الأدوية العينية (أدوية الزرق)

توجيهات

يترافق الزرق عادةً (وليس دائماً) مع ارتفاع شاذ في الضغط داخل العين قد يؤدي إلى العمى، ويعزى هذا الارتفاع غالباً إلى انخفاض تدفق الخلط المائي نحو الخارج مع بقاء التدفق نحو الداخل ثابتاً، ومن هنا تهدف معالجة الزرق إلى إنقاص الضغط داخل العين.

أكثر أشكال الزرق شيوعاً هي الزرق البسيط المزمن حيث يكون هناك انسداد في الشبكة التربيقية، وتعالج هذه الحالة بالتطبيق الموضعي لحاصرات ألفا وتضاف إليها أدوية أخرى عند الضرورة لضبط الضغط داخل العين مثل الأدرينالين adrenaline أو البيلوكاربين pilocarpine.

يفضل استخدام حاصرات ألفا على البيلوكاربين عندما تستدعي الحالة معالجة موضعية إضافية بعد قطع القزحية أو إجراء عملية تصريف في الزرق مفتوح أو مغلق الزاوية ويعود ذلك إلى وجود خطر لحدوث التصاقات خلفية بسبب تأثير البيلوكاربين المقبض للحدقة خاصةً في حالات الزرق مغلق الزاوية.

 

 

مقبضات الحدقة miotics: (مثالها البيلوكاربين pilocarpine)

تعمل هذه الأدوية على فتح قنوات التصريف غير الفعالة في الشبكة التربيقية عن طريق إحداث تقلص أو تشنج في العضلة الهدبية.

هناك مجموعة من التوصيات والتحذيرات فيما يتعلق باستخدام هذه الأدوية:

- قد تتطلب القزحية المصطبغة بشدة تركيزاً أعلى من الأدوية المقبضة للحدقة أو تكرار الاستخدام بتواتر أكبر، ويجب توخي الحذر لدى استخدام هذه الأدوية لتجنب الإفراط في الجرعة.

- ينصح بفحص قاع العين قبل بدء المعالجة بمقبضات الحدقة، فقد يحدث انفصال شبكية لدى الأشخاص المؤهبين والأشخاص المصابين بأمراض في شبكية العين.

- يجب توخي الحذر لدى استخدام مقبضات الحدقة عند وجود أذيات في الملتحمة والقرنية.

- يجب مراقبة حقل الرؤية والضغط داخل العين لدى المرضى المصابين بالزرق البسيط المزمن والأشخاص الذين يعالجون بمقبضات الحدقة لفترة طويلة.

- يجب أن تعطى مقبضات الحدقة بحذر في حالات الإصابة بمرض قلبي، وارتفاع الضغط، والربو، والقرحة الهضمية، وانسداد المسالك البولية، وداء باركنسون.

- قد يؤثر تشوش الرؤية الذي تحدثه مقبضات الحدقة على إنجاز الأعمال المهارية (مثل القيادة) خاصةً في الليل أو في الإنارة الضعيفة.

- يوصى بتجنب استخدام مقبضات الحدقة في حالات التهاب القزحية الحاد، والتهاب العنبية الأمامي، وبعض أشكال الزرق الثانوي، وفي الأمراض الالتهابية الحادة التي تصيب الجزء الأمامي من العين.

- قد يسبب التشنج الهدبي الذي تحدثه هذه الأدوية صداعاً وألماً جبهياً، وتكون هذه الحالات أكثر شدةً في الأسبوع الثاني وحتى شهر من الدورة العلاجية الأولى، وهي تعد من المساوئ التي تظهر خاصةً لدى المرضى دون الأربعين من العمر.

 

 

حاصرات ألفا: (مثالها التيمولول timolol)

يفيد التطبيق الموضعي العيني لحاصرات ألفا في إنقاص الضغط داخل العين بشكل فعال في حالة الزرق البسيط المزمن، وقد يعود ذلك إلى إنقاصها لمعدل إنتاج الخلط المائي. من جهة أخرى يمكن لحاصرات ألفا المقدمة عن طريق الفم أن تنقص الضغط داخل العين، ولكن لم تعد تستخدم هذه الأدوية جهازياً لهذه الغاية بسبب تأثيراتها الجانبية.

قد يحدث امتصاص جهازي بعد التطبيق الموضعي العيني لحاصرات ألفا، لذا يوصى بتوخي الحذر لدى استعمال القطرات العينية لهذه الأدوية لدى المرضى المصابين ببطء قلبي، أو حصار قلبي، أو قصور قلبي غير مضبوط.

ينصح بعدم استخدام القطرات العينية لحاصرات ألفا (حتى الحاصرات الانتقائية على العضلة القلبية) لدى مرضى الربو أو عند وجود سيرة لأمراض انسدادية في الطرق الهوائية إلا في حال عدم توفر أدوية بديلة، ويجب في هذه الحالات توقع حدوث تشنج قصبي واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

 

 

مثبطات الأنهيدراز الكربونية carbonic anhydrase inhibitors: (مثالها الأسيتازولاميد acetazolamide)

تنقص مثبطات الأنهيدراز الكربونية الضغط داخل العين بإنقاص إنتاج الخلط المائي.

يستخدم الأسيتازولاميد لخفض ضغط العين في حالات الزرق مفتوح الزاوية، والزرق الثانوي، وقبل جراحة الزرق مغلق الزاوية، ونظراً لكونه من المركبات السلفوناميدية فإنه قد يؤدي أحياناً إلى ظهور اضطرابات دموية، وطفح، وتأثيرات جانبية أخرى مرتبطة بالسلفوناميدات.

لا ينصح عادةً باستعمال الأسيتازولاميد لفترة طويلة، فقد يسبب ذلك خللاً شاردياً وحماضاً استقلابياً، ويمكن تصحيح ذلك باستخدام بيكربونات البوتاسيوم (بشكل مضغوطات بوتاسيوم فوارة).