منبهات الجملة العصبية المركزية

 CNS Stimulants

 

ثالثاً – منبهات النخاع الشوكي : وتتمثل بمركب الستركنين

 

 تتضمن :

دراسة تفصيلية لمركب الستريكنين

بعض المقويات الجنسية التي يدخل في بنائها الستريكنين

 

 

الستركنين Strychnine :

قلويد طبيعي يستخلص من الجوز المقيء Strychnos nux vomica وبالتحديد من بذور الجوز المقيء الموجود داخل ثماره والذي يتميز بطعمه المر وتستخلص منه قلويدات أخرى مثل : البروسين Brucin والفوميسين Vomiccine ، وقد سمي بالجوز المقيء خطأً بسبب الاعتقاد القديم الخاطئ بأن كل دواء مر له تأثير مقيئ .

 الحرائك الدوائية :

امتصاصه : يمتص الستركنين بسرعة عن طريق الامعاء ليصل إلى التركيز الأعظمي بعد 30 دقيقة.

توزعه : يتوزع بشكل جيد ولا يميل للتراكم .

انطراحه : ينطرح عن طريق الكليتين خلال عشر ساعات من تناوله .

 آلية التأثير : تعلل تأثيرات الستركنين المنبهة للنخاع الشوكي اعتماداً على الآليتين التاليتين :

يعاكس ويحاصر المنعكسات المثبطة ومعاكسة تأثيراتها في مستوى الغشاء الخلوي ما بعد المشبك وفي مستوى العصبونات المثبطة للنخاع الشوكي .

وهي آلية حديثة حيث يعاكس ويحاصر نشاط الحمض الأميني الغليسين وهو الوسيط الكيماوي المثبط في مستوى العصبونات المثبطة في النخاع الشوكي حيث يتواجد في القرن الأمامي بتركيز 500 مكغ/1غ من وزن القرن الأمامي الذي يشكل مكان التقاء النيورونات الشوكية المثبطة مع العصبونات المحركة .

 التأثيرات الدوائية للستركنين :

ينبه الستركنين النخاع الشوكي مؤدياً إلى ظهور تشنجات توترية بعد عدة دقائق وهي عبارة عن تقلصات حزمية تصيب العضلات بشكل متناظر بحيث تبقى في مرحلة الانبساط وتتصف بخاصيتين هما : التناظر والإثارة عند أقل تنبيه .

ينبه الستركنين بالجرعات العالية البصلة السيسائية مؤدياً إلى :

زيادة معدل ضربات القلب .

ارتفاع الضغط الدموي الشرياني .

تسريع التنفس ( بسبب تنبيه المركز التنفسي في البصلة ) وفي المراحل الأولى يبقى المريض واعياً ومتألماً في الوقت نفسه .

زيادة إفراز حمض كلور الماء والعصارة المعدية الهاضمة : ويعتمد ذلك على طعم الستركنين، أما تأثيراته على جهاز الهضم فقد تبين أن للستركنين تأثيراً فاتحاً للشهية بسبب طعمه المر ولهذا يضاف الستركنين بشكل ضئيل إلى الشرابات المقوية وشرابات الفيتامينات مثل الشراب المسمى تونيك باير TonicBayer .

أما تأثيراته على القدرة الجنسية فهو يعمل على تقليص عضلات العجان الحوضية وعضلات الإحليل البصلية ، مما يؤدي إلى نعوظ القضيب لذلك يضاف إلىالمقويات الجنسية بنسبة ضئيلة إما بالتأثيرات السامة فيحدث حالة تدعى بالنعوظ المؤلم .

التسمم بالستركنين :

تبدأ التأثيرات السمية لدى تناول 20-30 ملغ .

وتظهر آثار هذا التسمم بعد نصف ساعة من تناول الستركنين فموياً أو أقل من ذلك عند حقنها بالعضل .

أما الجرعة المميتة من الستركنين فتبلغ 100 ملغ ، ويتم تناولها إما بالخطأ أو بقصد الجريمة أو بقصد الانتحار .

