الممكنة (الشكل 8-1 والجدول 8-1)، وأيضـًا حقيقة
أن الأمصال المستخدمة لا تتفاعل عادة مع بروتين مستضِّد هلا
HLA
واحد فقط ولكن لها طرازًا معقدًّا من التفاعلات مع أليلات
عديدة. لهذه الأسباب كانت العملية مهمة ذات مهارة عالية، وقد
تحدث (وتحدث) الأخطاء ويمكن أن تحتاج العملية إلى 4-6 ساعات.
ومع ذلك، إن التقنيات البيولوجية الجزيئية تحل محلَّ الحاجة
لهذه التقنية البطيئة المعقدة. إن مسابير
probes
تتألف من قِطَعِ دنا
DNA
صغيرة لها رمز يتمم أليلات مستضِّد هلا
HLA alleles
الفردية وخاص بها تـُـعـَـرَّض إلى دنا
DNA
المعطي (يُحَضَّرُ بسهولة من اللمفاويات)، ثم تُضَخـَّمُ
المسابير الرابطة
binding probes
باستخدام سلسلة تفاعل بوليميريز
polymerase chain
reaction
لتسمح بالتعرف. وفائدة هذا الطريق البيولوجي الجزيئي أنه أسرع
ويحتاج إلى مهارة أقل ويعتمد عليه بدرجة أكبر.
ولسوء الحظ، لم تحلّ تقنيات البيولوجية الجزيئية
محلَّ دور مختبر التنميط النسيجي الآخر وهو عبارة عن إجراء
اختبار توافق اللمفاويات
lymphocyte cross
match.
وهذا يلزم لأن المرضى الذين تعرضوا في السابق لجزيئات مستضِّد
هلا HLA
غريبة (نتيجة الحمل أو نقل الدم أو الاغتراس) قد يتفاعلون
بسهولة بإنتاج أضداد مضادة لـمستضِّد هلا
HLA،
لأن بروتينات مستضِّد هلا
HLA
مستمنعات
immunogens
قوية. وقد ترتبط هذه الأضداد إذا وجدت بالعضو المغروس حديثًا
وتُحْدِثُ رفضـًا حادًّا بشكلٍ مفرط
hyperacute
rejection
مع تخثر الطعم سريعـًا. لهذا تـُـعَـرَّضُ لمفاويات المعطي
لأمصال كل المتلقين المحتملين لمعرفة ربط الأضداد. وقد
يُحَدَّدُ هذا بإظهار تحلل الخلية (مع متممة إضافية)، أو بشكلٍ
حساسٍ أكبر، بوسم الخلايا بمضاد جلوبيولين مناعي متألق
fluorescent
immunoglobulin
وتمريره عبر ماكينة تحليل الجريان
flow analysis
machine.
وتعقد تفسيرَ النتائج متغيراتٌ مثل الأضداد إذا كانت
IgG
أو IgM
موجودة في المصل السابق أو الحالي، وإذا كانت هناك أضداد أخرى
تخلط الأمور. ويوجد عند بعض المرضى مستويات عالية من الأضداد
التي تنفعل لبروتينات مستضِّدات هلا
HLA
مختلفة وعديدة تعرف بأنها محسسة
sensitized
بدرجة عالية. ومن الصعب تنفيذ الاغتراس في هؤلاء المرضى خاصةً
لأن اختبار التوافق عندهم موجب ضد كل المعطين، إلا إذا تم
إجراء توافق مستضِّد هلا
HLA
تام.
وعملية التنميط النسيجي واختبار التوافق التالي قد
تأخذ بين 4-12 ساعة بناءً على عدد المتلقين المحتملين الذي يتم
تقصيهم وإذا أخذ المرضى الذين لديهم أضداد بعين الاعتبار.
والنتائج عبارة عن قائمة مختصرة
short list
بأسماء المتلقين المحتملين الذين يتوافقون في زمرة الدم،
ولديهم اختبار توافق ضد سلبي (أو مقبول) واحد ودرجات متفاوتة
من توافق مستضِّد هلا
HLA.
ويتم اختيار المتلقي من هذه القائمة آخذين بالاعتبار عوامل
أخرى مثل زمن الانتظار على القائمة ووضع الفيروس المضخم
للخلايا CMV
والإلحاحية السريرية
clinical urgency.
|