الأدوية الهضمية (أدوية القولون والمستقيم)

توجيهات

الأمراض المعوية الالتهابية:

(التهاب القولون التقرحي ulcerative colitis وداء كرون crohn’s disease)

يُلجأ في تدبير هذه الأمراض إلى المعالجة الدوائية، واتباع حمية غذائية معينة، وإلى الجراحة في الحالات الشديدة أو المزمنة الناشطة، وتستخدم في المعالجة الدوائية زمرتان دوائيتان:

الأمينوساليسيلات aminosalicylates: تضم السلفاسالازين sulfasalazine والميسالازين mesalazine.

الستيروئيدات القشرية: تضم الهيدروكورتيزون hydrocortisone والبريدنيزولون prednisolone.

 

تعالج الأمراض الخفيفة إلى متوسطة الشدة التي تصيب المستقيم (التهاب المستقيم) أو السيني المستقيمي rectosigmoid (التهاب القولون البعيد) بدئياً بالتطبيق الموضعي لأحد الستيروئيدات القشرية (مثل رحضات البوديسونيد budesonide أو البريدنيزولون prednisolone أو تحاميل البريدنيزولون) أو أحد الأمينوساليسيلات، وتكون المستحضرات الرغوية مفيدة بشكل خاص لدى المرضى الذين يجدون صعوبة في استبقاء الرحضات السائلة.

تعالج الأمراض المعوية الالتهابية المنتشرة أو غير المستجيبة للمعالجة الموضعية باستخدام المستحضرات الفموية، وقد يكفي استخدام الأمينوساليسيلات بمفردها في الحالات الخفيفة التي تصيب القولون، أما الحالات متوسطة الشدة والحالات المعندة فتستلزم المشاركة مع الستيروئيدات القشرية مثل البريدنيزولون لمدة 4-8 أسابيع، ويمكن استخدام البوديسونيد ذي التحرر المعدل في علاج داء كرون الذي يصيب اللفائفي والقولون الصاعد وهو يسبب تأثيرات جانبية جهازية أقل من البريدنيزولون الفموي.

تحتاج الحالات الالتهابية الحادة إلى تحويل المريض إلى المشفى وتقديم معالجة وريدية بأحد الستيروئيدات القشرية، وقد تتضمن المعالجات الأخرى الإعاضة الوريدية للسوائل والشوارد ونقل الدم، وقد يحتاج الأمر إلى تسريب الأغذية وتقديم الصادات الحيوية بالطريق الحقني.

تحتاج الحالات المزمنة أو الحالات غير المستجيبة للطرق السابقة من المعالجة إلى متابعة قصوى من قبل الطبيب المختص.

قد يستفيد المرضى المصابون بالتهاب القولون التقرحي من المعالجة قصيرة الأمد بالسيكلوسبورين ciclosporin ولكن هذا الاستطباب غير مرخص به، وقد يستفيد المرضى المصابون بداء كرون غير المستجيب للمعالجة أو الناشط بشكل مزمن من المعالجة بالأزاثيوبرين azathioprine أو الميركابتوبورين mercaptopurine أو الميثوتريكسات methotrexate المقدم مرة واحدة/الأسبوع ولكن هذه الاستطبابات غير مرخصة أيضاً. وقد أدخل الإنفليكسيماب infleximab ـ وهو أضداد وحيدة النسيلة تثبط وسائط السيتوكين وعامل نخر الورم ـ لمعالجة داء كرون الناشط الشديد المعند تجاه المعالجة بالستيروئيدات القشرية وكابتات المناعة.

قد يفيد الميترونيدازول metronidazole في علاج داء كرون الناشط (وبشكل خاص الحالات التي تشمل المنطقة المحيطة بالشرج)، وقد يعود تأثيره إلى فعاليته المضادة للجراثيم. تعطى مضادات الجراثيم الأخرى عند وجود استطبابات نوعية (كما في الإنتانات المترافقة مع النواسير والأمراض المحيطة بالشرج) ولتدبير النمو الجرثومي المفرط في المعي الدقيق.

 

المحافظة على الهدأة:

تلعب الأمينوساليسيلات دوراً كبيراً في الحفاظ على الهدأة في التهاب القولون التقرحي، بينما يكون دورها أقل أهمية في الحفاظ على الهدأة في داء كرون، في حين تعد الستيروئيدات القشرية غير ملائمة للمعالجة الصيانية لما لها من آثار جانبية.

 

المعالجة المساعدة:

يوصى باتباع حمية غذائية غنية بالألياف قليلة المخلفات، إلا أن ظهور متلازمة الأمعاء الهيوجة أثناء ركود التهاب القولون التقرحي يستدعي تجنب الحمية الغنية بالألياف واستخدام مضادات التشنج.

