خرَّاج الحوض PELVIC ABSCESS
الحوض أكثر الأماكن شيوعـًا لتكون خرَّاج داخل الصفاق، وذلك
لأن الزائدة الدودية غالبًا ما تكون في موقع حوضي، كما ان
قنوات فالوب بؤر متكررة للخمج. إضافة إلى ذلك، قد يكون
الخرَّاج الحوضي عقبولاً sequel
لأية حالة التهاب صفاق منتشر وهو عقبول شائع للتسريب التفاغري
بعد جراحة الأمعاء الغليظة وجراحة المستقيم. وقد يتجمع القيح
في هذه الباحة من دون حدوث اضطرابات بنيوية
constitutional
خطيرة، فِإذا لم يفحص المريض بدقة يومـًا بعد يوم، قد تصل
هذه الخرَّاجات أحجامًا كبيرة قبل اكتشافها. وأكثر الأعراض
المميزة لخرَّاج الحوض، هي الإسهال وخروج المخاط مع البراز.
وليس من المبالغ فيه القول بأن إخرَّاج مخاط مع الغائط لأول
مرة في مريض يعاني من التهاب الصفاق أو في مرحلة الشفاء من
التهاب الصفاق أمر واصم
pathognomonic
لخرَّاج الحوض.
ويظهر الفحص المستقيمي انتفاخًا في الجدار الأمامي للمستقيم،
الذي يصبح كيسًا لينـًا. وعندما ينضج الخرَّاج، إذا تركت هذه
الخرَّاجات للطبيعة، فإن نسبة كبيرة منها ينفجر إلى داخل
المستقيم، وبعد ذلك يكاد يشفى المريض دائمًا، وبسرعة. وأما
إذا لم ينته الأمر بتلك النهاية السعيدة، فيجب أن ينزح
الخرَّاج بعد دراسة متأنية. فعند النساء، غالبا ما يقع
الاختيار على النزح المهبلي vaginal
drainage،
عبر القبو الخلفي posterior fornix.
أما في الحالات الأخرى التي يتوجه فيها الخرَّاج بالتأكيد إلى
داخل الشرج، فيستعمل النزح عبر المستقيم (الشكل 49-5).
|
الشكل 49-5
فتح خرَّاج حوض إلى داخل المستقيم. |
أما إذا كان هناك أي تردد بوجود القيح، فيمكن الإجابة عن هذا
السؤال بتخطيط الصدى أو الرشف بإبرة تدخل من خلال جدار
المستقيم أو من خلال البطن الأمامي (بعد تفريغ المثانة
بقثطار). أما فتح البطن laparatomy
فيكاد يكون غير ضروري .
وشريطة أن يكون الخرَّاج منفصلاً عن التجويف الصفاقي العام،
وهذا ما يمكن التأكد منه دون أدنى شك عند فتح البطن، فإن نزح
الخرَّاج الحوضي عبر المستقيم أفضل بكثير من النزح فوق العاني
surapubic drainage
لأن الأخير يكسر الحواجز الطبيعية، ويعرض الحيز الصفاقي العام
لخطر انتشار الخمج. |