علامات التسمم بالستركنين ( التأثيرات السمية للستركنين ) : تظهر على المريض المتسمم بالستركنين العلامات التالية:

الشعور بالضجر والاضطرابات النفسية .

الإصابة بارتجاجات عضلية في عضلات النقرة وانقلاب الرأس نحو الخلف .

الشعور بنمل الأصابع .

الإصابة بفرط الحساسية وتهيج حس اللمس في نهاية الأطراف كما تزداد الحساسية نحو النور والضجيج

وبعد ساعة من تناول الجرعة السامة تبدأ مرحلة التكزز الستركنيني وتتظاهر بتقلص عضلات الوجه والبطن والفكين ثم عضلات الأجفان فتبرز مقلتا العينين وتتسع الحدقة مما يعطي المريض سحنة الوجه المشمئز Facia ، كما تتقلص عضلات الفكين مما يؤدي إلى تباعد الشفتين وظهور الأسنان ، مما يعطي وجه المتسمم علامة الضحك السردوني Resus Sardonicus ( نسبة إلى السحنة الطبيعية لسكان جزيرة سردينيا ) .

كما تتقلص عضلات الظهر مما يؤدي إلى ظهور علامة التقوس الظهري Opithotonus حيث يرتكز الشخص على الناحية القفوية والعقبين .

تتقلص عضلات العجان الحوضية وعضلات الإحليل البصلية وعضلة الحجاب الحاجز بشدة مما يؤدي إلى الإصابة بضيق النفس وآلام شديدة وظهور علامة النعوظ المؤلم في القضيب .

كما يحدث تسرع القلب وزيادة حركات التنفس بسبب تنبيه الستركنين للبصلة السيسائية كما ذكرنا آنفاً إذ لا توجد حواجز تشريحية تفصل بين أجزاء الجملة العصبية المركزية فالمركبات المنبهة للنخاع الشوكي مثلاً تنبه البصلة ثم الدماغ مع تزايد الجرعة .

وفي الحالات الشديدة يحدث تثبيط المراكز الحيوية الهامة في البصلة السيسائية ( المركز المحرك الوعائي والمركز التنفسي ) مما يؤدي إلى تراجع حركات التنفس ( التي تصبح سطحية ثم تتوقف تدريجياً ) وإلى الدخول في حالة السبات في حين يكون المريض واعياً ومتألماً في بداية حالة التسمم .

معالجة التسمم بالستركنين :

لا يوجد دواء مضاد نوعي للستركنين ، ولذلك يتم اتباع ما يلي :

في حال تناول الستركنين عن طريق الفم ومع توفر شرطي غسيل المعدة ( اليقظة والتبكير ما أمكن ) يمكن إجراء غسيل المعدة أو تحريض منعكس الإقياء وذلك بإعطاء المريض أحد المركبات الدوائية وهو الأبومورفين ( من مشتقات المورفين يحدث القياء بحقن 5 ملغ منه وذلك بعد 2-3 دقائق ) أو بدغدغة اللهاة أو ترسيبه بإعطاء محلول الشاي الكثيف أو الترياق المضاد للتسمم الشامل .

إعطاء المريض أحد المركبات المهدئة والمضادة للاختلاجات العضلية مثل الباربيتورات ومنها صوديوم ثيوبنتون حيث يعطى المتسمم من 3-5 ملغ/كغ من الوزن والبديل عن الباربيتورات عند عدم توفرها هي البنزوديازيبينات .

التشخيص التفريقي : يجب تفريق التكزز الستركنيني عن حالات هي :

الإصابة بالكزاز : وهو مرض تسببه مطثيات الكزاز تتميز أعراضه عن أعراض التسمم بالستركنين بأن : الاختلاجات العضلية تكون بطيئة في البدء ووحيدة الجانب ،في حين تكون في التكزز الستركنيني ثنائية الجانب و غير بطيئة وتثار بأقل تنبيه .