يجب تجنب استخدام مضادات التشنج أو الأدوية المضادة لتحرك الأمعاء كالكودئين واللوبيراميد في التهاب القولون التقرحي الناشط، إذ يمكن لهذه الأدوية أن تؤدي إلى شلل اللفائفي وتضخم القولون، ويجب التوجه في هذه الحالة إلى معالجة الالتهاب.

قد يُلجأ إلى استخدام الملينات في علاج التهاب الشرج.

يمكن معالجة انعدام امتصاص الأملاح الصفراوية (كما في داء اللفائفي الانتهائي أو في الاستئصال الجزئي للأمعاء) باستخدام الكوليسترامين colestyramine الرابط للحموض الصفراوية.

 

 

الأمينوساليسيلات aminosalicylates:

السلفاسالازين sulfasalazine هو عبارة عن توليفة لحمض 5 أمينوساليسيليك مع السلفابيرين، حيث يعمل هذا الأخير كحامل للدواء إلى موقع التأثير في القولون، مع ذلك فهو لا يخلو من بعض التأثيرات الجانبية.

تمتاز الأمينوساليسيلات الحديثة مثل الميسالازين mesalazine (وهو حمض 5 أمينوساليسيليك) بانعدام التأثيرات الجانبية المرتبطة بالسلفوناميد التي يبديها السلفاسالازين، مع ذلك يسبب الميسالازين بعض الآثار الجانبية تشمل الاضطرابات الدموية.

ينصح بعض المصنعين بإجراء فحوص للوظيفة الكلوية عند المعالجة بالسلفاسالازين والميسالازين، ولكن لا يوجد أدلة كافية على أهمية مثل هذه الفحوص.

ينصح المرضى الذين يتلقون معالجة بالأمينوساليسيلات بتسجيل أي حادثة لنزف غير مفسر، تكدم، فرفرية، التهاب حلق، حمى أو توعك تظهر خلال المعالجة، ويوصى بإجراء تعداد دموي وإيقاف المعالجة فوراً عند الاشتباه بحدوث اعتلال دموي.

 

 

الستيروئيدات القشرية corticosteroids:

(راجع القسم الخاص بالستيروئيدات القشرية في زمرة الهرمونات)

 

 

الاضطرابات الشرجية والمستقيمية:

يعاني المرضى المصابون بالبواسير، والتهاب المستقيم، والنواسير عادةً من أعراض الحكة (في الشرج والمنطقة المحيطة به) والتقرحات والتسحجات، وتعالج هذه الأعراض بشكل فعال بتطبيق المراهم أو التحاميل الملطفة، إلى جانب تعديل النظام الغذائي لتطرية البراز، واستعمال العوامل التي تزيد من حجم الكتلة البرازية كالنخالة، ويضاف إليها الستيروئيدات القشرية أو السلفاسالازين في علاج التهاب المستقيم.

يمكن عند الضرورة استخدام المستحضرات الحاوية على المخدرات الموضعية أو الستيروئيدات القشرية شريطة استبعاد وجود قلاع في المنطقة المحيطة بالشرج (والذي يعالج بإعطاء النيستاتين عن طريق الفم أو بالتطبيق الموضعي).

 

 

المستحضرات الملطفة:

تحتوي المستحضرات الملطفة على مواد مقبضة خفيفة التأثير مثل تحت غالات البزموت bismuth subgalate، أوكسيد الزنك zinc oxide، والهاماميليس hamamelis، وقد تحتوي على مواد مزلقة ومضيقات وعائية ومطهرات خفيفة، وتشارك مع المخدرات الموضعية أيضاً لتخفيف الألم المرافق للبواسير والحكة الشرجية.

يمكن للمخدرات الموضعية أن تمتص عبر مخاطية الغشاء المخاطي للمستقيم لذلك يجب تجنب تطبيقها بصورة مفرطة خاصةً لدى الرضع والأطفال، ويجب استخدامها لمدة قصيرة (ليس أكثر من بضعة أيام) لأنها تؤدي إلى زيادة التحسس في جلد الشرج.

 

 

المستحضرات المركبة الحاوية على الستيروئيدات القشرية:

تشارك الستيروئيدات القشرية في مستحضرات البواسير غالباً مع المخدرات الموضعية والعوامل الملطفة، وهي مناسبة للاستعمال قصير الأمد بعد استبعاد وجود إنتان مثل الحلأ البسيط، ويجب الاتنباه إلى أن الاستعمال طويل الأمد للمستحضرات الحاوية على الستيروئيدات القشرية يؤدي إلى ضمور جلد الشرج.

يندر حدوث البواسير لدى الأطفال، وتعالج هذه الحالات عادةً بالتطبيق الموضعي لكريم مناسب لمدة قصيرة ويجب الانتباه إلى أن المخدرات الموضعية قد تسبب حساً لاسعاً لدى بدء استخدامها وقد يؤدي ذلك إلى ازدياد خوف الطفل من التبرز.