إنتانات السحايا : تتميز أعراضه بـ : ارتفاع درجة الحرارة – ألم وصداع في ناحية النقرة وآلام شديدة في الظهر والفقرات السفلية وصلابة الأطراف السفلية دون حدوث اختلاجات عضلية ويتم تشخيص إنتانات السحايا اعتماداً على بزل السائل الدماغي الشوكي لمعرفة جنس ونوع الجرثوم المسبب .

الإصابة بالصرع :ويتميز بأنه يترافق دوماً بفقدان الوعي في حين يكون مريض التسمم بالستركنين يقظاً واعياً ومدركاً لما يعاني منه إلا أنه قد يغيب عن الوعي في المراحل الأخيرة .

الاستعمالات السريرية للستركنين : يستخدم الستركنين في الحالات التالية :

معالجة الوهن العضلي والوهن العصبي اللذان ينتجان عن أذية النخاع الشوكي .

عند المصابين بوهن الأعصاب .

معالجة نقص القدرة الجنسية ( العنة ) .

معالجة الإصابة بالسيلان المنوي .

معالجة الوهط القلبي الوعائي .

معالجة الشلول العضلية الرخوة ذات المنشأ النخاعي .

معالجة الشلول الناتجة عن الإصابة بالدفتيريا ( الخناق ) .

معالجة شلل عضلات البلعوم والحنجرة وعضلات معصرة المثانة الذي يؤدي إلى سلس بولي وعضلات معصرة الشرج الذي يؤدي إلى سلسي برازي وشلل الأعصاب الشوكية الذي يؤدي إلى سلس منوي شريطة أن تكون كلها من النوع الرخو .

معالجة القهم من خلال تأثير الستركنين المقوي للشهية اعتماداً على زيادة العصارة الهاضمة .

مضادات الاستطباب لمركب الستركنين : لا يجوز إعطاء مركب الستركنين في الحالات التالية :

ارتفاع الضغط الشرياني .

السلس البولي التشنجي .

الإمساك التشنجي ( بسبب تشنج معصرة الشرج ) .

الشلل النصفي أو الرباعي الناتج عن أذية في قشر الدماغ(نزوف أو خثرات..).

 الأشكال الصيدلانية والجرعة :

يحضر الستركنين بشكل حبيبات Pillets سلفات الستركنين تحوي الواحدة 1 ملغ وبجرعة من 3-6 ملغ وحتى 15 ملغ كحد أقصى وفي حال تجاوز 20 ملغ تظهر التأثيرات السمية .

كما يحضر الستركنين بشكل حبابات تحتوي على ملح سلفات الستركنين بتركيز 1 ملغ/مل و 2 ملغ/مل تحقن تحت الجلد أو في العضل كما يمكن الاستفادة من خلاصة الجوز المقيئ والتي تدعى أيضاً بصبغة الجوز المقيئ.

 

بعض المركبات الدوائية يدخل في تركيبها الستركنين كمقوٍ للجنس عند الذكور فقط ، نذكر منها:

تونوفان Tonovan : الذي يحوي :

يوهيمبين هيدروكلوريد 3 ملغ + ميسترولون 7.5 ملغ + مغنزيوم نيكوتينات 10 ملغ + ستركنين 0.1 ملغ .

يعطى منه قرص واحد 3 مرات يومياً .

يوهيسترين Yohistrine : ويحوي :

يوهيمبين هيدروكلوريد 3 ملغ + ميتيل تستوستيرون 5 ملغ + ستركنين هيدروكلوريد 0.5 ملغ + كالسيوم مثيل أرسينات 1 ملغ .

يعطى منه 1-2 قرص 3 مرات يومياً .

باسوما Pasuma : ويحوي :

تستوستيرون 10 ملغ + فيتامين E 20 ملغ + يوهيمبين هيدروكلوريد 0.6 ملغ + ستركنين 0.33 ملغ + غليسيرين فوسفات 20 ملغ .

ملاحظة : توجد بعض المواد الطبيعية لها تأثير منشط جنسي منها : قشور القرفة – الزنجبيل – جذور الجنسنغ Gensing الموجود في الصين وكوريا .